مختارات

تسفي برئيل: لن يكون انتصار أكثر من ذلك، يجب وقف الحرب

هارتس – موقع الناطور الفلسطيني

منذ عشرة اشهر واسرائيل تدير حرب من اليد الى الفم. اقتحام آخر لـ “بنى تحتية للارهاب”، وشخصية رفيعة تمت تصفيتها ونفق آخر تم تفجيره. مخزون كبير من “الانجازات” تراكم في المخزن، لكن الحكومة لا تعرف ماذا تفعل بها، كيف تبيعها وبالاساس كيفية الكسب منها. اسرائيل تركض في القفص الذي اقامته لنفسها، وتزيد الدورات العبثية الى أن يتم انهاكها تماما. الاساس هو الاظهار بأنه توجد حركة وأن تستعرض النشاطات فقط كي نستطيع القول بأن “الصفقة ما زالت على قيد الحياة”.

لقد حان الوقت لوضع العصا في دولاب الهستيريا هذا، والقول بشجاعة “لن نكسب اكثر من ذلك”. وقد بقيت فقط مهمة واحدة ووحيدة وهي اعادة المخطوفين والعودة الى الحياة. الوعد الالهي بأن الضغط العسكري هو الذي سيعيد المخطوفين تبين أنه وهم. اشهر طويلة من المفاوضات مع حماس، مع المنظمة الارهابية، اثبتت أن الضغط العسكري الذي هو وصفة الانتصار، لا يعمل. وأنه يجب الاعتراف بأن اسرائيل تحتاج، اكثر من حماس، ليس فقط الى وقف الحرب مع الفرصة لاستئنافها بعد انتهاء المرحلة الاولى أو الثانية أو الثانية، بل انهاء مطلق للحرب التي وصلت الى مرحلة الاحتضار. ومثل المحتضر هي تستمر في القيام بحركات تلقائية واسقاط المزيد من القتلى.

خارطة الطريق اصبحت موجودة وتسمى خطة بايدن أو خطة نتنياهو. “خطة ايار” أو “خطة تموز”. ولكن أسسها واضحة. وقف الحرب واطلاق سراح “الدفعة الاولى” من المخطوفين والانسحاب وتحرير “الدفعة الاساسية” من المخطوفين وجثثهم. الادعاء بأنها تشمل تحرير مئات السجناء الفلسطينيين، من بينهم قتلة، يبدو أنه مقنع ولكن يجب التذكير بأن وجودهم في السجن لسنوات طويلة لم يمنع الهجوم في 7 تشرين الاول؛ الخطة تقتضي تمكين ومساعدة السلطة الفلسطينية على ادارة القطاع كي يتمكن الجيش الاسرائيلي من العودة الى القواعد، وأن لا يصبح شرطي ورجل حماية لشاحنات الغذاء والدواء والمسؤول عن التعليم والصحة والخدمات الاجتماعية في القطاع.

كيف يمكن تسليم المفاتيح لمن يعتبر “سلطة ارهابية” مثل حماس. هذه هي نفس السلطة الفلسطينية التي تستمر اسرائيل في تنسيق النشاطات الامنية معها، وتشغيل سكانها في المستوطنات، وتبيعها البضائع، وتجبي الضرائب لصالحها وتكسب الرسوم المفروضة عليها. وحتى أن اسرائيل حاولت سرقة الخيول معها، اقناعها في تحمل المسؤولية عن ادارة معبر رفح، وربما ادارة كل القطاع ولكن تحت غطاء قوة فلسطينية غير مرتبطة بها. هذه ليست الخدعة الوحيدة. فنتنياهو قام بالزئير بأنه اذا احتاج الامر فنحن سنحارب بأظافرنا. ولكنه كان يقصد اظافر امريكا، أي حاملات الطائرات وسفن الصواريخ وآلاف الاطنان من الذخيرة، لأن اظافر اسرائيل المستعدة لأي سيناريو تم قضمها ووصلت الى اللحم الحي. هذه هي صيغته الثلاثية لتحقيق النصر في غزة وضياع الدولة.

هذه الحرب يجب أن تتوقف لأن نتنياهو ويحيى السنوار نجحا في اكثر مما تم تقديره. فقد أخذا كل اسرائيل كرهينة، جزء من مواطنيها، نحو 100 الف شخص، تم اخلاءهم من بيوتهم ولا يعرفون متى سيعودون اليها، أو الى انقاضها. في نفس الوقت هم وكل المواطنين الذين لم ينجحوا حتى الآن في الهرب منها يعيشون في خوف كبير من هجوم، سواء لايران أو حزب الله. ولكن مثلما لدى السنوار، ايضا في حكومة نتنياهو لا يوجد أي اهمية للوقت، لا يوجد أي شيء ملح، وبالتأكيد ليس انقاذ المخطوفين الذين تتراكم جثثهم في كل يوم يمر الى أن يكون في الامكان اعفاء من يعملون في المسرح والذين يواصلون بأعمال التجميل للمفاوضات والتوقف عن قياس “مساحة التفويض”، التي اعطاها نتنياهو لطواقم المفاوضات. تبقى فقط أن نستكمل الاستعداد لاحتفال تخليدهم الرسمي.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى

أنت تستخدم إضافة Adblock

برجاء دعمنا عن طريق تعطيل إضافة Adblock