رؤى

حزب الله يثأر لشكر.. والمنطقة علي صفيح ساخن

شنت المقاومة اللبنانية هجوما واسعا على عدة مناطق شمال الأرض المحتلة، بالصواريخ وبعدد كبير من المسيرات، التي وصلت إلى عمق فلسطين.. وكان حزب الله قد أعلن صباح اليوم أن الهجوم بدأ باتجاه هدف عسكري نوعي للعدو – لم يعلن عنه إلى الآن-  وقال: إن هذا الهجوم يأتي في إطار “الرد على استشهاد القائد فؤاد شكر”.

الهجمات اللبنانية استهدفت مواقع وثكنات جيش الاحتلال ومنصات القبة الحديدية في شمالي فلسطين المحتلة؛ بوابل من الصواريخ بلغت 150 صاروخا في بعض التقديرات.

كما أعلن وزير الحرب الصهيوني – حالة الطوارئ لمدة 48 ساعة في جميع أنحاء البلاد منذ السادسة من صباح اليوم الأحد.. تضمن بيان جالانت  أن “إعلان حالة الطوارئ يتيح للجيش إصدار تعليمات إلى المواطنين، بما يشمل الحد من التجمعات وإغلاق المواقع”.

واجتمع الطاقم الأمني الوزاري المصغر بدولة الاحتلال على نحو طارئ في السابعة من صباح اليوم لبحث تطورات الموقف، كما أعلنت قناة 12 العبرية عن إغلاق مطار بن جوريون أمام حركة الهبوط والإقلاع “في ضوء الأوضاع الأمنية الراهنة”.

وأعلنت هيئة الإسعاف عن رفع حالة التأهب ونشر طواقم عدة في أنحاء الارض المحتلة في ظل عمليات حزب الله.

من جانبها أعلنت المقاومة اللبنانية أنها في أعلى درجات الجاهزية للرد على أي تجاوز أو اعتداء.. وأضافت في بيان لها أنه في حال إذا ما مُسَّ المدنيون؛ فإن عقاب “العدو الصهيوني” سيكون شديدا وقاسيا جدا.

وبعد ساعات من بدء الهجمات التي أربكت جيش الاحتلال.. أعلن الجيش في حوالي الثامنة من صباح اليوم “إن نحو 100 طائرة حربية لسلاح الجو نفذت غارات على أهداف لبنانية ودمرت “آلاف” من منصات إطلاق الصواريخ لحزب الله”.

من جهتها، أفادت وكالة الأنباء اللبنانية بوقوع إصابات جراء قصف مسيرة إسرائيلية سيارة في منطقة جبلة ببلدة الخيام جنوب لبنان.

ومن جانبه أعلن نتنياهو إن الجيش يعمل بقوة كبيرة لإزالة التهديدات، وقال في بيان له: رصدنا استعداد حزب الله لمهاجمة “إسرائيل” ووجهنا الجيش للمبادرة لإزالة التهديدات.. وزعم رئيس الوزراء الصهيوني أن الجيش دمّر آلاف الصواريخ التي كانت موجهة لشمال إسرائيل.. بالإضافة إلى تهديدات أخرى. وإن الجيش يعمل بقوة كبيرة لإزالة التهديدات عبر الدفاع والهجوم.. كما دعا نتنياهو مواطنيه إلى متابعة توجيهات الجبهة الداخلية.. وأنهم “مستعدون للدفاع عن الدولة” حسب زعمه.

ولم تستبعد صحيفة يديعوت أحرونوت أن يكون حزب الله قد خطط لضرب منشأة استراتيجية هامة.. وأضافت الصحيفة أنه من غير المستبعد أن تكون تلك المنشأة هي مطار بن جوريون.

كان قائد الجيش الأمريكي ريتشارد براون قد وصل أمس إلى الأردن لبحث آخر تطورات التصعيد في المنطقة التي تشرف على الدخول في “حرب إقليمية شاملة، لا سيما بعد اغتيال الاحتلال رئيس الوزراء الفلسطيني المنتخب إسماعيل هنية في العاصمة الإيرانية طهران”.

وكان براون قد أكد في وقت سابق على التزام بلاده بالدفاع عن دولة الاحتلال إذا ما تعرضت لأي هجوم، وأن الولايات المتحدة تقف مع حق “إسرائيل” في الدفاع عن نفسها.

تزامن زيارة براون إلى المنطقة مع تصاعد العمليات في الجبهة الشمالية ربما يمنح للعدو الصهيوني ضوءا أخضر لشن هجوم واسع على لبنان؛ وهو ما ينفي أية مزاعم أمريكية بمحاولاتها لإقرار السلام في المنطقة بعد أن دخلت الحرب الإجرامية التي تشنها دولة الاحتلال على غزة يومها الـ323 دون أفق لنهاية هذه المأساة الإنسانية في ظل الصلف والغرور الذي يمارسه نتنياهو بدعم أمريكي غير محدود.

ماهر الشيال

باحث وكاتب ومحرر مصري.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى

أنت تستخدم إضافة Adblock

برجاء دعمنا عن طريق تعطيل إضافة Adblock