رياضة

السوبر الإفريقي أبيض.. والأهلي لم يحضر!

في مباراة أقل من المتوسطة استطاع نادي الزمالك انتزاع كأس السوبر الإفريقي من النادي الأهلي، بعد اللجوء لضربات الترجيح التي حسمت الأمر بنتيجة أربعة لثلاثة.. بعد انتهاء الوقت الأصلي بالتعادل بهدف لكل فريق.

استحق الفريق الأبيض الحصول على الكأس التي لعب من أجل إحرازها طوال فترات المباراة، في ظل تراجع غير مفهوم من فريق الأهلي الذي ترك الاستحواذ للزمالك طوال  الشوط الأول (57%) واكتفى بهجمتين فقط حصل من الأولى على ضربة حرة خارج منطقة الجزاء، لعبها وسام باقتدار وأخرجها عواد ببراعة، ومن الثانية حصل الأهلي على ضربة جزاء بعد دهس المثلوثي لقدم أكرم توفيق داخل المنطقة؛ أحرز منها وسام هدف الأهلي بعد تسديد الكرة في منتصف المرمى تماما، أثناء توجه عواد ناحية اليمين.

رغم السيطرة البيضاء والتراجع الأحمر لم يشهد الشوط الأول أي هجمة خطرة للزمالك لينتهي الشوط الذي طال وقته لعشر دقائق إضافية بسبب اعتراض لاعبي الزمالك وجهازه الفني على ضربة الجزاء بتقدم الأهلي بهدف دون رد.

رغم النتيجة التي انتهى إليها الشوط والتي لا تعبر عن سير المباراة- إلا أن كولر أصر على الأداء الباهت غير الإيجابي دون  أسباب طوال الشوط الثاني أيضا.. وظهر جميع لاعبي الأهلي بلا استثناء في حالة مزرية.. بدءا من الحارس الشناوي “المهزوز” الذي تصدى لجميع الكرات الضعيفة التي وصلته (على مرتين) في حالة ارتباك غير مبررة حتى كاد يتسبب في هدف بعد ارتداد كرة سددها زيزو من صدره؛ لكنه أبعدها من الوضع راقدا في وجود المثلوثي المتربص المطالب بضربة جزاء.

رغم الصعوبة التي واجهها الزمالك في بناء الهجمات والناتجة عن عدم تقارب لاعبي الوسط وافتقارهم إلى الانسجام إلى حد ما في وجود ناصر ماهر الذي يستحق عن جدارة جائزة رجل المباراة وتراجع أداء عبد الله السعيد بشكل واضح- إلا أن جوميز لم يتراجع عن خطته بالضغط بكل الخطوط لتشكيل خطورة على مرمى الشناوي على أمل حدوث خطأ يسفر عن هدف التعادل.. وهو ما حدث بالفعل بعد أن أخطأ يحيى عطية الله في تمرير الكرة قرب الخط من ناحية اليمين؛ ليستغلها عمر جابر ويقطعها ويرسلها عرضية أرضية من الجهة اليمنى داخل منطقة الجزاء؛ ليقابلها ناصر منسي بتسديدة على يمين الشناوي أرضية في منتصف المرمى ارتمى إليها الحارس “أداء واجب” وكان يمكنه التصدي لها؛ ليتعادل الفريقان قبل نهاية الوقت الأصلي للمباراة بأحد عشرة دقيقة.

أخيرا يظهر عواد في الكادر بعد تسديدة ضعيفة للشحات أمسكها عواد بثبات.. في ظل غياب تام لخط هجوم الأهلي الذين لم يستطيعوا إيصال الكرة لوسام طوال المباراة إلا مرات نادرة.

وبينما كانت تغييرات جوميز جيدة وفي صالح الفريق المُصِرِّ على تحقيق الفوز؛ باستثناء خروج ناصر ماهر- لم يفلح كولر من خلال التغييرات في إحداث أي تطور في الأداء بعد نزول أفشة وطاهر ورضا سليم وكوكا.. الذين لم يكونوا بأفضل حال من بيرسي والشحات وعاشور ومروان عطية وهاني الذي أصيب وخرج مبكرا ليشارك عمر كمال بديلا له.

بانتهاء زمن المباراة والاحتكام لضربات الترجيح.. يعاود كولر أخطاءه الكارثية ليقضي على أي أمل للأهلي في الفوز بالدفع بيحيى عطية الله لتسديد الضربة الثالثة ليتألق عواد في التصدي لها قبل أن يضع وسام أبو علي الضربة الخامسة أسفل القائم.. بينما حقق لاعبو الأبيض العلامة الكاملة في الأربع ضربات التي سددوها في ظل محاولات الشناوي غير الموفق.

استحق نادي الزمالك الفوز بالكأس لأسباب عديدة منها ما هو سابق لأحداث المباراة.. بعد إشاعة روح اليأس بفوز الأهلي المؤكد لأنه الأكثر اكتمالا والأكثر قدرة على التعامل مع تلك المباريات.. لكن جوميز استطاع إخراج لاعبيه من هذه الحالة تماما، وحفزهم للفوز بشتى الطرق.. وساعده في ذلك الطريقة الكارثية التي أدار بها كولر المباراة.. في ظل حالة من الاستهتار والتشبع وعدم الرغبة في بذل الجهد التي ظهر عليها كل لاعبي الأهلي خاصة إمام عاشور وبيرسي تاو اللذين تأخر تغييرهما كثيرا.. ليظهر لاعبو الأحمر على أسوأ صورة لم يظهروا بها منذ فترة طويلة.

هذا هو الفوز الثاني لجوميز على كولر بعد انتصاره في مباراة الدور الأول من الدوري المنقضي بهدفين لهدف وهو ما يؤكد أن البرتغالي صار يتعامل مع السويسري ككتاب مفتوح.

لا تبدو صورة الاهلي مُشجعة قبل الدخول في خضم الاستحقاقات الكبيرة- (الانتركونتننتال وكأس العالم ودور المجموعات الإفريقي) وعلى مسئولي الأهلي وجهازه الفني مراجعة أنفسهم حتى لا يحدث ما لا تحمد عواقبه.. بالإضافة إلى إعادة النظر في صفقات الفريق التي لم ترق -إلى الآن- إلى طموحات جماهير الأهلي.

أما الزمالك “البطل” فعليه أن يحافظ على هذا المستوى وهذه الروح بعيدا عن أية أجواء غير مواتية من شأنها أن تعطل مسيرة الفريق مجددا.

ماهر الشيال

باحث وكاتب ومحرر مصري.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى

أنت تستخدم إضافة Adblock

برجاء دعمنا عن طريق تعطيل إضافة Adblock