ترجمة: أحمد بركات
يستعد المشرّعون من كلا الحزبين لفترة مضطربة، قد تعصف بأمن الولايات المتحدة في أعقاب انتخابات 5 نوفمبر، حيث أعرب كثيرون صراحةً عن مخاوفهم من وقوع أعمال عنف سياسي.
ويرى الديمقراطيون على وجه الخصوص، أن ترمب سيتحدى حتما نتائج الانتخابات، حال مُني بالهزيمة، ما يجعل شبح القلاقل والاضطرابات، أو حتى تكرار سيناريو هجوم 6 يناير، يلوح بقوة بطول البلاد وعرضها.
في هذا السياق.. قال أحد النواب الديمقراطيين لموقع “أكسيوس” إن أعضاء مجلس النواب،
يشعرون بقلق بالغ إزاء وقوع أعمال عنف مجددا، وقد استعانوا -على إثر ذلك- بست وحدات إضافية من قوات الشرطة؛ لضمان استتباب الأمن ليلة الانتخابات، ما اعتبره الموقع الإخباري الأمريكي “تعزيزا كبيرا” مقارنة بالسنوات الماضية.
وعلى الجانب الآخر، يزعم الجمهوريون أن التهديد الحقيقي، يأتي من اليسار السياسي؛ لأنهم لا يستطيعون تقبل ولاية ثانية لـ ترمب.
وتكثّف أجهزة إنفاذ القانون الفيدرالية والمحلية، عملها في جميع أنحاء واشنطن قبيل الانتخابات، حيث أكّدت الخدمة السرية أن تعزيزات أمنية أجريت لمبنى الكابيتول، قبيل التصديق على نتائج الانتخابات في 6 يناير، بما في ذلك وضع سياج حول مبنى الكابيتول.
وقال النائب الديمقراطي عن ولاية أوهايو جريج لاندسمان، عندما حصل أعضاء الكونجرس على عطلتهم السنوية في سبتمبر، “كان ما رأيته فيما يتعلق بالأمن غير مسبوق”، كما لفتت شرطة الكابيتول الأنظار نهاية أكتوبر بإجرائها “تدريب على إخلاء الضحايا” شمل هبوط ثلاث مروحيات على الواجهة الشرقية للكابيتول.
إلى ذلك، أعرب العديد من النواب الديمقراطيين، عن درجة ما من الخوف بشأن احتمالية وقوع أحداث عنف بعد الانتخابات.
في هذا الصدد قالت النائبة الديمقراطية عن ولاية هامبشير، آني كوستر، إن “الأعضاء يتحدثون فيما بينهم عن التأكد من سلامتهم الشخصية، وسلامة أسرهم… وعن طبيعة الإجراءات والبروتوكولات المعمول بها في هكذا مواقف”.
وشدد النائب الديمقراطي عن ولاية كولورادو على ذلك قائلا: “نحن بالتأكيد في بيئة تهديد متفاقم. ونظرا لأن أحدا لا يساوره شك في ذلك، فيجب أن نكون حذرين تجاه هذا التهديد والتحقق من أننا نأخذ الاحتياطات اللازمة”.
كما قالت النائبة الديمقراطية عن ولاية إلينوي، ديليا راميريز، إنها تخشى العنف بغض النظر عما ستؤول إليه نتائج الانتخابات، مضيفة أنه “في حال فاز ترمب، فسوف يتجرأ هو وأنصاره، وفي حال هزيمته، فإنني أشعر بالقلق من أن يصبحوا أكثر سوءا مما كانوا عليه في السنوات الأربع الماضية. إنني أفكر كثير في هذا الأمر”.
على الجانب الآخر أعرب الجمهوريون عن مخاوف مماثلة، إلا أنهم توقعوا أن يأتي هذا العنف من جانب الديمقراطيين، وبخاصة في وقت تنصيب ترمب حال فوزه.
في هذا الإطار، قال النائب الجمهوري عن ولاية تكساس، تروي نيلز، إن وحدات الحرس الوطني الخاصة بالولايات، يجب أن تكون مستعدة للتحرك في أي لحظة؛ لوأد أي شكل من أشكال الاضطرابات المدنية”، مشيرا إلى أنه “من الأفضل إغلاق مبنى الكابيتول في يوم التنصيب”.
وتحدث النائب الجمهوري عن ولاية إنديانا، جيم بانكس، عن أحداث الشغب التي صاحبت تنصيب ترمب في عام 2017، حيث أشار إلى أنه “أعتقد أن لديهم فرصة سانحة لكي يعادوا ما فعلوه مرة أخرى”.
وفي السياق، أعرب النائب الجمهوري عن ولاية نبراسكا، دون بيكون، عن تشككه في أن احتمالية وقوع أحداث عنف ستكون أعلى حال فوز ترمب، مستشهدا بما “رأيناه بأعيننا في 20 يناير 2017″.
وبينما تمحورت مخاوف الأعضاء حول يوم 6 يناير، أعرب البعض أيضا عن قلقهم بشأن الأيام التي ستعقب الخامس من نوفمبر، خلال عملية فرز الأصوات في بعض الولايات المتأرجحة المهمة.
في هذا السياق قال النائب الديمقراطي من ميشيجان، دان كيلدي، إن الأمر سيستغرق بعض الوقت للتعامل مع بطاقات الاقتراع، ومن ثم فإن هناك حالة كبيرة من القلق بشأن الأيام التي ستعقب الانتخابات (…)، ليس فقط فيما يتعلق بالأمن، وإنما أيضا بشأن الخطاب المتصاعد الذي نتوقعه جميعا”.
وأضاف المشرعون أنهم لم يتلقوا بعد؛ إحاطةً بشأن التدابير الأمنية المزمع اتخاذها بعد الانتخابات، فيما أعرب آخرون عن حرصهم على الاطلاع على هذه الإجراءات.
كما تحدّث العديد من الديمقراطيين، عن التجارب الأخيرة التي جعلتهم يخشون المناخ السياسي المشحون، الذي يَغْشَى البلاد قبيل الانتخابات.
فقد رَوَتْ النائبة الديمقراطية عن ولاية فيرمونت، بيكا بالنت، كيف وجدت نفسها، خلال وجودها في نيويورك في ليلة الحشد الانتخابي لـ ترمب في حديقة ماديسون سكوير جاردين، وسط “بحر من الغضب”، حيث “كانت الحالة المزاجية مظلمة للغاية”.
وذكر النائب الديمقراطي عن ولاية تينيسي، ستيف كوهين، أنه تعرّض للاعتداء اللفظي من قِبَل امرأتين قامتا بمهاجمته بوقاحة، أثناء تناوله العشاء في وقت وجوده في الدائرة الانتخابية، التي يسيطر عليها الحزب الجمهوري والمجاورة لدائرته، ما جعله يصف الحالة المزاجية لمؤيدي ترمب بأنها “فظة”.
وتأتي هذه المخاوف على خلفية تفاقم التهديدات، ضد المشرعين في السنوات الأخيرة، على نحو دراماتيكي، حيث أضافت الهجمات العنيفة، كتلك التي شهدتها أحداث الشغب في مبنى الكابيتول هيل، والهجوم بالمركبة في الجمعة العظيمة عام 2021، إضافة إلى العديد من الأحداث المزعجة التي وقعت مؤخرا- بُعدا حيا لتلك المخاوف.
كما أثار إضرام النيران في صناديق الاقتراع في باسيفيك نورث ويست- قلق المشرعين بشأن الجهود المبذولة لإعاقة إجراءات الانتخابات في الولايات.