في مثل هذا اليوم من العام الماضي، خسر فريق النادي الأهلي لكرة القدم، مباراة الدور قبل النهائي في كأس العالم للأندية أمام نادي فلومينينسي البرازيلي بهدفين دون رد، بعد أن كان الأقرب لبلوغ المباراة النهائية. ويوم السبت الماضي خسر النادي الأهلي كأس التحدي (الدور قبل النهائي- كأس إنتركونتيننتال) على ملعب لوسيل بقطر، أمام فريق باتشوكا المكسيكي بضربات “الحظ” الترجيحية.. وهي المرة الثانية التي يلتقي فيها الأهلي بالفريق المكسيكي. كان اللقاء الأول بينهما في دور الثمانية، في كأس العالم للأندية باليابان2008، وخسر الأهلي المباراة في وقتها الإضافي 4-2، بعد أن كان متقدما بهدفين دون رد.
خسارة الأهلي أكدت عقدة الفريق في الوصول لنهائي عالمي من خلال تسع مشاركات سابقة في كاس العالم للأندية.. ومشاركة أولى في كأس الإنتركونتيننتال.. والتي خسر فيها الأهلي أيضا فرصة الوصول للنهائي أمام ريال مدريد بطل أوروبا.
ضياع حلم الوصول للنهائي جعل جماهير القلعة الحمراء في حالة غضب شديدة، وفتح ملفات كثيرة في النادي. إذا استرجعنا شريط المباراة سنجد أن مارسيل كولر أدار المباراة على نحوٍ جيد، بل وكان فريقه (الأهلي) الأكثر استحوذا علي الكرة، والأخطر هجوميا طوال شوطي المباراة.
ولعل أبرز ما أُخِذَ علي كولر.. هو تغيير وسام أبو علي، هداف الفريق ودخول كهربا، في الدقيقة ٧٨ من عمر اللقاء، والتي كانت نقطة تحوُّل في اللقاء. حيث وضح الفارق الكبير في الإمكانات والجاهزية الفنية بين كهربا ووسام.
سنحت لكهربا أخطر فرصة للتسجيل؛ حين انفرد تماما بمرمي الحارس مورينو في الدقيقة 14 من الشوط الإضافي الأول، بعد تعادل الفريقين في الوقت الأصلي من المباراة؛ ولكنه أضاعها برعونة في محاولة منه للتسجيل بشكل جمالي، ووضع الكرة من فوق الحارس. إشراك كهربا أصبح عنوان الحزن في اللقاء، حين اتجهت المباراة لضربات الترجيح، وتقدم الأهلي بثلاثة ركلات مقابل ركلة في انتظار تسديد الركلة الرابعة، وحسم الفوز والتأهل للنهائي، ليجد الجمهور كولر وقد اختار كهربا لتسديد الركلة الرابعة، ويضيع كهربا الضربة؛ ليبدد الفرصة الثانية لفوز فريقه باللقاء وبلوغ الدور النهائي.. قبل أن يضيع عمر كمال أيضا.. ليتعادل الفريقان بثلاثة ضربات ناجحة لكل فريق، ويلجأ الحكم للحسم بلعب ضربة وضربة.. وتتصدى العارضة لكرة خالد عبد الفتاح، ليخسر الأهلي فرصة لعب النهائي بعد إقصائه بنتيجة 5-6 في ركلات الترجيح، ويصعد باتشوكا لملاقاة الأبيض الملكي. وقد وجّهت جماهير الأهلي جامّ غضبها، تجاه إدارة النادي؛ حيث رأت أنها تقاعست عن تدعيم الفريق في أهم مواسمه في التاريخ؛ حيث يشهد الموسم مشاركة الأهلي في كأس الإنتركونتيننتال لأول مرة، والمشاركة في كأس العالم للأندية – بشكله الجديد- في الولايات المتحدة صيف ٢٠٢٥.
صدمة الجماهير كانت بسبب أن الإدارة لم تبرم صفقات كافية بالرغم من أن الموسم شهد انتقال محمد عبد المنعم إلى نيس الفرنسي، وإعارة إليو ديانج لنادي الخلود السعودي، وأحمد عبد القادر إلى نادي قطر، بالتزامن مع إصابة نجم الفريق علي معلول في وتر أكيليوس.. وابتعاده عن الملاعب لفترة طويلة.
المؤكد أن الأهلي أضاع فرصة تاريخيّة أخري للتواجد في النهائي، والسبب الرئيس هو بعض الأخطاء في أضلاع الكرة الثلاثة، بدءا من الإدارة التي لم تدرك أهمية اللحظة التاريخية للنادي، ولم تدعم الفريق في أهم مواسمه بصفقات من العيار الثقيل؛ تليق بجدول مباريات الفريق الذي سيواجه كبار أندية أوروبا بنجومها العالميين.
والضلع الآخر في ضياع الحلم، هو تغييرات المدير الفني مارسيل كولر التي أضعفت الفريق هجوميا، وتغيير كهربا الكارثي.. ثم اختياره لتسديد الركلة الحاسمة في ضربات الترجيح، نهاية بالضلع الثالث وهو اللاعبون أنفسهم وعلي رأسهم كهربا وإمام عاشور.. وعدم تحمّلهم المسئولية في مباراة كبيرة وحاسمة مثل مباراة باتشوكا.