في مباراته الرابعة في دور المجموعات في دوري الأبطال، مُنِيَّ النادي الأهلي بهزيمة مستحقة على يد شباب بلوزداد، في المباراة التي أقيمت مساء أمس الجمعة بملعب 5 جُوِيلِيَّة 1962 بالعاصمة الجزائرية، جاءت المباراة استمرارا للأخطاء الكارثية التي تكرر وقوع المدير الفني للأهلي فيها في المباريات الأخيرة.
بدأ كولر المباراة بتشكيل يحمل كثيرا من علامات الاستفهام بدءا من مركز حراسة المرمى الذي فضّل إشراك محمد الشناوي فيه، رغم أدائه “بالغ السوء” في مباراة المصري في الدوري، ورفضه الجلوس على مقاعد البدلاء في مباراة إنبي.
في الدفاع أشرك كولر خالد عبد الفتاح، رامي ربيعة، أشرف داري ويحيي عطية الله، وفي الوسط فضّل كولر إشراك عمرو السولية منذ البداية لأول مرة منذ فترة طويلة، كان السولية يشارك فيها بديلا لدقائق معدودة، ولعب السولية في وسط المعلب بين إمام عاشور وأحمد نبيل كوكا، ولم يشرك كولر مروان عطية أحسن لاعبي الأهلي في الفترة الأخيرة لأسباب غير معلومة. في الهجوم فوجئ الجميع بإشراك كريم الدبيس في مركز الجناح بجوار وسام أبو علي والشحات الذي شهد مستواه تراجعا كبيرا في الآونة الأخيرة.
بدأت المباراة بهجوم أحمر في الدقائق العشر الأولى، كان من الممكن أن يسفر عن هدفين من ضربتين ثابتتين احتسبهما الحكم الصومالي أمام منطقة جزاء بلوزداد، بعد إشهار البطاقة الصفراء لشعيب قداد وثم لأيمن محيوس.
الضربة الأولى سددها يحيي عطية الله قوية علت العارضة، أما الضربة الثانية فنفذت على نحو سيئ بواسطة الشحات وضاعت على الأهلي.
الفريق الجزائري بذل جهدا كبيرا لتعويض خسارة القاهرة بستة أهداف لهدف، لكن كان من الواضح أن الفريق بدون أنياب حقيقية، وأضاع بلوزداد عددا من الفرص السهلة للتهديف بسبب رعونة مهاجميه وعلى رأسهم خانيسا مايو.
انتهى الشوط الأول بنتيجة صفرية، وكان من المفترض أن يبادر مدرب الأهلي بإجراء بعض التعديلات على خطة اللعب، والتبكير بالتغييرات خاصة وأن لاعبين مثل كوكا والشحات قدما أداء بائسا إلى جانب أداء الدبيس المرتبك؛ لذلك كانت الحاجة مُلحّة لوجود أفشة وبيرسي في مثل هذه النوعية من المباريات منذ بداية الشوط الثاني على الأقل.
لكن كولر بدا مغيّبا وكأنه لم يشاهد الشوط الأول، وترك للفريق الجزائري زمام الأمور تماما، وتراجع الفريق المصري أمام مرماه على نحوٍ غريب، ولم يفكر لاعبو الأهلي في شن أي هجمات على مدى أكثر من نصف ساعة من عمر الشوط الثاني، ولم يجر مارسيل كولر أي تغيير إلى قبيل انتهاء اللقاء بأقل من ربع ساعة، عندما أشرك أفشة وأكرم توفيق بدلا من الدبيس والسولية، قبل أن يشرك كهربا وبيرسي في نهاية المباراة.
أصبح من المحير عدم استفادة الأهلي من الضربات الركنية التي تحتسب له، والتي يتقدم للعبها دائما قلبي الدفاع (ربيعة وداري) لكنها ذهبت كلها إلى خارج المرمى، دون خطورة حقيقية على مرمى الحارس مصطفى زغبة.
مع تراجع مستوى الشحات الذي يحتاج إلى وقفة، وعدم فاعلية كريم الدبيس في مركز الجناح وعدم جدوى الأداء الشكلي وغير المجدي لإمام عاشور- بدا وسام أبو علي معزولا لاحول له ولا قوة، معظم فترات اللقاء.
جاء هدف المباراة الوحيد من هدية مقبولة قدمها الشناوي للفريق المضيف، عندما سقطت كرة ضعيفة من يده أمام المرمى تماما، في الوقت المحتسب بدلا من الوقت الضائع، أحجم كوكا “المذهول” والمنشغل بتشبيك يديه خلف ظهره؛ لتبرئة نفسه من أي مخالفة داخل الصندوق- عن التقدم لإبعاد الكرة في مشهد هزلي، ليصل إليها خاسيف نوفل محمد أولا ويسددها قوية في سقف المرمى، ليعلن تقدم فريقه بهدف دون رد.
جاء الهدف ليؤكد أن الكرة تعطي من يعطيها، ولا تمنح من يتعالى عليها سوى الحسرة، ولتدق الهزيمة جرس إنذار قوي لإدارة الأهلي؛ التي يتوجب عليها دعم الفريق بشكل جدي في الميركاتو الشتوي، وربما كان من المجدي أيضا أن تراجع لجنة الكرة، السيد كولر في اختياراته التي يذهب البعض إلى أن بها بعض المجاملات، كما يحمّله البعض مسئولية مغادرة إليو ديانج وأحمد عبد القادر رغم حاجة الفريق الماسة إليهما.
كما يتحدث البعض عن أسلوب المدير الرياضي للفريق الذي شهد عهده العديد من المشاكل بينه وبين اللاعبين، وبين اللاعبين أنفسهم بعضهم بعضا، على نحو غير مسبوق في القلعة الحمراء؛ ليطرح البعض فكرة عودة الكابتن سيد عبد الحفيظ الذي كان يدير الأمر على نحو من الهدوء والدراية، جعل إبعاده عن منصبه لغزا لم تتضح أسبابه حتى الآن.