رياضة

ليفربول هذا الموسم.. تفوق هجومي ودفاع كارثي!

إذا كان فريق نادي ليفربول، يعتلي قمة البريميرليج حتى نهاية الأسبوع الرابع والعشرين، بفارق سبع نقاط عن أقرب منافسيه، وأنهى الدور الأول من الشامبيونز ليج متصدرا بالفوز في سبع مباريات من ثماني لقاءات خاضها، كما وصل الفريق إلى نهائي كأس رابطة اندية المحترفين الإنجليزية (كاراباو) أمام نيوكاسل في 16 مارس المقبل، مع إخفاق وحيد -حتى الآن- بالخروج من كأس الاتحاد الإنجليزي من الدور التمهيدي بعد الخسارة بهدف من ضربة جزاء أمام بليموث أرجايل متذيل تشامبيون شيب – إلا أن الفريق الذي يعدّه البعض اليوم أقوى أندية العالم في كرة القدم، استقبل في البطولة المحلية 23 هدفا، وفي البطولة الأوربية 5 أهداف و5 أهداف أخرى في كاراباو، وهدف وحيد في كأس الاتحاد، بما مجموعه 34 هدفا فقط؛ إلا أن معظم هذه الأهداف، جاء بسبب أداء دفاعي بالغ الضعف وربما التهاون، ويمكن في كثير من الأحيان وصفه بالكارثي، خاصةَ من جانب المدافع الاسكتلندي أندرو روبرتسون، الذي يلعب في مركز الظهير الأيسر، ونال أكبر قدر من الانتقادات من الجماهير الحمراء في الآونة الأخيرة، لتسببه المباشر في أكثر من هدف، بالإضافة إلى الطرد في مباراة فولهام في الأسبوع السادس عشر، بعد إيداعه الكرة شباك أليسون بيكر محزرا هدفا عكسيا لحساب الضيوف، في المباراة التي انتهت بالتعادل بهدفين لكل فريق، وضياع نقطتين ثمينتين في سباق البطولة. الهولندي مديد القامة (193سم) فيرجل فان دايك قلب دفاع الفريق، والذي ينتهي عقده الصيف القادم، مع ترجيح عدم التجديد له- ارتكب هذا الموسم العديد من الأخطاء، منها كرات عرضية لم يفلح في إبعادها واستغلها الخصوم في التهديف بالرأس؛ لكن الكارثة الأكبر تكمن في عدم التفاهم مع الفرنسي إبراهيم كوناتي، وإصابة الثنائي في العديد من المرات بحالة توهان، تتسبب في أهداف ساذجة، كان آخرها هدف إيفرتون الأول الأربعاء الماضي في جوديسون بارك، في مباراة انتهت بالتعادل بهدفين لكل فريق، بعد أن فشل الدفاع الأحمر في الحفاظ على الفوز؛ ليتعادل إيفرتون في الدقيقة الثامنة من الوقت بدل الضائع، لتشهد المباراة أحداثا مؤسفة بعد صافرة النهاية.

يعاني كوناتي من بطء شديد في الارتداد، كما يمكن لأي مهاجم سريع تجاوزه بسهولة (الهدف الثاني للمان يونايتد في الأسبوع 20) كما أنه لا يحسم الالتحامات غالبا ولا يرتقي للعرضيات بكفاءة، وهو إلا جانب ذلك يشترك مع زملائه المدافعين في الفشل الدائم في تشتيت الكرة في المواقف الصعبة.. وربما تكون ميزته الوحيدة إجادة الخروج بالكرة لبدء الهجمات.

ومازال ألكساندر أرنولد في حالة من تذبذب المستوى، لعدم حسم قرار البقاء من عدمه؛ ليساهم مدافع المنتخب الإنجليزي بنصيب وافر من الأخطاء؛ خاصةً في مباراة مانشستر يونايتد في الأسبوع العشرين على آنفيلد التي وُصف أداؤه فيها بالمروّع في الصحف الإنجليزية، وانتهت بالتعادل بهدفين لكل فريق.

أخطاء رباعي الدفاع الفردية لا يمكن ذكرها دون ذكر السبب الرئيس والأهم في هذه الأهداف الكارثية التي تهدد بضياع البطولات في أسهل المواسم الكروية لليفربول بسبب انهيار مستوى معظم المنافسين الأساسيين في البريميرليج والتشامبيون ليج- وهو سوء التنظيم الدفاعي، وترك المنافس يصل بسهولة إلى الثلث الأخير، دون صعوبة وعدم التأكيد على الضغط على الخصم بمجرد فقدان الكرة، ما يصعّب من بناء الهجمات على المنافسين.. لكن آرني سلوت لا يرى أهمية كبيرة لذلك في ظل الغزارة التهديفية للفريق (57 هدفا في الدوري-17 هدفا في دوري الأبطال- 14 في كأس كاراباو) والذي يرجع الفضل فيها لتألق محمد صلاح بصورة أكثر من رائعة؛ حتى في ظل تراجع مستوى ماك أليستر والمجري سبوزلاي والكولومبي دياز، واستمرار إهدار نونيز للفرص السهلة، مع عدم اعتماد سلوت على البرتغالي دييجو جوته بشكل أساسي.

ومازال تذبذب مستوى الحارس البرازيلي أليسون بيكر بعد عودته من الإصابة، محل تساؤل.. وبدا في كثير من الأهداف سيئ التمركز، أو مترددا في الخروج، رغم إنقاذه للعديد من الأهداف. ولم يستطع الحارس البديل كيليهير إقناع آرني سلوت رغم أنه قدم مستويات لابأس بها في المباريات التي شارك فيه، وهو ما أدخله في حالة من عدم الإجادة ربما تنتهي به إلى الرحيل إلى نيوكاسل الموسم القادم.

سوء حالة المنافسين

يعاني المان سيتي هذا العام من حالة انعدام وزن، وما زال غير قادر على إيقاف سلسلة هزائمه، حتى بعد استقدام عمر مرموش من آينتراخت فرانكفورت، ويستعد جوارديولا لتحمّل تبعات أسوأ مواسمه مع الفريق على الإطلاق. أما أرسنال فليس في أفضل حالاته هذا الموسم، وإن كان مازال في مركز الوصافة.. ولا يبدو أرتيتا وجهازه الفني في حالة الجاهزية الكاملة للمنافسة على اللقب الغائب منذ أكثر من عقدين.

بدا تشيلسي في أول الدوري مؤهلا للمنافسة؛ لكنه ما لبث أن تراجع، محتفظا في سجل هزائمه بخمس مباريات، وهو نفس الرقم الذي يحتفظ به نوتنجهام فورست (الفريق الوحيد الذي هزم ليفربول في الدوري هذا الموسم) في سجل هزائمه، ويبدو أن الفريقان لا يطمعان هذا الموسم إلا في البقاء ضمن الاربعة الكبار.

أوروبيا يعاني كبار منافسي ليفربول هذا الموسم معاناة شديدة، ولم يصعد منهم لدور الستة عشر مباشرة سوى برشلونة وأرسنال والإنتر.. ودخل الريال والسيتي والبايرن وسان جيرمان ملحق التأهل.

رغم ذلك يبدو شبح ضياع البطولات ماثلا، بسبب الأخطاء الكارثية في الدفاع، ومازالت ذاكرة جماهير الريدز تحتفظ بالكثير من المواقف الأليمة التي تسببت في ضياع البطولات، آخرها كان العام الماضي، إذ تسبب خطأ المدافع الشاب كوانساه في مباراة ويست هام في الهدف الأول للمنافس في المباراة التي انتهت بالتعادل، وابتعاد الريدز عن المنافسة على اللقب.

يحاول النجم المصري محمد صلاح صنع أفضل مواسمه مع ليفربول هذا العام، ولا شك أنها فرصته الأخيرة لحصد البالون دور؛ لكن هل يسمح له دفاع ليفربول بذلك، أم سيجهض أحلام الفتى المصري، بسوء الاداء والأخطاء الفادحة.. كما فعل قبل ذلك مرارا!

ماهر الشيال

باحث وكاتب ومحرر مصري.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى

أنت تستخدم إضافة Adblock

برجاء دعمنا عن طريق تعطيل إضافة Adblock