لا شك أنهم نجوم كبار ولهم تاريخ وجماهيرية لا ينكرها أحد، لكن النجاح يأتي بالجهد والتطور لا بالتاريخ والاسم، أخفقوا جميعا هذا الموسم.. وهو ليس الإخفاق الأول لهم، وأصبح لزاما عليهم الابتعاد مؤقتا عن الدراما التلفزيونية، لإعادة التفكير والاختيار الجيد حتى لا يتكرر الفشل.
غادة عبد الرازق أهم وأفضل بنات جيلها من حيث الموهبة والحضور، لكنها بحاجة لإدارة هذه الموهبة الكبيرة، وأن تُبعد عنها شبح نادية الجندي الذي تضعه أمامها، وتنسخ منه كلما أمكن، ما جعلها لا تحقق أي نجاحات في السنوات الأخيرة؛ حتى أنصرف عنها كِبار الكُتاب والمخرجين وصُناع الدراما، بالتأكيد غادة بموهبتها يجب أن تكون في مكانة أفضل من هذا، لكن الأزمة في غادة نفسها، واختياراتها التي لا تختلف، وهي اختيارات ترتبط دائما بصورة نادية الجندي، نجمة الجماهير في القرن الماضي، وهي المرأة القوية المرغوبة من الرجال والتي تقهرهم أيضا، تلك الصورة النمطية التي تركزت فيها أعمال غادة مؤخرا، مع اختلافات بسيطة في الشكل الخارجي والتفاصيل فقط، ومؤخرا فقدت غادة طاقتها الإبداعية، وأصبحت تؤدي بشكل سيئ ومتواضع جدا، آخرها في عمل “شباب امرأة” رائعة امين يوسف غراب وصلاح أبوسيف، مقارنة الجمهور لها بالقديرة تحية كاريوكا، كانت بالتأكيد في غير صالحها، خاصةً مع تواضع النص الدرامي وتواضع أداء غادة أيضا، لم يعد أمام غادة حل آخر، سوى الابتعاد مؤقتا لتُعيد ترتيب أفكارها وشحن بطاريات إبداعها، وتعود مرة أخرى باختيارات مختلفة، تناسبها في الموهبة والمرحلة العمرية دون أن تضع أمامها اسم آخر تنسخ منه أفكارا أو أداءً.
مصطفى شعبان ذلك الشاب الذي قدّمه ودعمه نور الشريف، في بدايته وأثنى عليه بعد العمل معه في الحاج متولي، ثم إعادة تقديم فيلم العار في مسلسل، حقق نجاحا كبيرا وقتها.
شعبان حقق نجاحات كبيرة في الدراما التليفزيونية، هذه النجاحات جعلته يتعامل بثقة شديدة في اختيار عمله القادم، وفي تقديمه دون جهد واضح؛ حتى أصبح يتعامل مع مسلسل رمضان بشكل روتيني، عمل يؤديه دون جهد أو اهتمام، المهم أن “السبوبة شغاله” وأنه ما زال مطلوبا والبيع -دائما- بالاسم مهما كان مستوى العمل، أعمال مصطفى الأخيرة لا كتابة ولا تمثيل ولا اخراج، “أكل عيش” دون إبداع أو جهد، أداؤه في حكيم باشا الصعيدي كبير العيلة تاجر الآثار، هو نفسه أداء المعلم تاجر السمك الشريف في مسلسل المعلم -عُرض العام الماضي- رغم اختلاف الشخصيات وسماتها وأبعادها، وقبلهم أعمال كثيرة الشخصيات تختلف على الورق، لكن على الشاشة مصطفى يجسد مصطفى لا أحد غيره.
حسن الرداد لا أعرف من أقنعه بأنه فنان كوميدي، هل علاقته بسمير غانم وزواجه من ابنته كافٍ ليعتقد أنه كوميديان؟! ويقدم ما قدمه هذا الموسم، وهو لا علاقة له بالكوميديا ولا بالدراما التليفزيونية أصلا التي تحتاج لموهبة وقدرات للحفاظ على إحساس الشخصية وإيقاعها، وهو غير متوفر في حسن، إخفاقات الرداد في الدراما التليفزيونية تكررت كثيرا، ولن تستطيع ذِكر عمل واحد حقق النجاح، ورغم ذلك ما زال مُصرا على ما يقدمه من موضوعات وأداء هو الأسوأ.
محمد هنيدي إخفاقات متكررة في السينما ولم يدرك أين الخلل وما السبب، الأزمة في هنيدي نفسه حتى لو تعامل مع أفضل الكُتَّاب والمخرجين، هنيدي توقف به الزمن عند صعيدي وهمام، تطورت الكوميديا وظهرت أجيال جديدة من الممثلين خاطبوا الجمهور بلغه وكوميديا يفهمها، نجح وتألق نجوم كُثُر وهنيدي مازال يقدم ما يقدمه من عقود طويلة، رافضا التطور معتقدا إن خفة الدم والإرتجال سوف تخدمه دائما قد يكون هذا مناسبا في فيلم أو مسرحية؛ لكن في مسلسل درامي طويل أمر صعب؛ خاصةً وأن هنيدي يعتبر السيناريو أمرا ثانويا يمكن الاستغناء عنه، والنتيجة من فشل لفشل. من الأفضل أن يبتعد هنيدي قليلا لإعادة ترتيب الأوراق؛ حتى لا يلقي مصير إسماعيل يس في أيامه الأخيرة، بعد صعود فؤاد المهندس ومديولي ونجاحهما الكبير، فيما ظل إسماعيل يس يقدم ما يقدمه، حتى ملَّ الجمهور وتشبع منه وانصرف عنه.
بقي أن يعترف هؤلاء النجوم بالفشل حتى ولو سرا، بعيدا عن لجان السوشيال ميديا و”الأكونتات” المزيفة التي يعرفونها جيدا، ويتخذون القرار الأصوب، وهو إجازة قصيرة من الدراما التلفزيونية لإعادة التفكير والتخطيط كما كان يفعل نجوم كبار.
عادل إمام بعد ما أخفق فيلمه “حنفي الأبهه” ابتعد عامين وعاد “باللعب مع الكبار”. نور الشريف بعد ما أخفق مسلسل “الثعلب” لم يعد للدراما التليفزيونية، إلا بعد سنوات طويلة محققا نجاحا كبيرا.
أرجو من شركات الإنتاج الابتعاد عن المجاملات.. من أخفق يبتعد حتى يجتهد. ومن أجاد يستمر ويدعم حتى يستمر النجاح، أما أن يستمر الدعم والإنتاج، سواء حققوا النجاح أم لا.. فما الحاجة إذن لبذل الجهد ما دامت النتيجة واحدة!