رؤى

عرض كتاب “طوفان الأقصى.. من غيّر قواعد اللعبة؟” (8)

حمل الفصل السابع عنوانا إشكاليا هو “بين المقاومة والساداتيين الجدد” وقد ناقش الكاتب هذا العنوان في سبع مقالات هي: – نزع “الرداء الأيديولوجي”.. طريق المقاومة لجني ثمار النصر. – رغم استشهاده.. صالح العاروري هو “مستقبل” حماس وليس “ماضيها”!

– ثقافة الهزيمة ضد أمة في لحظة عزة وكرامة

– على طريق السادات.. السياسة العربية تخذل السلاح

– انتفاضة الضفّة.. وسادات “التنسيق الأمني”

– قرار الحرب بين حماس ومعضلات حزب الله

– الرأي العام وأداء النظام العربي الرسمي

يفترض الكاتب في بداية الفصل اتخاذ واشنطن قرارا بتصفية منظومة المقاومة في المنطقة عبر مراحل: تبدأ بحماس والجهاد الإسلامي، ثم تنتقل إلى حزب الله والفصائل العراقية والسورية والحوثيين، قبل أن تستهدف إيران نفسها.

ويُنظر إلى هذا المخطط بوصفه جزءا من استراتيجية أوسع لشطب القضية الفلسطينية، وإعادة هندسة المنطقة وفق المصالح الغربية، مع التركيز على تحييد الدور الإيراني.

ويرى الكاتب في مقاله الأول في الفصل- ضرورة التحول إلى خطاب تحرري شامل، حيث تواجه حماس تحديا وجوديا يتمثل في ضرورة الانتقال من الهوية الأيديولوجية الإسلامية الضيقة، إلى خطاب تحرري وطني شامل، يجذب تعاطفا عالميا أوسع.

حماس

ويذهب الكاتب إلى أن التمسك بالخطاب الديني؛ يسهّل على الخصوم تصوير الصراع بوصفه حربا دينية، ما يفقد المقاومة دعم التيارات الليبرالية والقومية واليسارية العالمية. ويشير الكاتب إلى نجاح حماس جزئيا في هذا التحول عبر تعديل ميثاقها عام 2017، لكن يبدو أنها ما زالت تواجه مقاومة من الداخل من جانب الجناح المتشدد.

في المقال الثاني يشير عبد الغني إلى الشهيد صالح العاروري بوصفه نموذجا لمستقبل حماس الذي تجمع فيه بين الكفاح المسلح والمرونة السياسية. العاروري كان مهندسا للوحدة الفلسطينية عبر حوارات مع فتح، ومبادرات لتشكيل قوائم انتخابية مشتركة. كما لعب دورا محوريا في بناء تحالفات إقليمية مع إيران ودمشق، وتطوير العلاقات مع موسكو وبكين، ما يعزز مكانة حماس دوليا بوصفها حركة تحرر وطني.

وتحت عنوان، ثقافة الهزيمة في مواجهة صحوة الكرامة. يرى الكاتب أن الرأي العام العربي يشهد تحولا جذريا بعد “طوفان الأقصى”، حيث أعادت المقاومة إحياء مشاعر العزة والكرامة المفقودة منذ عقود. لكن النخب السياسية العربية الرسمية ما زالت متشبثة بثقافة الهزيمة، متجاهلة الدروس الاستراتيجية من انتصارات المقاومة، ومستسلمة للهيمنة الأمريكية. وللأسف الشديد رأينا لأول مرة بجلاء -لا يقبل الشك- الإعلام العربي الرسمي ينتقد ويشوِّه صورة المقاومة، ويتبنى السردية الإسرائيلية دون مواربة.

في العنوان التالي يشير عبد الغني إلى استمرار نهج السادات، في السياسة العربية من خلال التنسيق الأمني مع إسرائيل وإفشال انتفاضة الضفة الغربية. ويصف الكاتب السلطة الفلسطينية بأنها “سادات التنسيق الأمني” لدورها في قمع المقاومة بالضفة، بينما تورّطت دول عربية في تشديد الحصار على غزة وتجويع أهلها؛ خدمةً للمخطط الأمريكي- الإسرائيلي الهادف إلى تحويل الحرب إلى إبادة جماعية.

السادات
السادات

في العنوان التالي يتناول الكاتب ما يواجه حزب الله من معضلات استراتيجية بسبب التركيبة الداخلية اللبنانية المتنافرة والضغوط الأمريكية- الإسرائيلية. ورغم قدرة الحزب على تهديد شمال إسرائيل، فإن خشيته من حرب شاملة تدمّر لبنان، وتخوّف إيران من مواجهة مباشرة مع الولايات المتحدة، يحدان من تحركاته. ويقارن الكاتب بين الحزب وحماس مشيرا إلى أن حماس حافظت على استقلالية قرارها العسكري، بعيدا عن حلفائها الإقليميين، ما أتاح لها تحقيق مفاجأة استراتيجية في 7 أكتوبر، بينما أوتي الحزب من مأمنه الإقليمي (إيران).

ويتعجب الكاتب بعد ذلك من مسلك الأنظمة العربية التي ترى في تعاطف الجماهير العربية الواسع مع المقاومة تهديدا لوجودها، بينما من المفترض أن تتعامل معه بوصفه فرصةً لتعزيز شرعيتها، وهو ما يكشف عن تناقضات خطاب الأنظمة: خطاب وطني للداخل، وآخر تابع للغرب في المحافل الدولية. ويذهب عبد الغني إلى أنه رغم الدعم الغربي المطلق، فإن المأزق الأمريكي- الإسرائيلي ازداد سوءا، بعد أن كشفت الحرب عن هشاشة المشروع الصهيوني وعجز إسرائيل عن تحقيق نصر حاسم، ما يفتح الباب لتحولات مستقبلية.

ماهر الشيال

باحث وكاتب ومحرر مصري.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى

أنت تستخدم إضافة Adblock

برجاء دعمنا عن طريق تعطيل إضافة Adblock