في أمسية بالغة الروعة، وبسداسية تاريخية في شباك فاركو- اختتم النادي الأهلي مبارياته في بطولة الدوري التي فاز بدرعها لهذا الموسم، لتكون المرة الخامسة والأربعون التي يفوز فيها الفريق الأحمر ببطولته المفضلة.
البطولة هذا العام شهدت منافسة شرسة مع نادي بيراميدز، الذي استطاع الفوز -في نفس توقيت مباراة الأهلي- على نادي سيراميكا كليوباترا بخمسة أهداف لهدف، لكن هذا الفوز لم يؤهله للفوز بالدرع بعد توقف رصيده عند النقطة السادسة والخمسين، بينما حصد البطل ثمانية وخمسين نقطة.
ربما تكون البطولة هذا العام من أكثر بطولات الدوري إثارة للجدل على مدى تاريخه الذي بدأ منذ عام 1948، تغيير نظام الدوري بخوض مباريات الدور الثاني على شكل مجموعتين (مجموعة التتويج ومجموعة الهبوط) ثم أزمة مباراة القمة في بداية الدور الثاني، وعدم ذهاب الفريق الأحمر إلى ملعب المباراة بعد جدل حول التحكيم وطلب الاهلي استقدام حكام أجانب، ثم استقدام طاقم سعودي، ثم تعيين طاقم مصري.. وصولا إلى احتساب الفريق الأبيض فائزا بثلاثة أهداف، ثم تفجّر الأزمة مرة أخرى، بعد قرار رابطة الأندية بعدم خصم ثلاث نقاط من الأهلي في ختام الدوري، وفق اللائحة الجديدة التي اعتمدتها معظم الأندية دون قراءتها ومعرفة ما تغيّر فيها عن اللائحة السابقة.
ثم كان التحول الكبير في أداء الأهلي برحيل كولر، وتولي الكابتن عماد النحاس المسئولية وتحقيقه العلامة الكاملة بالفوز في ست مباريات على بتروجيت وحرس الحدود والمصري وسيراميكا والبنك الأهلي وفاركو، مع أداء هجومي كاسح أسفر عن إحراز 21 هدفا، واعتلاء إمام عاشور صدارة الهدافين بـ13 هدفا.
على الجانب الآخر كان لسقوط بيراميدز أمام فاركو بنتيجة 3-2، ثم الهزيمة من البنك الأهلي 4-2 أكبر الأثر في ضياع آمال الفريق في الحصول على البطولة، بعد موسم مميز وصل بالفريق إلى نهائي دوري الأبطال، أمام صنداونز وتحقيقه التعادل الإيجابي 1-1 في مباراة الذهاب في بريتوريا.. وكان بيراميدز قد استهل الدور الثاني بتعادل سلبي مع المصري، أضاع عليه فرصة توسيع الفارق مع الأهلي إلى 6 نقاط.
عاد الأهلي هذه المرة من بعيد جدا، في موسم لم يكن الأفضل، وكاد أن ينتهي صفريا، قبل خوض الفريق منافسات كأس العالم للأندية في الولايات المتحدة.. شهد الدور الأول أداء سلبيا من الأهلي كان نتيجته التعادل في 6 مباريات من 17 مباراة، لم يحرز فيها الفريق سوى 30 هدفا، واستقبلت شباكه 9 أهداف.
ورغم أن خروج الأهلي من الدور قبل النهائي أمام صنداونز بالتعادل 1-1 بعد الخروج بتعادل سلبي في مباراة بريتوريا- كان أمرا محبطا للغاية بعد أداء بالغ السوء بسبب خطة كولر الغريبة وتشكيله الأغرب؛ إلا أن الفريق سرعان ما استعاد الثقة مع الجهاز الفني الجديد المكوّن من أبناء الأهلي المخلصين: عماد النحاس، ومحمد يوسف، ومحمد شوقي.. الذين نجحو في استعادة شخصية البطل، وعبروا بالفريق مباريات بالغة الصعوبة، مثل مباراة سيراميكا كليوباترا التي فاز بها الأهلي بهدف دون رد، بعد أن كاد المنافس أن يحرز هدف التعادل، لولا إبعاد ياسر إبراهيم للكرة من على خط المرمى في آخر دقائق المباراة. تكررت الإثارة في مباراة البنك الأهلي التي فاز بها الأهلي بهدفين لهدف، وجاء هدف الفوز عن طريق وسام أبو علي في الثواني الأخيرة من الوقت المحتسب بدلا من الوقت الضائع.
البطولة رقم 45 تعني للفريق الأحمر الكثير، إنها بطولة حسمها الأهلي في المباراة الأخيرة، وهذا لا يتكرر كثيرا.. فالعديد من بطولات الدوري حسمها الأهلي قبل نهاية الدوري بعدة أسابيع.. كما شهدت البطولة أحداثا عديدة دفعت بإدارة الأهلي نحو تصحيح العديد من الأخطاء المتراكمة، ومنها إقالة كولر والعمل بجدية على محو الآثار السلبية العديدة التي خلّفها على الفريق، سواء على نفسية اللاعبين أو طريقة أداء الفريق.
مباراة الليلة شهدت أداء احتفاليا منذ بدايتها، وقد عزز ذلك هدف التقدم المبكر لوسام أبو علي في الدقيقة العاشرة، ورغم تراجع الأداء الأحمر بعض الشيء بعد الهدف، ومحاولات فاركو لإحراز التعادل، إلا أن الأهلي نجح في إحراز الهدف الثاني عن طريق أبو علي أيضا، من تمريرة سحرية من بن شرقي.. لينتهي الشوط الأول بهدفين دون رد.
بعد مرور ساعة من عمر المباراة يطرد الحكم أمين عمر، شيكا حارس فاركو، بعد إعاقته لإمام عاشور خارج منطقة الجزاء، ويسدد وسام الضربة الثابتة قوية تسكن الشباك على يسار الحارس البديل.
بعد الهدف الثالث، يجري النحاس ثلاثة تغييرات بخروج الشناوي وبن شرقي وكوكا ونزول شوبير وأفشة ومعلول الذي ينجح فور نزوله في صناعة الهدف الرابع لوسام (سوبر هاتريك).
يسحب النحاس طاهر ويدخل الشحات الذي يحرز الهدف الخامس فور نزوله، من صناعة الموهوب أبو علي.
حاول إمام عاشور طوال المباراة إحراز هدف لحسم الصراع على لقب هداف الدوري، لكن الكرة عاندته كثيرا؛ ليبتسم له الحظ أخيرا بعد أن أهدى إليه الشحات هدفا سهلا كان في إمكان حسين إحرازه؛ لكنه فضّل إمام على نفسه، في لقطة دالة ومؤثرة.
بهذا الإنجاز يغادر الأهلي إلى الولايات المتحدة بمعنويات مرتفعة، وبذخيرة هائلة من اللاعبين المتميزين بعد عودة الثلاثي تريزيجيه وحمدي فتحي وإليو ديانج، وانضمام بن رمضان.. مع تولي المدرب الجديد الإسباني خوسيه ريفيرو، القادم من أورلاندو بايرتس الجنوب إفريقي، ويطمع جمهور الأهلي في أن يُحسن الرجل الاستفادة من هذا الكم الهائل من اللاعبين الجيدين القادرين على الوصول في كأس العالم إلى دور الثمانية على أقل تقدير.