رغم كل شيء.. رغم توحش المحتل الصهيونى وعنفه وقبحه.. رغم نزيف الدم الفلسطينى الذى لا يتوقف.. رغم صمت العالم وتواطؤه.. تبقى قضية فلسطين حية، ويبقى الجرح مفتوحا، على أمل الاندمال ..على أمل العودة.. وعلى أمل الخلاص.. تماما كما كتب محمود درويش يوما:
“نفعل ما يفعل السجناءُ، وما يفعل العاطلون عن العمل.. نربّي الأمل.
نفعل ما يفعل السجناء وما يفعل العاطلون عن العمل .. نربي الأمل ! pic.twitter.com/89nSm8fnZ2
— محمود درويش (@Mh_Darwish) November 11, 2018
توثيق التاريخ الفلسطينى
وعلى أمل العودة الذى لا يخبو ولا يفتر، والذى يطارد دائما الكابوس الصهيونى الجاثم فوق الأرض المباركة الطيبة، كما تطارد خيوط الفجر قطع الظلام، أقام المهجرون الفلسطينيون على مدار أسبوع كامل، معرضا فنيا بقصر “الأمير طاز“ وسط القاهرة، تحت عنوان “قول يا طير“. المعرض الذي نظمته مؤسسة “رواة للدراسات والأبحاث،” عُرضت من خلاله خزائن ذاكرة المهجرين الفلسطينيين منذ عام 1948 ،سواء من عاصر التهجير صغيرا، أو من كان من الأبناء الذي سمعوا الحكايات يوما بعد يوم.
المؤسسة تهتم بتوثيق التاريخ الاجتماعي الفلسطيني، عن طريق جمع الروايات الشفهية، التي تحمل مخزوناً ثقافيا، وتركز على تسجيل تجارب النساء، ضمن رؤيتها لأهمية التركيز على روايات الفئات المجتمعية المهمشة، التي أقصيت عن كتابة روايتها التاريخية، وأصدرت في سبيل ذلك عدة كتب تحتوي على تلك الشهادات
حكايات التهجير
على هامش المعرض نظمت المؤسسة بالتعاون مع المجلس الأعلى للثقافة أمسية بعنوان “فلسطين في الذاكرة” قالت خلالها د. فيحاء قاسم عبد الهادي عضو المجلس الوطني الفلسطيني ورئيسة مؤسسة” رواة للدراسات والأبحاث ” إن هناك أهمية كبرى لإعادة كتابة التاريخ الفلسطيني،” لأن أرشيفنا ضاع منذ فترة طويلة، ونتذكر عندما أُحتُل مركز الأبحاث الفلسطيني خلال اجتياح بيروت في ٨٢، وحينما سُرقت ٢٠٠ ألف مخطوطة فلسطينية من ذلك المركز ووقتها تم تدميره جزئيا، وبعد ذلك، دمر كليا عام ٨٤، لنا أن نتخيل كمية المخطوطات التي سرقت ودمرت، لذلك يجب صنع أرشيفات جديدة”… “نقوم بتسجيل الحكايات الشفهية من أجل إعادة كتابة التاريخ الشفهي من وجهة نظر المهمشين، لأن المعمرين يرحلون عن عالمنا ومعهم جزء من التاريخ غير موثق”.
وتساءلت في مداخلتها تحت عنوان التاريخ الشفهي والرواية الفلسطينية، قائلة :ماهي قوة الحكاية؟، وما تأثيرها في نفوس الناس، الحكاية تكتسب قوتها من الأخر، فلا حكاية بدون مستمعين، فهي ضد الطغاة الذين لا يستمعون إلا لصوتهم، وهي صديقة الفقراء والمظلومين”.
وحول أهمية الثقافة الشفهية في الثقافة الإنسانية ككل قالت “بالنسبة للثقافة العربية وفي قلبها الفلسطينية، هناك أهمية للثقافة الشفهية، ويجب أن نقف عند تلك المأثورات وتقييمها وبحثها، له أهمية كبرى لإعطائها المصداقية للمقارنة بين تلك المصادر الشفهية حتى نصل للحقيقة”.
وتشير الدكتورة فيحاء عبد الهادي إلى أن المؤسسة بدأت في تجميع القصص الشفهية تحت عنوان “مشروع توثيق التهجير الفلسطيني عام ٤٨“، منذ عام ٢٠١٢،: مضيفة: “عندما نوثق الحكايات الفردية لنعرف ونتذكر ماذا حدث؟وكيف؟وأين حدث؟ فإننا نساهم هنا في الرواية الجماعية، ونسد ثغرة في التاريخ الفلسطيني المسلوب، قمنا بجمع أكثر من ١٣٠ رواية شفوية، من مهجري ٤٨، سواء من تم تهجيرهم إلى داخل فلسطين، أو تهجير الشتات إلى خارج فلسطين، فجمعنا روايات من مصر و الأردن ولبنان وتشيلي”.
ذاكرة لا تموت
واستعرضت فيحاء قاسم عبدالهادي”، خلال الأمسية ست قصص ممن تم تهجيرهم، تم توثيقها في كتاب بعنوان “ذاكرة حية” صدر عن المؤسسة، كما تم عرض فيلم وثائقي بنفس الاسم.
ومن القصص التي استعرضتها د.فيحاء، في كلمتها “أمين محمد عبدالمعطي“، والذي يعيش الأن في الناصرة
و عفيفة عفيفة قهوجي من يافا وتقيم في سانتياغو – تشيلي
وحمدي مطر المهجر من قالونيا
والذي قال خلال الفيلم الوثائقي “إجوا شاحنتين وقفوا على الشارع الرئيسي في قالونيا، وأطلقوا رصاص على البلد، أهل البلد ردّوا عليهم، هاي فيما بعد قالوا عصابة شتيرن”.
ذاكرة المعمار
وفي سياق متصل قالت المهندسة المعمارية، ذات الأصل الفلسطيني، عاليا عكاشة، في كلمة بعنوان، ذاكرة المعمار “إن العمارة المبنية هي التاريخ الحي والذاكرة الملموسة، والحروب تهدف إلى إزالة هذه الذاكرة، والأسوأ من الحرب هي الهزيمة والأسوأ من الهزيمة هو الاحتلال، والأسوأ من الاحتلال هو الاحتلال الصهيوني”.وأشارت إلى الأساليب التي يتبعها الاحتلال الصهيوني لمحو الذاكرة المعمارية الجماعية: “هدموا المنازل في مدن فلسطينية عدة منها الصفورية، ودير ياسين، وقرية البصة، وقرية واكيم، وحارة المغاربة” وضربت المثل الأكبر بحارة المغاربة التي تتواجد بجانب حائط البراق، حتى تمت إزالتها واًضحت حرما سياحيا دينيا لما يطلق عليه “حائط المبكى.
وعلى جانب متصل قدمت فرقة كورال عباد الشمس الفلسطينية عددا من الأغاني التراثية والشعبية الفلسطينية