ترجمة: حسام الحداد
أصدر مركز مكافحة التطرف (CEP) في الأول من ديسمبر تقريره الشهري الذي تابع عمليات تنظيم داعش الإرهابي في سوريا صعودا وهبوطا خلال نوفمبر2020.
على الرغم من تطابق العدد الإجمالي لهجمات التنظيم في نوفمبر مع العدد المسجل في أكتوبر، إلا أن التقرير كشف عن حدوث تحول ملموس في مستوى إحترافية الهجمات ، كما تم تسجيل ثاني أكبر عدد من الخسائر المؤكدة منذ بدء عمليات التنظيم خلال الشهر الأخير، حيث نفذ مسلحو داعش ما لا يقل عن 30 هجوما إرهابيا، مما أسفر عن مقتل ما لا يقل عن 58 مقاتلا مواليا لنظام الأسد بالإضافة إلى 17 مدنيا، وإصابة ما لا يقل عن 29 جنديًا ومدنيًا في محافظات حمص ودير الزور والرقة وحماة وحلب.
استمر تنظيم الدولة “داعش” في الضغط على شرق حماة، وشنت الجماعة ثماني هجمات، وهو أكبر عدد للهجمات خلال شهر في المحافظة، ثلاثة منها كانت ذات تأثير كبير، كما استمر تنظيم الدولة “داعش” خلال نوفمبر في التركيز على مدينة حمص أيضا، حيث نفذ 13 هجوماً فيها، سبعة منها كانت ذات تأثير كبير وفق التقرير. في المقابل استمرت الهجمات في الانخفاض في دير الزور (6) والرقة (2) ، وهى نفس الأرقام المسجلة في تقرير الشهر السابق (أكتوبر).
انتقال سريع بين المحافظات
كذلك استمر الانخفاض الحاد في عدد الهجمات في الرقة عموما، وهو الانخفاض الذي كان قد بدأ واستمر خلال النصف الثاني من أكتوبروطوال نوفمبر، ولكن التقرير رصد ارتباط هذا الانخفاض العام للهجمات في الرقة بحدوث زيادة كبيرة في العنف في شمال شرق حماة، وهو النموذج الذي يعني ضمناً مرونة وسرعة انتقال الجماعات المقاتلة من محافظة إلى أخرى وفق استنتاج التقرير.
نفذ تنظيم الدولة “داعش” ثلاث عمليات كبرى في شمال شرق حماة في نوفمبر، ففي 11 نوفمبر، اجتاح مقاتلو داعش موقعًا أماميًا لنظام الأسد بالقرب من سد “أبو فياض” على مشارف إثريا، وقتلوا 15 جنديًا على الأقل. بعد يومين، أقام مسلحون نقطتي تفتيش وهميتين على طول الطريق السريع، مما أسفر عن مقتل العديد من السائقين المدنيين، وفي 23 نوفمبر هاجم تنظيم الدولة “داعش” حاجزاً للنظام على طول طريق إثريا – السخنة وقتل ثلاثة عناصر على الأقل ووقع الهجوم ليلاً ، مما يعني استخدام المسلحين لمعدات الرؤية الحرارية أو الليلية ونفذ تنظيم الدولة ثلاث عمليات أخرى خلال الشهر في منطقة إثريا – الرهجان ، إضافة إلى عمليتين في الجزء الجنوبي الشرقي من المحافظة.
حمص .. المركز الحالي للعمليات
رغم التصعيد المستمر في شرق حماة، كانت حمص مركز عمليات تنظيم الدولة الإسلامية في نوفمبر، حيث تم أكثر من نصف هجمات داعش في المحافظة هذا الشهر وكانت العمليات عنيفة لدرجة كبيرة ومؤثرة. إجمالاً ، قتلت الجماعة ما لا يقل عن 32 جندياً و 13 مدنياً. وفي 1 و 2 نوفمبر ، اقتحم مقاتلو داعش المتنكرين بزي جنود مدنيين قرية روض الوحش النائية، مما أسفر عن مقتل ثلاثة على الأقل وإصابة سبعة في نقاط تفتيش وهمية، حيث أقامت المجموعة نقطة تفتيش وهمية ثالثة بالقرب من السخنة في 2 نوفمبر، مما أسفر عن مقتل اثنين على الأقل من مقاتلي لواء القدس الموالين للنظام، واستهدفت داعش المدنيين المحليين مرة أخرى في 15 نوفمبرعندما هاجم مسلحون مجموعة من الرعاة، فقتلوا 10 وأحرقوا معسكرهم.
كما نفذ تنظيم الدولة اثنين من أهم هجماته في حمص في 24 و 25 نوفمبر فقد اجتاح تنظيم الدولة أولاً ثكنة كبيرة للجيش العربي السوري، وقتل خمسة منهم وأسر واحد بالقرب من وادي قصر حلبات قبل أن ينتقل إلى الشمال الشرقي إلى تدمر في اليوم التالي، حيث هاجموا موقعًا مشتركًا لـمنظمة فاغنر PMC Wagner (منظمة شبه عسكرية روسية) وموقعاً للجيش العربي السوري غرب المدينة. وقعت هاتان الهجمتان في منطقة من حمص لم تشهد سابقًا نشاطًا لداعش أو لم تشهد أي نشاط على الإطلاق ، ومع ذلك يبدو الآن أن لديها خلية كبيرة لداعش تتجول بحرية بين مواقع الجيش العربي السوري. أخيرًا زعم تنظيم الدولة أنه قتل 20 جنديًا من الجيش العربي السوري ودمر دبابتين غرب السخنة في 28 نوفمبر، وهو ادعاء يكاد يكون مبالغاً فيه قياساً بالمعلومات عن القتال الذي دار في ذلك اليوم، فهجوم من هذا النوع سيكون غير مسبوق ، ناهيك عن أن الجيش العربي السوري لا ينشر العدد المحدود من الدبابات خارج المدينة. ووفقًا لمقاتل موالٍ موثوق به – يقول التقرير – قتل داعش بدلاً من ذلك أربعة جنود ، وجرح اثنين ، واستولى على شاحنة تابعة للنظام السوري خلال عدة ساعات من القتال في ذلك اليوم. وكان تنظيم داعش قد نجح للشهر العاشر على التوالي، في اغتيال قائد سوري كبير يوم 18 نوفمبر، حيث نصب مقاتلوه كمينا للعميد بشير إسماعيل وتسعة آخرين أثناء وصول الرجال للتحقيق في معسكر “مهجور” لداعش بالقرب من فيدة بن موينة في جنوب دير الزور.
استمرت هجمات نوفمبر في اتجاه التوسع الجغرافي، فيبدو أن داعش قد تمركز في شمال شرق حماة، وشن هجمات متكررة عالية التأثير حول إثريا ونجح في مضايقة قوات النظام بانتظام بالقرب من رهجان، وهي قرية كان يُنظر إليها في السابق على أنها في عمق الأراضي الموالية، وتشير هجمات 24 و 25 نوفمبر غرب تدمر إلى أن هجوم 2 أكتوبر بالقرب من القريتين لم يكن حادثة منعزلة، لكن تنظيم الدولة قرر نقل أو تفعيل خلية كبيرة في الجبال جنوب غرب تدمر.
ديسمبر .. ثبات معدلات العنف هو المرجح
من المحتمل أن يشهد ديسمبر نفس الاتجاهات الموجودة في نوفمبر. ولا يزال من المشكوك فيه أن يتجاوز العدد الإجمالي للهجمات تلك التي حدثت في أغسطس وسبتمبر. ومع ذلك ، كما هو الحال في نوفمبر، من المتوقع أن تستمر الهجمات عالية التأثير في تشكيل نسبة مئوية أعلى من إجمالي الهجمات. ستستمر الهجمات الكبيرة في حمص، لا سيما حول تدمر، طالما تجاهل النظام المنطقة، اعتمادًا على طول عمر عملية النظام في شمال شرق حماة، وسيواصل تنظيم داعش إما شن هجماته بوتيرة عالية هنا أو تحويل تركيزه إلى جنوب الرقة.