الجمال هو الذي يحررُ الإنسان من همجية الحياة، ويقلم وحشية الإنسان؛ فهو يكشف عن أمور تجاوز تجاربنا اليومية الممضوغة وربما هذا هو ما نحتاجه، أن نصل لوجدانٌ محايد حُرٌّ منزهٌ عن كلِّ غرض كما قال “كانط”. أو أن يتحقق الهدف الاساسي من حيث الوصول للمتعة كما نادى به الفيلسوف “ديفيد هيوم”، حيث الجمال مرادف للمتعة، الأمر الذي سطع على مدى التاريخ المصري في محطات عدة.
في محاولة لتوثيق جماليات التراث المعماري المصري بالغ الثراء بإبداعاته المتنوعة، جاءت مسابقة “تراثي 3” التي أطلقها جهاز التنسيق الحضاري بوزارة الثقافة لاختيار أفضل الأعمال في مجال التصوير الفوتوغرافي التي توثق معالم الجمال في التراث المعماري المصري، باعتباره يمثل ثروة كبيرة من الآداب والقيم والعادات والتقاليد والمعارف الشعبية والثقافة المادية والفنون التشكيلية والموسيقية المختلفة، تتمايز عن غيرها من كل بقاع الارض، وان تقاطعت مع غيرها من الثقافات العالمية.
عكست الأعمال المقدمة للمسابقة براعة الفنانين الشباب في تسليط عدساتهم على ما تمتلكه مصر بجميع محافظاتها من إرث معماري متميز، يعكس سمات حقبة معينة أو عمارة تلقائية تعبر عن بيئة محلية أو تتسم بالندرة والتفرد، أو المباني والمنشأت المرتبطة بالتاريخ القومي والأحداث والشخصيات التاريخية أو مزاراً سياحياً أو حدائق تتميز بقيمتها الفنية. بلغ عدد الأعمال المشاركة أكثر من 100 عمل من مختلف محافظات مصر، سيتم عرضها في معرض عام لمدة 3 أيام حتى يتمكن الجمهور من التمتع بجماليات الأعمال المتميزة.
حصد المركز الأول في المسابقة حازم خالد عن مشهد بانورامي لميدان طلعت حرب يتوسط المشهد مبنى جروبي العتيد. وجاء في المركز الثاني فادي قدسي عن عمل يظهر دقة التفاصيل في منحوتة تمثل رأس أسد تزين نافذة بمبنى الشهر العقاري بمحطة الرمل، وتلاه في المركز الثالث الحسيني عبد العزيز عن صور بانوراما لسلم من قصر يوسف كمال باشا.
ضمت لجنة التحكيم في المسابقة الفنانين رمسيس مرزوق، محسن أحمد، بولس اسحق، جلال رفعت المسري، والمعماري عصام صفي الدين.