بقلم: جوزيف مسعد، نقلا عن موقع عربي 21
قامت وزارة الخارجية الإسرائيلية، ممثلة بوزير الخارجية الأقل يمينيةبعض الشيء “يائير لابيد” (مقارنة برئيس الوزراء “نفتالي بينيت” الأكثريمينية قليلاً والذي يفخر بقتله للفلسطينيين) باتهام التقرير الأخير لمنظمةالعفو الدولية التي تتخذ من أوروبا مقراً لها، والذي ينتقد إسرائيل كدولةفصل عنصري منذ عام 1948، بأنه تقرير “معاد للسامية“. ودفاعهاالجاهز والمباشر هذا لطالما ألقته في وجه كل منتقدي المستعمرة–الاستيطانية اليهودية.
وقد صدرت هذه الإدانة للتقرير قبل صدوره بأيام! كما أدانت المنظماتاليهودية التي تتخذ من الولايات المتحدة مقراً لها التقرير الذي لم يكن قدصدر بعد لأنه “يؤجج” معاداة السامية، وأدانته لاحقاً باعتباره معادياللسامية بشكل صريح. لكن هذه ليست حالة فريدة من نوعها، فقبل قرنمن الزمن، أثارت الإدانة الدولية للمستعمرة الاستيطانية التي أقامهاأمريكيون سود في ليبيريا لاضطهادهم الأفارقة الأصليين من سكانالبلاد؛ ردود فعل مماثلة من بعض المثقفين الأمريكيين من أصل أفريقيالذين اتهموا المنتقدين بالعنصرية ضد السود، لكن هناك فوارق كبيرة بينالحالتين.
في حين أن إلقاء تهمة “معاداة السامية“، كما أوضحت في مقال سابق،هي استراتيجية راسخة استخدمها الصهاينة منذ نشأة حركتهم لإسكاتمنتقدي العنصرية الصهيونية والاستعمار الاستيطاني، إلا أنها لا تزالمقنعة للكثيرين من يهود أوروبا والولايات المتحدة بسبب تاريخ معاداةالسامية التي كانت ترعاها الدول الأوروبية، والتي كانت منتشرة بينالمسيحيين البيض في أوروبا، ومعاداة السامية الاجتماعية المنتشرة بينبعض الحركات اليمينية لبيض الولايات المتحدة.
لكن رغم ذلك، فلا يوجد أي مكان في العالم اليوم يعيش فيه اليهود في ظلنظام معاد لليهود ترعاه الدولة، كما أنهم لا يتعرضون في أي مكان للفصلالعنصري أو القوانين العرقية. لم تزل معاداة السامية الاجتماعية دون شكموجودة ويتم التعبير عنها في أغلب الأحيان من قبل اليمينيين البيضالمتعصبين في الولايات المتحدة وأوروبا، لكنها مرفوضة ومُدانة كما ينبغيأن تكون، لكن هذا لا يشكل اضطهاداً. ومع ذلك، فإن العنف العنصري،وإن كان نادراً، لم يزل يستهدف اليهود في فرنسا وألمانيا والولاياتالمتحدة، ولكنه أقل بكثير من العنف العنصري – بما في ذلك العنصريةوالتمييز اللذين ترعاهما هذه الدول – الذي يستهدف الأقليات الأخرى فيهذه البلدان، سواء أكانوا من أصول أفريقية، أم مسلمين، أم من شعبروما (الغجر)، ناهيك عن غير البيض بشكل عام.
تأسست ليبيريا، بخلاف إسرائيل، في القرن التاسع عشر. ففي عام1816، قام عدد من مالكي العبيد في جنوب الولايات المتحدة ودعاة إلغاءالعبودية في الشمال بالانضمام إلى رجال دين متطرفين بروتستانتأمريكيين، عازمين على طرد السود المنعتقين من العبودية من الولاياتالمتحدة و“إعادتهم” إلى أفريقيا، بتأسيس “جمعية الاستعمار الأمريكية“. على الرغم من معارضة معظم الأمريكيين السود للمشروع، قامت الجمعيةبمساعدة مستوطنين سود منعتقين من العبودية على غزو منطقة في غربأفريقيا وإنشاء مستعمرتهم الاستيطانية على أراضي الأفارقة الأصليينالذين كانوا يعيشون هناك. أطلق المستوطنون السود على مستعمرتهم اسم“ليبيريا” (وتعني البلد الحر أو المنعتق) للتعبير عن حريتهم. وهو ما يشبهإلى حد بعيد تاريخ الصهيونية وإسرائيل تماماً، حيث أن فكرة طرد اليهودالأوروبيين إلى فلسطين كانت أيضاً فكرة بروتستانتية تبشيرية ومعاديةللسامية، عارضها غالبية اليهود الأوروبيين حتى أواخر القرن التاسع عشرعندما برزت حركة بين أقلية من اليهود قامت بتبنيها.
عندما هَجَرَ السود المنعتقون أرض العبودية (أي الولايات المتحدة) فيعشرينيات القرن التاسع عشر، توجهوا إلى غرب أفريقيا مسلحين بالكتابالمقدس والتعصب البروتستانتي لتبشير الأفارقة الذين استولوا علىأراضيهم بمساعدة الأمريكيين البيض العنصريين الذين موّلوا هجرتهم،وقاموا بعد ذلك بقمع الثورات المحلية للأفارقة الأصليين المناهضينللاستيطان على مدى القرن ونصف القرن اللاحقة بمساعدة الولاياتالمتحدة.
تتوازى قصة ليبيريا مع قصة إسرائيل، في كونهما مستعمرتيناستيطانيتين تأسستا بمساعدة القوى الغربية والنصوص التوراتية، التيأحلت سرقة أرض الفلسطينيين الذين أخضعتهم إسرائيل وما زالتتضطهدهم بمساعدة نفس المسيحيين الأوروبيين والأمريكيين البروتستانتالبيض.
دافع الأمريكيون– الليبيريون عن مشروعهم، شأنهم في ذلك شأن اليهودالإسرائيليين الذين دافعوا عن تحررهم من معاداة السامية، دون أي اعتبارللفلسطينيين الذين اضطهدوهم، كمشروع للعبيد السود المنعتقين الذينأسسوا دولتهم الحرة المستقلة؛ دون أي اعتبار للأفارقة الأصليين الذيناضطهدوهم. واستمرت الثورات ضد المستعمرة الاستيطانية الأمريكية فيبداية القرن العشرين لكن تم قمعها بقسوة، فثورة غريبو في 1909-1910 وتمرد شعب كرو في عام 1915 يُعدان من الأمثلة الرئيسة والمأساوية. ومعتوسع العلاقات الليبيرية– الأمريكية خلال الحرب العالمية الأولى، قامالجيش الأمريكي في عام 1918 بمساعدة المستوطنين في إخماد ثورةمحلية، وبتدريب قوة الحدود الليبيرية التي كانت منشغلة بقمع الأفارقة فيليبيريا لسنوات.
وقد ظلت ليبيريا، كونها واحدة من دولتين مستقلتين يحكمهما السود فيأفريقيا (كانت الحبشة هي الدولة الأخرى) آنذاك، هدفاً للقوى الإمبرياليةالأوروبية التي تعدت على أراضيها المستعمَرة طوال القرن التاسع عشروأوائل القرن العشرين. وكما أن إسرائيل حليف للقوى الإمبريالية الأوروبيةوالولايات المتحدة التي ساعدت على تأسيسها، كان حكام ليبيريا منالمستعمرين السود حلفاء مقربين من حكومة الولايات المتحدة طوالتاريخهم.
ستلهم ليبيريا قادة من السود في المستقبل لدعوة أحفاد العبيد المنعتقينالذين يعيشون في الأمريكتين إلى الاستيطان فيها، تماماً كما اكتسبتالصهيونية شعبية بعد الحرب العالمية الثانية بين اليهود الأمريكيينوالأوروبيين الذين دعتهم للاستيطان في فلسطين. وبينما بدأ الناشطالجامايكي ماركوس غارفي مشروعاً كبيراً سعى لإرسال السود الأمريكيينوالكاريبيين إلى ليبيريا في عشرينيات القرن الماضي (لكن المشروعفشل)، كان الناشط والمفكر الأسود الأمريكي البارز “وليام إي. بي. دوبويز“، الذي أسس “الرابطة القومية لتقدم الشعب الملون” الليبرالية التوجه،قد أصبح مبعوثاً رسمياً للولايات المتحدة في ليبيريا، وتمت دعوته كضيفلحضور حفل تنصيب رئيسها “تشارلز د. كينج” في عام 1924.
لم يُظهر لا “غارفي” ولا “دو بويز” قلقاً كبيراً على سكان ليبيريا الأصلييننتيجة اضطهادهم من قبل المستوطنين الأمريكيين وأحفادهم، بل اعتقد“دو بويز” أنه “كان من الضروري للغاية أن تأخذ الحكومة [الليبيرية] زمامالأمور [مع السكان الأصليين].. كي تؤكد لهم بأنها تحكمهم بالفعل. وإلافإن زعماء القبائل سيتولون زمام الأمور بأيديهم“.
وفي عام 1918، كتب “دو بويز“ أن “مبدأ تقرير المصير.. لا يمكن تطبيقهبالكامل على الشعوب شبه المتحضرة“. وقد قدم كل من “غارفي“ و“دوبويز“ خططاً مختلفة إلى عصبة الأمم لمنح الأمريكيين الأفارقة والأفرو–كاريبيين المستعمرات الألمانية السابقة، التي خسرتها ألمانيا خلال الحربالعالمية الأولى، بغرض الاستيطان. لكن عصبة الأمم رفضت كلاالاقتراحين.
تردد صدى فضيحة استعباد المستوطنين الليبيريين السود للأفارقةالأصليين في عصبة الأمم في عام 1926، عندما وقّعت ليبيريا عقد إيجارلمدة 99 عاماً على مليون فدان من أراضيها لشركة “فايرستون“ الأمريكية،التي أرادت الاستحواذ على المطاط الليبيري لصناعة إطاراتها. استندتالصفقة بأكملها إلى استخدام السكان الأصليين عبر العمل القسريالشبيه بالعبودية، الأمر الذي أثار الاهتمام الدولي، لا سيما بريطانيا. وكانت الأخيرة هي المنافس الرئيس لشركة “فايرستون“ كمصدر للمطاطمن ملايا (التي أصبحت “ماليزيا” فيما بعد) التي كانت بريطانياتستعمرها في ذلك الوقت، بل إن الرعاة الإمبرياليين لعصبة الأمم اقترحواإلغاء استقلال ليبيريا تماماً ووضعها تحت الانتداب.
أنشأت العصبة لجنة خاصة للتحقيق، ووجدت مسئولي الحكومة الليبيريةمذنبين في التهم الموجهة إليهم. وقد أشار أحد أعضاء اللجنة الثلاثية، وهوالأكاديمي الأمريكي الأسود “تشارلز س. جونسون“، إلى ليبيريا على أنها“أرض كنعان المريرة“، كما صور الأمريكيين– الليبيريين السود على أنهميتبنون موقفاً عنصرياً أبيض تجاه الأفارقة الأصليين، وانتقدهم لعدمتبنيهم مبدأ الدمج الثقافي لسد الفجوة بين المجتمعين.
في تلك الأثناء، هاجم مسئولون أوروبيون وأمريكيون عنصريون بيضممارسات العمل القسري في ليبيريا بينما قام الأفرو– كاريبيونوالأمريكيون من أصل أفريقي، مثل “دو بويز“، بالدفاع عن مستعمرةالمستوطنين السود، متهمين المنتقدين بالعنصرية لاستهدافهم ليبيريا دونغيرها، بطريقة لا تختلف عن تلك التي يستخدمها الصهاينة والمدافعون عنإسرائيل اليوم من أنه يتم استهداف إسرائيل، بينما – بحسب زعمالإسرائيليين – لا تتم إدانة دول أخرى عندما ترتكب فظائع مماثلة إن لمتكن أسوأ.
أكد “دو بويز“، الذي كان مدركاً بأن ليبيريا كانت بالفعل مستهدفةعنصرياً، حيث كانت جرائمها باهتة مقارنة بتلك التي ترتكبها القوىالاستعمارية– الاستيطانية الأوروبية في مستعمراتها في أفريقيا، بأنه: “لم يكن هناك سوى شيء واحد تمتلكه ليبيريا، وهو عمالها من الشعبالأصلي، لكنها لم تتمكن من استخدامهم لصالحها لعدم توفر رأس ماللديها. وقد كانت محاصرة من قبل إنجلترا وفرنسا وإسبانيا الذينيضغطون عليها لاستخدامهم.. فقد كانت [ليبيريا] مذنبة لكنها لم تكنمذنبة مثل إسبانيا وبلجيكا وفرنسا وإنجلترا“.
كان “دو بويز“ محقاً بلا شك في أن الولايات المتحدة وبعض المنظماتالأوروبية استهدفت ليبيريا بناءً على دوافع إمبريالية وعنصرية، لكن ما لايمكن تفسيره هو كيف يمكن اعتبار هذه الحجج تبريراً، إن لم نقل طمساً،لاضطهاد ليبيريا حينها للسكان الأصليين عند “دو بويز“.
بخلاف يهود أوروبا والولايات المتحدة، الذين تتحدر غالبيتهم من نسلأوروبيين اعتنقوا الدين اليهودي، كان الأمريكيون الأفارقة في أوائل القرنالتاسع عشر بالفعل من نسل الأفارقة الذين تم جلبهم إلى الأمريكتينواستعبادهم قبل قرن أو أقل من الزمن. وعلاوة على ذلك، في عشرينياتالقرن الماضي، كان قد تم تكريس سيادة البيض في قوانين ومؤسساتالولايات المتحدة عبر نظام “جيم كرو“ وغيره من القوانين العنصرية، وكاناضطهاد السود هو النظام السائد في الأمريكتين وأوروبا وفيالمستعمرات– الاستيطانية للبيض في أفريقيا نفسها.
لذلك، عندما دافع “دو بويز“ وآخرون عن استعباد المستوطنين الأمريكيينالسود لليبيريين الأصليين، كان لديهم سبب وجيه للاعتقاد بأن استهدافالدول الأوروبية للمستوطنين الليبيريين وتجاهل الممارسات الاستعباديةللأفارقة السود في المستعمرات الاستيطانية الأوروبية البيضاء الأخرى فيأفريقيا؛ كان مدفوعاً بالعنصرية ضد العرق الأسود للأمريكيين الليبيريينالسود، وليس بالاعتراض الأخلاقي على استعبادهم للأفارقة الأصليين. لكن، رغم ذلك، فضح رفض “دو بويز“ الدفاع عن الأفارقة الأصليين وعدماهتمامه بحالهم إحساسه بالفوقية تجاههم.
لقد كان شعور المدافعين السود الأمريكيين والكاريببين بالتفوق علىالأفارقة قد أعماهم عن اضطهاد الأفارقة الأصليين. لكن وعلى النقيض منذلك، فإن إسرائيل اليوم تدعمها وتدافع عنها جميع القوى الاستعماريةالأوروبية العنصرية والولايات المتحدة الإمبريالية، التي تتهم أيضاً جميعمنتقدي إسرائيل بمعاداة السامية. واليهود اليوم، بخلاف السود فيعشرينيات القرن الماضي، لا يتعرضون للاضطهاد
لكن حتى هذه العوامل التخفيفية غير موجودة في حالة المستعمرة– الاستيطانية اليهودية، فلا تستند الصهيونية فقط على مشروع استعمارفلسطين وإخضاع سكانها الأصليين من قبل أحفاد لأوروبيين اعتنقوااليهودية على مر القرون، وليس لأحفاد العبرانيين الذين عاشوا فيفلسطين قبل 2000 عام كما تزعم، فإن الاضطهاد الذي تعرض له اليهودقد انتهى في أوروبا قبل نحو ٧٥ عاماً، وهو ما يجعل من تهمة معاداةالسامية التي تستخدمها إسرائيل والمدافعون عنها بانتظام في كل مرة يتمفيها الكشف عن طبيعة نظام الفصل العنصري الذي أسسه المستوطنون– الاستعماريون اليهود في فلسطين؛ غير مبررة البتة. علاوة على ذلكوبخلاف المزاعم الإسرائيلية، لم يتم استهداف إسرائيل بالإدانة أبداً علىوجه الخصوص، حيث أن الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي والأممالمتحدة تقوم بإدانة الدول العربية والإسلامية المذنبة بارتكاب جرائم أقلبكثير من جرائم إسرائيل بانتظام ودون كلل. وبينما تواجه العديد من هذهالدول عقوبات دولية لا تعد ولا تحصى، فإن إسرائيل لم تواجه أي عقوبةدولية بتاتاً.
انطلق المدافعون السود عن المستوطنين الأمريكيين السود في ليبيريا وعنحركة الاستعمار الاستيطاني المسماة “العودة إلى أفريقيا” في سياقاضطهاد عالمي للسود في الأمريكتين وأوروبا وأفريقيا، الذي كان قائماًحينها في نفس الوقت الذي دافعوا فيه عن ليبيريا. وقد أقاموا دفاعهم عنليبيريا أيضاً في وجه الأدلة الواضحة على العنصرية الاستعماريةالأوروبية التي استهدفت بلداً دون غيره لأنه كان تحت سيطرة طبقة حاكمةمن السود.
وقد كان شعور المدافعين السود الأمريكيين والكاريببين بالتفوق علىالأفارقة قد أعماهم عن اضطهاد الأفارقة الأصليين. لكن وعلى النقيض منذلك، فإن إسرائيل اليوم تدعمها وتدافع عنها جميع القوى الاستعماريةالأوروبية العنصرية والولايات المتحدة الإمبريالية، التي تتهم أيضاً جميعمنتقدي إسرائيل بمعاداة السامية. واليهود اليوم، بخلاف السود فيعشرينيات القرن الماضي، لا يتعرضون للاضطهاد في أي مكان فيالعالم.
ربما يكون من المفهوم أن يجد بعض الأمريكيين السود والأفرو– كاريبيينحجج “دو بويز“ أو “الرابطة القومية لتقدم الشعب الملون” مقنعة في ذلكالحين، لكن ما الذي يجعل الاتهام بمعاداة السامية ضد منظمة العفوالدولية وآخرين ممن يدافعون عن حقوق الفلسطينيين مقنعاً في نظرالأمريكيين والأوروبيين اليهود والمسيحيين، الذين اقتنعوا بدعاية إسرائيلودعاية المدافعين عنها من أوروبيين وأمريكيين، بأنه لا يتم انتقاد وإدانةإسرائيل بسبب اضطهادها للفلسطينيين والاستيطان في بلادهم ولكنعلى أساس يهودية إسرائيل؟ هل يمكن أن يكون الدافع مجرد عنصريةكولونيالية بيضاء ودعم عنصري للتفوق العرقي اليهودي؟