رياضة

الأهلي يعبر فخ “مودرن”.. في طريقه للاحتفاظ باللقب

حقق النادي الأهلي فوزه الرابع عشر تواليًا في مسابقة الدوري المصري لهذا الموسم.. ليقترب نادي القرن من الاحتفاظ ببطولته المفضلة.

 الفوز على مودرن جاء من ضربتي رأس.. الأولى في الشوط الأول عن طريق إمام عاشور من كرة ثابتة لعبها محمد مجدي نموذجية داخل المنطقة قرب نهاية الشوط الأول، وجاء الهدف الثاني بعد مرور نحو ساعة من عمر المباراة عن طريق بيرسي تاو العائد بعد غيبة طويلة.. عندما حوّل ركنية رضا سليم إلى داخل المرمى على يسار محمود حمدي وسط حراسة خط دفاع مودرن بكامله.. وكان الأهلي قد تأخر بهدف في الدقيقة الخامسة والعشرين من عمر المباراة عن طريق اللاعب أرنولد إيبا بعد مرور سهل من خط دفاع الأهلي، بتكرار نفس الخطأ من منعم وربيعة، ليسدد اللاعب كرة ضعيفة تدخل أرضية على يمين الشناوي الذي تحرك وارتمى ببطء أصاب الجميع بالذهول.. ليتجدد الحديث عن عناد كولر الذي يُصر على إشراكه وهو بعيد كل البعد عن مستواه، ذهنيا وبدنيا.. بينما يتواجد شوبير الجاهز خارج الخطوط، دون مبرر منطقي.

بدأ الكابتن طلعت يوسف مدرب مودرن، المباراة بخطة تعتمد على الدفاع الضاغط للحد من خطورة هجوم الأهلي المنتشي بالفوز الأخير على منافسه على البطولة.. اعتمدت الخطة أيضا على إغلاق منطقة المناورات أمام مفاتيح لعب الأهلي خاصة الثلاثي، إمام والشحات وأفشة.. نجح المدرب المخضرم في خطته معظم فترات الشوط الأول، ساعده في ذلك حالة الإرهاق الشديدة التي ظهرت على الشحات بعد المجهود الكبير في مباراة الجمعة الماضية، بالإضافة إلى استمرار إمام في الاحتفاظ بالكرة وعدم لعبها بالسرعة اللازمة رغم مهاجمته بأكثر من لاعب لحظة استلامه الكرة.. أما أفشة فقد تعامل مع الأمر بذكاء؛ إذ فضّل التراجع لمنتصف الملعب، وبدأ بناء الهجمات بالتعاون مع المتألق كريم فؤاد.. لكن التراجع في الجانب الهجومي من الثنائي أكرم توفيق، وخالد عبد الفتاح لم يساعد كثيرا في كسر الدفاع الجيد والمنظم لمودرن، رغم المحاولات العديدة التي كان أهمها في الدقيقة السابعة التي شهدت هدفا رائعا من أفشة بعد تسديده الكرة في المقص الأيسر لمحمود حمدي من كرة وصلته من وسام أبو علي على حدود المنطقة.. لكن محمد عادل يلغي الهدف بادعاء ارتكاب وسام مخالفة دفع الخصم أثناء تمرير الكرة، وهو ما لم يظهر في أي لقطة للعبة من مختلف الزوايا.

بعد إلغاء الهدف كثّف الأهلي هجومه ووصل لمرمى مودرن أكثر من مرة؛ لكن الإنهاء كان دائما ما يأتي بالغ الرعونة من طاهر ووسام.. بينما سدد إمام وأفشة كرتين من خارج المنطقة نجح حمدي في التعامل معهما.

وفي ظل سيطرة الأهلي وتوالي ضياع الفرص.. يتسلم أرنولد إيبا الكرة بعد دائرة المنتصف من ناحية اليمين، ويمر بسهولة من كريم وأكرم وإمام ليواجه رامي المرتبك ومنعم الذي أفسح له المجال للتسديد ليضع إيبا الكرة أرضية سهلة على يمين الشناوي داخل الشباك معلنا تقدم فريقه بهدفٍ دون رد.

استوعب لاعبو الأهلي الموقف سريعا، وعاودوا الهجوم.. واستمرت الرعونة في اللمسة الأخيرة إلى أن حملت الدقيقة الأخيرة من وقت الشوط الأصلي، هدف التعادل برأسية من إمام عاشور من كرة ثابتة لعبها أفشة بدقة ومهارة لينتهي الشوط الأول بتعادل الفريقين بهدف لكل منهما.

رغم الحالة البدنية التي ظهر عليها الشحات في الشوط الأول، وسوء أداء طاهر الواضح، وتأكد أن وسام ليس في مستواه- إلا أن كولر أصر على عدم إجراء أي تغييرات بين الشوطين، والانتظار حتى الدقيقة الحادية والستين لدخول بيرسي ورضا سليم بدلا من الشحات وطاهر.. بدخول رضا تغير الأمر تماما، إذ استطاع اختراق دفاعات مودرن أكثر من مرة حتى حصل على ركنية لعبها بالمقاس على رأس تاو وسط دفاع مودرن ليتقدم الأهلي بالهدف الثاني الذي حمل درسا لكولر بعدم تأخير التغييرات والأسراع بها إذا اقتضت الضرورة دون الالتزام بتوقيت معين.

استمر الأهلي في الاستحواذ، واستطاع حارس مودرن إبعاد أكثر من كرة عرضية خطرة، ويخرج أفشة ويدخل ديانج في الدقيقة الثالثة والسبعين، وبعد حوالي خمس دقائق يدخل كريم وليد وكهربا ويخرج إمام عاشور ووسام أبو علي.

في الدقيقة الثالثة والثمانين يشهر الحكم البطاقة الحمراء في وجه أرنولد إيبا بعد تدخل عنيف خارج خط التماس مع بيرسي تاو.. وعقب الطرد يستغل كهربا تمريرة خاطئة من الدفاع،  ويقتنص الكرة ويراوغ الحارس بمهارة.. ولكنه يسدد الكرة برعونة في الشباك الجانبية للمرمى.

 ويحتسب الحكم خمس دقائق تمر في محاولات غير جادة من مودرن لإدراك التعادل، بينما حاول لاعبو الأهلي امتلاك الكرة لأطول وقت ممكن، بالتمرير العرضي وإلى الخلف استهلاكا للوقت.. لينتهي اللقاء بفوز الأهلي.. ليصبح على بعد خمس نقاط فقط من المتصدر الذي لعب مباريات أكثر من الأهلي بواقع ثلاث مباريات.

في المؤتمر الصحفي صرّح كولر أن الفوز يجعلنا نتغاضى عن الأخطاء.. وأنه لم ير الهدف الذي سكن شباك الأهلي.. وهو حديث يجب أن نتوقف عنده؛ فلم يكن الفوز أبدا مبررا أبدا للتغاضي عن الأخطاء الكبيرة والواضحة، أما عدم رؤية الهدف -حسب ما قال- فلا يعد مبررا لغض الطرف عن عدم جاهزية الشناوي.. وهي مسئولية كولر الذي يصر على إشراكه دون مبرر في وجود شوبير الأكثر جاهزية واستعدادا.

ويلتقي الأهلي يوم الجمعة مع نادي الألومنيوم في مسابقة كأس مصر، ثم يلتقي الأهرام يوم الاثنين القادم في مباراة يتكون حاسمة إلى حد كبير في تحديد البطل.

ماهر الشيال

باحث وكاتب ومحرر مصري.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى

أنت تستخدم إضافة Adblock

برجاء دعمنا عن طريق تعطيل إضافة Adblock