في أجواء تنافسية ساخنة التقى النادي الأهلي، نادي الأهرام متصدر البطولة منذ انطلاقها هذا الموسم.. على ملعب الدفاع الجوي في حضور جماهيري أحمر، لم يتوقف عن تشجيع فريقه طوال المباراة. انتهت المباراة بفوز الأهلي بهدف دون رد بتوقيع الفدائي وسام أبو علي.. وكان الأهلي قد فاز في لقاء الذهاب قبل عشرة أيام بثلاثة هداف لهدفين.
بدأ كولر المباراة بتشكيل يتكون من الشناوي في حراسة المرمى أمامه رامي ربيعة ومحمد عبد المنعم في القلب، وعلى الطرفين كريم فؤاد وخالد عبد الفتاح.. وفي الوسط إمام عاشور ومروان عطية وأكرم توفيق وحسين الشحات ورضا سليم الذي شارك بعد إصابة طاهر محمد طاهر بشد، أثناء الإحماء.. وفي الهجوم وسام أبو علي.
بينما بدأ مدرب الأهرام بأحمد الشناوي في حراسة المرمى أمامه في الدفاع أحمد توفيق ومحمود مرعي ومحمد الشيبي وأحمد سامي وفي الوسط، مصطفى فتحي ومهند لاشين وبلاتي توريه ووليد الكرتي وفخري لاكاي وفي الهجوم فيستون ماييلي.
منذ الدقيقة الأولى شكل الأهلي ضغطا كبيرا على دفاع الأهرام، اعتمادا على امتلاكه منطقة المناورات مبكرا في ظل التفوق الواضح لخط وسط الأهلي، وحيوية الشحات وكريم فؤاد على الطرفين.
في الدقيقة الثالثة يرسل خالد عبد الفتاح كرة عرضية لم يحسن إمام عاشور استغلالها ولعبها برأسه متسرعا لتعلو العارضة.
ومن كرة وصلت إلى الشحات من أكرم توفيق.. ينجح اللاعب في “تشميس” أحمد توفيق مرتين، ليرسل الكرة عرضية ينجح سامي في إبعادها، لتصل إلى إمام الذي يسدد عاليا بعيد عن المرمى.
وتشهد الدقيقة العاشرة أول كرة بين القائمين والعارضة عندم سدد الشيبي كرة أرضية من خارج منطقة الجزاء، كادت أن تغالط الشناوي؛ لكنه نجح أخيرا في إمساكها.
في الدقيقة الرابعة عشرة يتقدم وليد الكارتي من اليمين ويدخل منطقة الجزاء، ويتدخل كريم فؤاد معه ويسقط الكارتي مطالبا بضربة جزاء بعد خروج الكرة التي احتسبها الحكم ركنية، لكنه يحتسبها ضربة مرمى بعد العودة إلى تقنية الـ var.
انتبه لاعبو الأهلي إلى خطورة التراجع أمام لاعبي الأهرام الذين غالبوا ارتباكهم الناجم عن الحضور الجماهيري الكبير، ووضح عليهم عدم التهيئة السليمة من جانب الجهاز الفني لأجواء اللقاء.. وما لبث لاعبو الأهرام أن عادوا إلى التكتل الدفاعي.. وتأتي الدقيقة الثامنة والعشرين حاملة هدف اللقاء الوحيد بعد أن اقتنص إمام عاشور كرة تلكأ في لعبها الشيبي، ليتقدم بها إمام ويمررها لوسام غير المراقب، ليحولها الفدائي في المرمى أرضية على يسار الشناوي أثناء خروجه غير الموفق.
أسهم الهدف في تراجع الحالة النفسية للاعبي الأهرام، بعد ممارسة لاعبي الأهلي الأكثر خبرة بتلك اللقاءات الصعبة، عليهم ضغطا رهيبا جعلهم يرتكبون الأخطاء، ويحصلون على البطاقات الصفراء دون داع.. حتى أطلق الألماني صفارته معلنا نهاية الشوط بتقدم الأهلي بهدف دون رد.
في الدقيقة الأولى من زمن الشوط الثاني ينذر الحكم الألماني، المدرب الكرواتي.. وفي الدقيقة الخمسين، ينذر خالد عبد الفتاح إثر لعبة خشنة مع لاكاي، وكان فيستون مايلي وأحمد توفيق ومحمد عبد المنعم قد حصلوا على البطاقة الصفراء في الشوط الأول، وبذلك يغيب مايلي وتوفيق عن مباراة الأهرام القادمة.
بعد مرور ربع ساعة من وقت المباراة يجري الكرواتي تغييرين بنزول زلاكة وكريم حافظ وخروج مصطفى فتحي وأحمد توفيق.. في محاولة لإنعاش هجوم الاهرام المرتمي في أحضان مدافعي الأهلي.
مع مرور الوقت بدا واضحا أن كولر يلعب في الشوط الثاني على المرتدات، ولكن الدقيقة الثالثة والستين كادت أن تجبره على تغيير خططه بعد إهدار زلاكة لهدف لا يضيع بعد أن وصلته الكرة منفردا داخل صندوق الأمتار الستة في لحظة “غيبوبة” لخط دفاع الأهلي بأكمله.. لكن زلاكة رفض الهدية الثمينة وأطاح بالكرة أعلى العارضة.
ويصاب إمام عاشور ويخرج ويلعب أفشة بديلا له، وعلى الجانب الآخر يدخل أسامة جلال ورمضان صبحي ويخرج بلاتي توريه ومحمود مرعي الذي أصيب في رقبته ونقل إلى المستشفى.
وفي الدقيقة السابعة والسبعين وفي أول كرة مشتركة بين الشيبي والشحات؛ يتعمد الشيبي إيذاء الشحات وينذره الحكم؛ لكن الـ var يستدعيه، ليعود وقد عدّل القرار بطرد الشيبي لتتوقف المباراة لبعض الوقت بسبب اعتراض اللاعب المغربي.
بعد الطرد يخرج لاكاي ويحل دونجا بديلا له، ويستغل لاعبو الأهلي الزيادة العددية للسيطرة على الكرة وتناقلها لأكبر عدد من المرات.. في منطقة وسط الملعب دون تشكيل خطورة على مرمى الأهرام.
ويشارك عمر كمال بديلا للشحات في الدقيقة السابعة والثمانين لتأمين الدفاع حفاظا على الفوز الغالي، وتشهد الدقيقة التاسعة والثمانين إشهار الحكم الكارت الأحمر لخالد عبد الفتاح بعد كرة مشتركة مع زلاكة.
في الدقيقة الأخيرة من الوقت الأصلي تصل كرة عرضية داخل منطقة جزاء الاهلي، إثر تنفيذ ضربة حرة؛ ليحولها فيستون ماييلي رأسية؛ لكنها مرت أعلى العارضة.
ويحتسب الحكم تسع دقائق وقتا بديلا للوقت الضائع، تشهد إهدار الأهلي لفرصتين مؤكدتين عن طريق أفشة وكهربا الذي دخل بديلا لوسام.. ويستمر الحكم في اللعب حتى الدقيقة الرابعة عشرة من الوقت بدل الضائع؛ لتنتهي بعد ذلك المباراة بفوز الأهلي وحسمه لبطولته المفضلة بشكل كبير؛ بالرغم من أنه لم يعتل قمة الدوري إلى الآن؛ لكن فوزه ذهابا وإيابا على المتصدر؛ قلّص الفارق لنقطتين.. بينما يبقى له ثلاث مباريات مؤجلة؛ إذا فاز فيها يصبح الفارق سبع نقاط لصالحه.
في النهاية لابد أن نشير إلى ذكاء المدرب السويسري مارسيل كولر الذي استطاع السيطرة على المباراة مستغلا خبرات لاعبيه وتركيزهم الذهني الكبير، وقبولهم التحدي بروح المقاتلين.. في حين فشل المدرب الكرواتي في إعداد لاعبيه للقاء الصعب؛ ليفقدوا تركيزهم معظم فترات المباراة، بالإضافة إلى الحالة النفسية السيئة التي كانوا عليها لعدم قدرتهم على مواجهة الضغط الجماهيري الذي صنعه ببراعة الجمهور الأحمر.. منذ مشكلة رفع أسعار التذاكر، وموقف إدارة الأهلي القوي والحاسم.