كان الفيلسوف ومؤرخ الأديان الروماني ميرسيا إلياد أول من اكتشف ما للأسطورة من تأثير على الإنسان المعاصر، بل أن سطوتها عليه لا تقل أبدا عما كان الحال عليه أيام الإنسان البدائي الأول.
من بين هذه الأساطير الراسخة رسوخ الإيمان – لدى أصحابها- أساطير نبؤات آخر الزمان، وهى نبوءات لا تقتصر على دين سماوي أو غير سماوي، بل إنها أحد القواسم المشتركة بين كل الشعوب دون استثناء. وكما يعرف اليهود والمسيحيون نبوءات المجئ الثاني للمسيح يشترك المسلمون معهم في نبوءات ملاحم آخر الزمان وحروبه الفانية وأشهرها معركة هرمجدون، كل بروايته الخاصة وتأويلاته الفريدة التي تأبى إلا أن تطابق بين واقعة ما ونص مقابل منسوب للدين بالضرورة، سعيا لامتلاك رؤية كلية للكون، خاصة نهايته، تحدد للإنسان سلوكه وقراراته، أو تفسر له ما يعجز عن تفسيره أو تهون عليه مرارات هزائمه.
لماذا تنتشر كتب ملاحم آخر الزمان وكيف يمارس خطابها الخرافي غير العلمي تأثيره الواسع على عقول قطاعات واسعة من المسلمين العاديين وكذلك على المقاتلين في ساحات الجهاد؟ هذا هو موضوع الملف.