تواجدت المنتخبات العربية لكرة القدم في المونديال منذ البطولة الثانية التي أقيمت في إيطاليا عام1934، وكانت مصر هي صاحبة ضربة البداية، وعلى مدى أربعة وثمانين عاما أقيمت خلالها البطولة تسع عشرة مرة بما فيها البطولة الحالية شاركت ثمان منتخبات عربية فقط هي: مصر والمغرب وتونس والجزائر والكويت والعراق والإمارات والسعودية.
المنتخب المصري المشارك في بطولة كأس العالم بإيطاليا 1934
تحيز التحكيم يخرج مصر مبكرا 1934
لا تخلو مشاركة المنتخب المصري الدورة الثانية بإيطاليا من العديد من المواقف الطريفة بداية من الصعود بعد انتصارين على منتخب فلسطين الأول في القاهرة بسبعة أهداف لهدف، والثاني في فلسطين بأربعة أهداف لهدف، وكانت تركيا ثالثة مجموعة التصفيات قد انسحبت قبل بداية المباريات.
لم يتجهز الفريق المصري بقيادة المدرب الاسكتلندي “جيمس ماكراي” جيدا للبطولة، وحتى قبيل السفر إلى إيطاليا بثلاثة أسابيع.. لم يكن قد تحدد بعد من سيشارك في تلك البطولة من اللاعبين.
قبيل السفر تم استبعاد مدافع الفريق عبد الشافي لاعب نادي السكة الحديد الذي كان عاملا بسيطا بمصلحة التليفونات بحجة عدم معرفته بفنون “الإتيكيت”.
لعبت مصر في البطولة مباراة وحيدة ضد المجر التي كانت من أقوى الفرق آنذاك، وكان آخر لقاء جمع الفريقين في دورة باريس الأوليمبية قبل عشر سنوات وانتهى بفوز مصر بثلاثة أهداف دون رد.
في السابع والعشرين من مايو عام1934 وعلى ملعب إسكاريللي بمدينة نابولي أقيمت المباراة التي بدأت بهجوم قوي من المجر أسفر عن هدف لـ”بال تيليكي” في الدقيقة الحادية عشرة؛ لكن الفريق المصري سرعان ما استعاد الزمام وتعادل بهدف لنجم الفريق عبد الرحمن فوزي في الدقيقة السابعة والعشرين.. لكن “جيزا تولدي” يتقدم للمجر مجددا بعد أقل من خمس دقائق.. وفي الدقيقة التاسعة والثلاثين ينجح عبد الرحمن فوزي في إحراز هدف التعادل؛ لينتهي الشوط الأول بالتعادل. في الدقيقة الثامنة من الشوط الثاني يتقدم الفريق المجري عن طريق “جينو فينكيز”، وبعدها بدقائق يحرز مختار التتش هدف التعادل لمصر ويلغي الحكم الإيطالي المنحاز هدف مصر بداعي التسلل برغم أن التتش تسلم الكرة قرب منتصف الملعب وكان في مواجهته أكثر من لاعب مجري.
في الدقيقة الحادية والستين يستحوذ الحارس المصري مصطفى كامل منصور على الكرة فيفاجأ باللاعب “جيزا تولدي” وكان ضخم الجثة قوي البنيان” يوجه له ضربة قوية بركبته في صدره يعقبها بضربة أخرى في أنف الحارس فينكسر ثم دفعة قوية للحارس فيدخل المرمى وهو مازال ممسكا بالكرة؛ فيفاجأ الجميع بـ “بار سينا” يحتسب هدفا رابعا للمجر لتنتهي المباراة المهزلة بأربعة أهداف لهدفين ليودع الفريق المصري البطولة التي كانت تجرى بنظام خروج المغلوب.
لقطة من مباراة«فضيحة خيخون» التي جمعت المنتخب الألماني بنظيره النمساوي
“فضيحة خيخون” تحرم الجزائر من الصعود 1982
يشبه الفريق الألماني القدر المحتوم بالنسبة للفرق العربية.. فهو أكثر الفرق ملاقاة لها في كأس العالم منذ التقى المنتخب المغربي في مباراته الأولى في كاس العالم في المكسيك عام1970، وحتى إزاحته للفريق الجزائري من الدور الثاني في البطولة الماضية بالبرازيل.
في بطولة 1982 بإسبانيا وقعت الجزائر في المجموعة الثانية مع ألمانيا والنمسا وتشيلي، واستطاع المنتخب الجزائري أن يقدم عرضا رائعا في مباراته الأولى ويكسر الكبرياء الألماني ويفوز بنتيجة هدفين لهدف؛ ولكنه قدم أداء باهتا في المباراة الثانية وانهزم أمام النمسا الأضعف بهدفين دون رد، وفي المباراة الثالثة التي أجريت قبل مباراة النمسا والمانيا بيوم استطاعت الجزائر هزيمة تشيلي بثلاثة أهداف لهدفين؛ لتتواطأ النمسا مع ألمانيا في اليوم التالي لتخرج المباراة التي أقيمت على ملعب “إلمولينون” بمدينة “خيخون” لصالح ألمانيا بهدف دون رد ليصعد الفريقان سويا بفارق الأهداف، ولتخرج الجزائر من البطولة بهذا التواطؤ المهين.
جلدت الصحافة الألمانية فريقها بسبب هذا الفعل الشائن الذي كان سببا في تغيير الفيفا لقانون مواعيد المباريات لتجرى المباراتان الأخيرتان في كل مجموعة في وقت واحد.
بعد ذلك بفترة اعترف مدافع الفريق الألماني “كارل هانز بريجل” بالاتفاق الذي جرى بين الفريقين على النتيجة، وقدم الاعتذار للفريق الجزائري.. كما اعترف بذلك الحارس الألماني “هارالد شوماخر” عندما زار الجزائر بعد اعتزاله وقدم اعتذاره للشعب الجزائري.
جانب من مباراة العراق والباراجواي
حكم الموريشيوس يطيح العراق 1986
طالما تساءلت منذ كنت صغيرا لماذا يظهر حكام ينتمون لهذا البلد في المناسبات الرياضية القارية والعالمية.. منتخب الموريشيوس لكرة القدم لا يظهر في أي منافسات، بل نادرا ما يصل ناد من هذه الجزر للأدوار التمهيدية في البطولات القارية.. ما هو المعيار الذي يختار من خلاله هؤلاء الحكام الذين ينتمون لبلد لا وجود لها على خريطة كرة القدم العالمية ولا حتى القارية؟.
إلى المكسيك وصل منتخبنا العربي العراقي بعد رحلة هي الأشق في تاريخ وصول المنتخبات العربية لكأس العالم، ويكفى أن العراق لم يخض مباراة واحدة على أرضه خلال التصفيات بسبب الحرب العراقية الإيرانية.
في الرابع من يونيو وفي ظهيرة حارقة على ملعب “نيميسيو دييز” بمدينة تولوكا يخوض المنتخب العراقي مباراته الأولى ضد الباراجواي التي قدمت أداء خشنا خاليا من جماليات الكرة اللاتينية واستطاعت أن تتقدم بهدف “روميريتو” في الدقيقة الخامسة والثلاثين، في ظل تغاض واضح من حكم الموريشيوس ” إدوين بينكون” عن أخطاء لاعبي الباراجواي.
ثم كانت الدقيقة الرابعة والأربعين من زمن الشوط الأول ليحتسب الحكم ركلة ركنية للعراق يحولها برأسه نجم العراق برأس قوية داخل المرمى وتنطلق صفارة الحكم مدوية لا لتعلن احتساب الهدف بل لتعلن نهاية الشوط الأول وسط ذهول اللاعبين العراقيين.. وفي الشوط الثاني تزداد المباراة خشونة في ظل عدم توفير الحكم الحماية للاعبين لتنتهي المباراة بنتيجة هدف دون رد للباراجواي؛ ليحرم الفريق العراقي من تعادل مستحق على أقل تقدير بسبب خطأ تحكيمي لا نظير له في تاريخ الكأس العالمية.
المنتخب المغربي المشارك في كأس العالم بفرنسا 1998
تواطؤ البرازيل يستبعد المغرب 1998
يذهب المنتخب المغربي إلى فرنسا بآمال عريضة بعد أدائه الباهت وغير المقنع في بطولة 1994 التي مني فيها بثلاث هزائم خرج على إثرها من الدور الأول.
أوقعت القرعة الفريق في المجموعة الاولى رفقة البرازيل بطل النسخة السابقة والنرويج واسكتلندا.. بدأ المنتخب المغربي مبارياته بملاقاة الفريق النرويجي في العاشر من يونيو على ملعب دي لاموسون.. تقدم المغرب بهدف لحجي في الدقيقة الثامنة والثلاثين، ويتعادل يوسف شيبو للنرويج بهدف ضد مرماه، وفي الشوط الثاني يتقدم عبد الجليل مجددا للمغرب في الدقيقة التاسعة والخمسين، لكن ” دان إيجن” ينجح في تحقيق التعادل بعد الهدف بدقيقتين.. وتنتهي المباراة بالتعادل.
في المباراة الثانية ضد البرازيل يقدم المغرب أداء هزيلا ويخسر بثلاثة أهداف لـ “رونالدو” في الدقيقة التاسعة، و”ريفالدو” في الدقيقة الخامسة والأربعين قبل أن يختم “بيبيتو” أهداف البرازيل في الدقيقة الخمسين.
ضمنت البرازيل الصعود بعد فوزها في المباراتين وكان اللقاء الثالث ضد النرويج في حين كانت المغرب تلاعب اسكتلندا الضعيفة وتتقدم عيها بثلاثة أهداف نظيفة لصلاح الدين بصير في الدقيقتين اثنان وعشرون واربعة وثمانون، وعبد الجليل حدا “كماتشو” في الدقيقة السابعة والأربعين.. لتصل المغرب للنقطة الرابعة .
على الجانب الآخر وعلى ملعب “فيلو دروم” جرت وقائع المؤامرة لإبعاد الفريق المغربي عن الوصول للدور الثاني إذ قد البرازيليون أداء دون روح طول المباراة حتى الدقيقة الثامنة والسبعين التي تشهد هدف للبرازيل بتوقيع “بيبيتو” بعد ذلك بخمس دقائق يفلح “أندريه فلو” في التعادل للنرويج.. وفي الدقيقة قبل الأخيرة يحتسب الحكم الأمريكي ذو الاصول الإيرانية “اسفانديار باهارماست” ضربة جزاء للنرويج يستطيع من خلالها “شيتيل ريكدال” تحقيق هدف الفوز للنرويج وسط ذهول الجميع.. لتتأهل النرويج كوصيف للمجموعة بخمس نقاط من تعادلين وانتصار تحوطه الشبهات لتضيع على المغرب فرصة الوصول للدور الثاني بسبب التهاون البرازيلي الذي ربما وصل لدرجة التواطؤ.
ويبدو اختفاء مثل تلك الممارسات المريبة من المنافسات الدولية مستبعدا حتى الآن مع تطور وسائل الانحياز والتواطؤ التي وصلت لحد التغاضي عن شكوك قوية تحيط بتعاطي بعض لاعبي الفرق المشاركة في البطولة الحالية للمنشطات، رغم تقدم إحدى الدول بشكوى رسمية تتهم فريقا بعينه واجه فريقين عربيين بتعاطي المنشطات، لكن تم غض الطرف عن الشكوى لاعتبارات أخرى تتعلق بحجم المكاسب الكبيرة التي تجنيها الفيفا من البطولة.