“مجدي أحمد علي” أحد مخرجي السينما المصرية القلائل الذين نجحوا في تقديم أفلام رفيعة المستوى تغوص في عمق المجتمع وقضاياه الشائكة بمعالجة فنية راقية، دون الوقوع في فخ المباشرة والتناول الزاعق، وهو ما ميز أيضا أعماله الدرامية على الشاشة الصغيرة.
في احتفالية خاصة لتكريمه دعت إليها دار “بتانة” للنشر بحضور حشد من الفنانين والنقاد والمبدعين، أعرب المخرج الكبير عن قلقه من معاناة السينما المصرية في السنوات الأخيرة من غلبة نمط أفلام تجارية رديئة المستوى، تركز على قضايا هامشية لا تعكس حقيقة حال المجتمع المصري، من نوعية أفلام البلطجة والإدمان وغيرها.
وحذر “علي” من الأثر البالغ حال الاستمرار في تلك الموجة على تدني الذوق العام للجمهور والإساءة إلى صورة السينما المصرية محليا وخارجيا، مشددا على حاجة السينما إلى حركة نقد جادة متابعة لتطور تقنيات العمل الفني، وما يتناوله من قضايا متنوعة، حتى لا نترك السوق نهبا لتيار تجاري لا يلقي بالا إلى رسالة الفن أو قضايا المجتمع.
وفي تقديمه للاحتفالية، قال المخرج وحيد مخيمر إن أفلام مجدي أحمد علي تميزت بحس راق مهموم حتى النخاع بحياة الناس وقضايا الواقع الذي نعيشه، محليا وعربيا، بحكم ثقافته المتنوعة، ما انعكس في رؤية واعية تبدت في أفلامه وأعماله الدرامية، لافتا إلى تميز فيلمه الأخير “مولانا” في تناول المشهد الثقافي الراهن في مجتمعاتنا عبر رؤية فلسفية لمعاناة المجتمع من إعلام فقد رسالته وأغرقه في قضايا هامشية هرست روحه.
المخرج وحيد مخيمر
بدورها، قالت الناقدة الدكتورة عزة عبد العزيز إن مجدى أحمد علي ينتمي إلى جيل من السينمائيين يدرك رسالة الفن في تشكيل الوعي عبر السينما والموسيقى ومختلف مجالات الإبداع، ما ميز أعماله بعمق الرؤية وبراعة المعالجة الفنية.
من جانبه، وصف الروائي محمد رفيع الدكتور مجدى أحمد على بأنه أحد صناع السينما البارزين الذين يدركون قيمة هذا الفن ورسالته، فهو مخرج ومنتج ومؤلف، وأعماله تحتاج إلى دراسة متأنية، فهي أعمال تتسم بشاعرية محلقة وتدعو إلى الحياة، وحتى الحزن الذي يقدمه، فهو حزن شفيف يبحث عن الحياة، كما راينا مثلا في فيلم “أسرار البنات” وإطلالته البارعة على عالم المراهقين وقضاياهم، وكذلك في فيلمه “عصافير النيل” وما تميز به من لغة سيمائية شاعرية، وأخيرا فيلم “مولانا” بأسلوبه المميز في الاقتراب من قضايا شائكة بسلاسة وعمق.
الروائي محمد رفيع
وتطرق الشاعر شعبان يوسف إلى دور المخرج مجدى أحمد في القضايا الوطنية وتصديه لتيارات الجمود والتطرف التي سعت لاختطاف المشهد الثقافي المصري، مؤكدًا أن ما يقدمه من أعمال فنية بالغة التميز ليس وليد صدفة، فهو مثقف طليعي بارز.
الشاعر شعبان يوسف