منوعات

فى أحدث استطلاع للرأى ببريطانيا: حمى «الإسلاموفوبيا» تغزو صفوف حزب المحافظين

تقديم أصوات أونلاين:

ثلاثة أسباب تكشف خطورة دلالات هذا الاستفتاء علي مستقبل بريطانيا وأوروبا عموما، لاسيما إذا ما استمر صعود التيار اليميني الشعبوي، وإذا تمكن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب – الذي ساهم بقوة في صعود هذاالتيار – من الفوز بفترة رئاسية ثانية.

أول هذه الأسباب هو: أن تلك الآراء المتعصبة ضد الأجانب عامة والمسلمين بشكل خاص، تأتي في البلد -بريطانيا- الذي كان يعتبر من أكثر الدول الأوروبية قبولا للتعددية الثقافية، وأكثرها تعودا علي التنوع الحضاري والديني، سواء بحكم الماضي الإمبراطوري الامبريالي، أو بسبب الدور التاريخي الذي لعبه الأجانب (الذين باتوا مواطنين بريطانيين) في تاريخ بريطانيا في الحرب والاقتصاد.

ثانيا: أن حزب المحافظين هو الحزب الأكبر في بريطانيا والأكثر حكما لتاريخها، فرغم التناوب علي الحكم مع العمال في المائة سنة الأخيرة، إلا أنك يمكن ان تحصى مايقرب من ١٤ رئيسا للحكومة من المحافظين مقابل ثمانية من العمال، أي ضعف العدد تقريبا.. فإذا كانت هذه هي آراء التيار السائد في الحزب الأكثر حكما في تاريخ بريطانيا، وإذا كان المرشح الأكثر حظوة لقيادته وقيادة الحكومة خلال أيام هو بوريس جونسون، يمثل التعبير الفج عن هذا التيار الشعبوي، وإذا قاد البلاد، كما هو مرجح، الي الخروج من الاتحاد الأوروبي بدون اتفاق no deal brexit، فان بريطانيا وديمقراطتيها العريقة قد تكون مهددة بخطر داهم، ومعهما التعايش بين الأديان والأجناس والثقافات في هذا البلد.

ثالثا: إن نتائج هذا الاستفتاء تكشف عن ازدواج المعايير في التيار الرئيس للاعلام التقليدي في بريطانيا، فبينما لا يمر يوم دون الهجوم علي زعيم حزب العمال جيريمي كوربين، بزعم أن الحزب يشهد تناميا في (العداء للسامية)، والمقصود بها هنا  العداء لليهود، لا نجد أي اهتمام مماثل، إن لم يكن تجاهلا، لتنامي العداء للأجانب،وبالذات للمسلمين {الاسلاموفوبيا}، الأمر الذى يشكل خطرا علي الاستقرار في أوروبا. إذ أن عداء التيار الشعبوي للمسلمين في أوساط أكبر وأقدم حزب أوروبي باق علي قيد الحياة، إنما يعطي قبلة الحياة لايدلوجيات متطرفة ومنظمات ارهابية ودموية كانت تراجعت بقوة مثل داعش والقاعدة وغيرهما..

«أصوات أونلاين» 

https://youtu.be/DXtwQ9oKcqw

الخوف من الإسلام وقضايا أخرى

أظهر استطلاع للرأي أجري مؤخرا في بريطانيا، أن أكثر من نصف أعضاء حزب المحافظين يعتقدون أن الإسلام «يهدد بشكل عام أسلوب الحياة البريطاني»، وأن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب سيصبح رئيس وزراء جيدا للمملكة المتحدة. ويكشف الاستطلاع، الذي أجرته «شركة ’يوجوف‘ (YouGov) لاستطلاعات الرأي» أيضا أن 58% من أعضاء حزب المحافظين يرون ضرورة تطبيق عقوبة الإعدام على بعض الجرائم، في مقابل 37% لا يؤيدون العودة إلى هذه العقوبة.

وقال حوالي 56% من الأعضاء الذين تم استطلاع آرائهم إن الإسلام «يهدد بشكل عام» نمط الحياة البريطاني، بينما أكد 22% فقط أنه «متوافق بشكل عام».

وتأتي هذه النتائج في الوقت الذي يكافح فيه حزب المحافظين من أجل دحض اتهامات موجهة إليه بالفشل في التصدي لمشكلة الإسلاموفوبيا.

https://youtu.be/08gYci6yydo

وعن قيادة ترامب، قال 54% من أعضاء الحزب إنهم يعتقدون أن ترامب سيكون رئيس وزراء جيدا للمملكة المتحدة، في مقابل 43% رأوا أنه سيكون سيئا. كما كشف الاستطلاع- الذي تم إجراؤه لحساب برنامج «Dispatches» بالقناة الرابعة البريطانية – أن 42% من الأعضاء يعتقدون أن وجود أفراد من خلفيات إثنية وثقافية متنوعة قد أضر كثيرا بالمجتمع البريطاني.

ويسلط هذا الاستطلاع  الذي عُرض ضمن البرنامج، الذي أذيع في يوم الإثنين 8 يوليو الجاري، الضوء على المشاركات المعادية للإسلام من قبل أعضاء في حزب المحافظين على موقع التواصل الاجتماعي «فيسبوك». فقد قال أحد الأعضاء من المجموعة المؤيدة لبوريس جونسون: «سأحظر على جميع المسلمين دخول بريطانيا العظمى». بينما  قال عضو في «رابطة تقدير جاكوب ريس موج»: إن «الموافقة على إذن تصميم مسجدين كبيرين في ميدستون ووستر.. كيف يجب أن نشعر حيال ذلك؟»، وشارك آخربالقول: «خطأ».

قضايا اخرى مثل مخاطر تغير المناخ، والعلاقات الجنسية المثلية، كانت حاضرة في نتائج هذا الاستطلاع، حيث  أكد 46% من أعضاء حزب المحافظين أن المخاوف بشأن تغير المناخ مبالغ فيها، بينما قال 45% إن الخطر حقيقي إلى حد ما كما يصفه العلماء. فيما ذكر حوالي 49% من أعضاء الحزب أنه يجب عدم مطالبة المدارس بتعليم الأطفال علاقات الجنسية المثلية، بينما أعرب 51% من المستطلعة آراؤهم عن اعتقادهم بأن أغلب الأفراد الذين يحصلون على إعانات يمكنهم الحصول على وظيفة إذا حاولوا ذلك.

Image result for ‫جاكوب ريس موج‬‎

جاكوب ريس موج

موقف حزب المحافظين 

 لكن متحدثا باسم حزب المحافظين أعلن أنه «تم تعليق عضوية هؤلاء الأفراد الذين نشروا تلك المشاركات على موقع «فيسبوك»، وتبين لنا أنهم أعضاء في الحزب، إلى حين إجراء تحقيقات». وقال المتحدث «إن جميع أشكال التمييز أو الإهانة من أي نوع خطأ لن نتسامح معه».

 ومن جانبه قال السيد «ريس موج» إن «مجموعة رابطة تقدير جاكوب ريس موج على فيسبوك» ليسوا داعمين رسميين، مضيفا «إنني أدين هذا السلوك تماما». وأردف: «أي شخص يتصرف بهذه الطريقة ليس من الداعمين لي، ويجب الإبلاغ عنه».

وكان مقداد فيرسي، المتحدث باسم «المجلس الإسلامي البريطاني»، قد أعلن الشهر الماضي أنه قام بتوثيق «مئات الحالات» التي تبين تفشي الإسلاموفوبيا في صفوف المحافظين. وتقدم «المجلس الإسلامي البريطاني» بأكثر من 20 صفحة من الأدلة إلى «مفوضية المساواة وحقوق الإنسان»، مطالبا المحققين المستقلين بإجراء تحقيق رسمي في اتهامات لأعضاء من داخل الحزب.

Related image

مقداد فيرسي

*هذه المادة مترجمة. يمكن مطالعة النص الأصلي باللغة الإنجليزية من هنا ?

 

أحمد بركات

باحث و مترجم مصرى

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى

أنت تستخدم إضافة Adblock

برجاء دعمنا عن طريق تعطيل إضافة Adblock