منوعات

وجه آخر للمأساة… دراسة عن محنة المصابين في الهجمات الإرهابية

موقع: ساينس دايلي

ترجمة وعرض: تامر الهلالي

ينتج عن الهجمات الإرهابية مصابون يفوق عددهم عدد القتلى في تلك، وتتراوح إصابات الضحايا ما بين بتر أطراف، وفقدان السمع، وأمراض الجهاز التنفسي، والاكتئاب وغيرها من الإصابات الخطيرة، ما يستوجب أن يلتفت المجتمع الدولى لهؤلاء الضحايا، لكن يبدو أن أمر هؤلاء المصابين لا يلفت نظر الكثيرين، وقليلة هى الأبحاث والدراسات التى تتناول هذه المأساة الإنسانية

 ولتقديم صورة أكثر اكتمالا للمعاناة الناجمة عن الهجمات الإرهابية قام باحثون من جامعة تكساس في دالاس العام الماضي بالعمل على دراسة نشرت في مجلة Public Choice بهدف تقدير عدد سنوات الحياة الصحية، وهي تلك السنوات خالية من الإصابات أو الإعاقات الناجمة عن الهجمات الإرهابية – التي فقدها الضحايا بسبب الإصابات. وقاد فريق البحث الدكتور دانييل ج. آرس، أستاذ ورئيس برنامج الاقتصاد في كلية العلوم الاقتصادية والسياسية بجامعة تكساس.

د. دانييل ج. آرس

تأثير مدمر

وقال آرس المتخصص في الإرهاب والصراع: «من خلال دراسة الإرهاب من خلال منظور حجم الوفيات والإصابات، يمكننا أن نفهم بشكل أفضل التأثير المدمر للهجمات الإرهابية على المصابين». و أضاف «هذه المعلومات يمكن أن تساعدنا في تحديد الطريقة الأكثر فاعلية لإنفاق مواردنا المحدودة لمواجهة الإرهاب».

مات 8338 شخصًا في المتوسط وأصيب 10785 شخصًا كل عام في هجمات إرهابية محلية ودولية بين عامي 1970 و 2016، وفقًا لقاعدة بيانات دولية للإرهاب استخدمها ارس لتحليله.

حلل ارس وفريق الباحثين النسبة المئوية للهجمات التي كانت عبارة عن تفجيرات أو إطلاق نار جماعي أو اعتداءات متعمدة على المركبات أو أنواع أخرى من الهجمات. كما فحص توزيعات وأنواع الإصابات على أساس دخول المستشفيات.

سنوات ضائعة

باستخدام هذه البيانات طبق الباحثون منهجية طورها البنك الدولي ومنظمة الصحة العالمية لتصنيف الوفيات والمصابين بسبب العمليات الإرهابية.

سمحت تلك المنهجية للباحثين باستخدام مقياس واحد لتقدير التأثير الكلي للإرهاب سواء ما نجم من وفيات أو الخسائر الناجمة عن الإصابات. عندما نجمع عدد سنوات الحياة الصحية التي فقدها الضحايا، فإن دراسة آرس تشير إلى أن 12،628 عامًا ضاعت بسبب الإرهاب.

تحدد الصيغة قيمًا مختلفة لتعكس تأثير أنواع الإصابات المختلفة على الضحايا. على سبيل المثال، يفقد  الشخص المصاب بضعف شديد في السمع 77 في المائة من الصحة المثالية، بينما يفقد الشخص المصاب باضطراب اكتئابي كبير 35 في المائة من صحته المثالية.

كما قام آرس بحساب سنوات الحياة التي فقدها أولئك الذين لقوا حتفهم في تفجير أوكلاهوما سيتي في عام 1995، وإطلاق النار الجماعي في النرويج في عام 2011.

ولم تكن البيانات متاحة لتطبيق نفس التحليل على الضحايا في الهجمات الأخرى.

كان أحد أهداف البحث هو مساعدة صناع القرار على وضع العواقب الإنسانية للإرهاب في سياقها ولفت النظر إلى أعباء الإصابات والأمراض الناتجة عن الإرهاب. وقارنت الدراسة عدد سنوات الحياة الصحية المفقودة بسبب الإرهاب بعدد الأمراض المختلفة وغيرها من أسباب الوفاة.

وقال أرس إن البحث يمكن أن يساعد غرف الطوارئ على الاستعداد بشكل أفضل  للتعامل مع أنواع الإصابات المحتملة في أعقاب الهجمات المختلفة.

 يتضمن تحليل الدراسة نتائج حول أنواع الإصابات الناجمة عن أنواع مختلفة من الهجمات. في هذا السياق ينوه آرس أنه «في حالة الطوارئ، عليك أن تعرف ما يجب أن تكون مستعدًا له والاستجابة تعتمد على نوع الحالة و درجتها».

*هذه المادة مترجمة. يمكن مطالعة النص الأصلي باللغة الانجليزية من هنا ?

تامر الهلالي

مُترجم وشاعر

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى

أنت تستخدم إضافة Adblock

برجاء دعمنا عن طريق تعطيل إضافة Adblock