قضى الزعيم أحمد عرابي – الذي حلت ذكرى ميلاده أمس – 19 عاما في منفاه بجزيرة` سيلان، حاصرته فيها كآبة الغربة ووحشتها، وكسرت قلبه أخبار الوطن الذي وقع تحت طائلة الاحتلال الإنجليزي فأخضع حكومته وسرح جيشه وأذل شعبه، عاد قائد الثورة إلى مصر وفي مخيلته أن أهلها سيستقبلونه بالورود ويحملونه على الأعناق امتنانا وعرفانا لما قدمه من تضحيات هو ورفاقه.
عرابي الذي حاصر سراي الحكم في عابدين وأملى على الخديوي توفيق مطالب الأمة، وصد الإنجليز في كفر الدوار ثم كانت الهزيمة في «التل الكبير»، أُخرج من مصر مغلوبا على أمره، بعد أن أصدرت المحكمة العسكرية حكمها بإعدامه في 3 ديسمبر من عام 1882، بتهمة العصيان، ثم خُفف الحكم إلى النفي مدى الحياة، وعاد إلى وطنه ليجد نفسه متهما مذموما ملاحقا بالافتراءات والأكاذيب من المخدوعين والمبطلين صنائع السرايا والاستعمار.
كان الاحتلال الإنجليزي قد مد -خلال فترة نفي عرابي ورفاقه- جذوره وبسط فروعه فهيمن على الدولة المصرية، فلم تكد تمضي خمسة أشهر على دخول الإنجليز مصر حتى تمت لهم السيطرة على الجيش والشرطة، «أما جيش الثورة؛ فقد حلَّه توفيق بجرة قلم بتهمة العصيان، وأحل الاحتلال محله جيشًا جديدًا هزيلًا في قبضة سردار إنجليزي، ولم يكن للروح المعنوية سبيل إلى قلوب رجاله، بل كان السبيل للرهبة والنظر إلى الإنجليز نظرة السادة الذين أعادوا للخديوي سلطته فهو مدين لهم بكرسيه، وإذا كان أفندينا يُظهر الخضوع والولاء للإنجليز صغارهم وكبارهم، فكيف بالجند؟»، يتساءل الدكتور محمود الخفيف في كتابه «أحمد عرابي.. الزعيم المفتري عليه».
«قبض الإنجليز على ناصية الحكم والإدارة، فكان لكبار موظفيهم وصغارهم في الدواوين الكلمة العليا، والجاه والهيبة، تكفي كلمة من أحدهم لنقض أي أمر لأي وزير.. أما الدستور فيا أسفًا عليه، قد ألغاه الاحتلال وأحل محله في مايو سنة ١٨٨٣ ما عُرف بالقانون النظامي، وبمقتضاه أنشئ مجلس شورى القوانين وأنشئت الجمعية العمومية، وهما هيئتان لا سلطة لهما ولا شبه سلطة، الغرض منهما خداع الأمة بأن لها مجلسين، بدلًا من مجلس واحد، وشتان بين هذين وبين ذلك المجلس النيابي الذي كانت الوزارة مسؤولة أمامه والذي وضعت وزارة البارودي أو وزارة الثورة دستوره، فجعلت به الأمة مصدر السلطات كما هو الحال في الدساتير الحديثة». يضيف الخفيف في كتابه.
هكذا قضى الاحتلال على كل شيء، وجعل همه بث هيبة إنجلترا في نفوس المصريين والقضاء في عنف على أية محاولة لبعث الروح الوطنية مهما كان من ضآلتها، وآلت مقاليد الأمور إلى اللورد كرومر المعتمد السامي البريطاني في مصر.
عودة العاصي!
في ظل هذه الحالة روج دعاة الاحتلال أن حركة عرابي لم تكن إلا عصيانًا أهوجا، مبعثه أطماع عرابي الشخصية، وأنه لولا أن تداركت إنجلترا البلاد من فوضى هذا العصيان الأحمق للحق بها الهلاك.
وللأسف وجدت هذه الدعاية من يقتنع بها ويصدقها، وثبت في أذهان البعض أن «هوجة عرابي» هي التي تسببت في الاحتلال، وتبنت بعض الصحف هذه الأباطيل وصدّرتها للرأي العام باعتبارها حقائق.
في هذا الجو الكئيب وصل عرابي باشا زعيم الثورة إلى مصر، فلم يجد أحدًا من الأجيال الجديدة يذكره ويذكر ثورته إلا بسوء القول، ولولا شهادات من بقوا على قيد الحياة من المشاركين في الثورة، ولولا روايات بعض الأجانب الذين أقاموا في مصر وعاصروا الحركة، لطويت صفحة تلك الثورة الوطنية بعد أن شوهها أعداؤها.
حطت السفينة التي عادت بعرابي ومرافقيه إلى مدينة السويس في نهاية سبتمبر من عام 1901، وعن مشهد عودته إلى البلاد يقول عرابي في مذكراته: «هناك نزلنا في منزل الشيخ البخاري، بعد أن كتبنا إلى محافظ البندر مصطفى بك ماهر الذي كان من تلاميذ السيد عبد الله النديم، وكان معروفًا بحبه للحرية والوطنية، فأنكرَنا وأعرض عنا ولم يرد علينا، فأرسلنا برقية إلى قائمقام الحضرة الخديو فخري باشا فكتب إلى مصلحة السكك الحديدية بحجز صالون لنزولنا وعائلتنا ومن معنا من السويس إلى القاهرة على نفقة الحكومة.. وفي أول أكتوبر برحنا السويس ووصلنا القاهرة قبيل الغروب، وكان ازدحام الناس لتوديعنا في محطة السويس عظيمًا، وكذلك عند استقبالنا في الزقازيق، وبنها، وخاصة في القاهرة، فإن ازدحام الناس بلغ أشده، بالرغم من إعلان المحافظة بعدم التجمهر والاحتفاء.. ولما نزلنا في محطة القاهرة أخذنا المركبات إلى منزل أولادي الكائن بشارع الملك الناصر في شارع خيرت، واجتمعنا بهم بعد غياب ١٩ عامًا، و٤ أشهر».
خلال فترة غيابه، تناقلت بعض الصحف البريطانية، أن عرابي سعى لإقناع الإنجليز بتنصيبه ملكا على مصر وبلاد العرب، باعتباره مصريا عربيا أصيلا ينتمي نسبه إلى سيدنا الحسين ابن علي، وهو ما ما زاد من حنق أبناء الأسرة العلوية عليه، وأثيرت قضية تنصيب عرابي ملكا مرة أخرى مع عودته إلى مصر في صيف عام 1901، فتعرض إلى حملة صحفية شعواء شنتها عليه جريدة «اللواء» لسان حال «الحزب الوطني»، ومجلة «المجلة المصرية» التي أسسها خليل مطران.
نشرت «اللواء» و«المجلة» بالتزامن قصيدة هجاء في حق عرابي بتوقيع «نديم»، وتبين بعد ذلك أنها لأمير الشعراء أحمد شوقي الذي كان يعرف في تلك الفترة بأنه شاعر الخديوي ونديمه، تحت عنوان «عاد لها عرابي».
كتب شوقي هاجيا عرابي يقول:
صـَغـار في الذهـاب وفي الإياب *** أهــذا كـــل شــأنك يـا عرابي
عفـا عــنك الأبـاعد والأداني *** فمـن يعـفو عن الوطـن المصـاب؟
وبعد أن نشرت الصحف مشهد استقبال بعض أهالي السويس للبطل العائد والتفافهم حوله، تابعت «اللواء» حملتها على عرابي، ونشرت ثاني قصيدة لأمير الشعراء يهجو فيها عرابي ويتهكم عليه ويستهزء به وبمن تبعوه، وتسخر من قصة نسبه إلى الحسين وتلومه على أنه لم يمت في ميدان القتال.
وتحت عنوان «عرابي وما جنى» كتب شوقي:
أهلا وسهلا بحامــيها وفاديــها *** ومرحبـا وسلامــا يا عرابيهــا
وبالكرامة يا من راح يفضحها *** ومقدم الخـير يا من جاء يخـزيـهـا
وعد لها حين لا تـُغـْني مدافعها *** عن الزعيم ولاتجدي طوابيها
وارجع إليها فيالله فاتحها *** يوم الإياب ويالله غازيها
وانزل على الطائر الميمون ساحـَتـَها *** واجلس على تلها وانعق بواديها
وضَعْ عِمامتك الخضراء من شرفٍ *** يَعرِفْك كلُّ جهول من أهاليها
يا بن الحسينِ، حُسينٌ ماتَ من ظمأ *** وأنت محتـَفِلٌ بالنفس تـُرويها
أبوة المصطفى ما زال يلبسها *** حرٌ قشيبُ ثياب العز ضافيها
حتى تنازعها في مصر صِبْيتُها *** دَعوى، وحتى تَرَدَّتها غوانيها
وأصبحت لجبان القوم مَنـْقَبة *** وزينةً لجهولِ القوم يُبديها
زعمت أنك أولى من أعِزتهـا *** بها، وأحنى عليها من مواليها
وكنتَ تطربُ إذ تتلى مَدائحـُها *** فأين دمعك إذ تُتلى مراثيها؟
عاد عرابي ليعيش في منزل أولاده بشارع خيرت كما يعيش عامة الناس، فالرجل الذي كانت مصر كلها في قبضته، والذي خلعت الأمة طاعة الخديوي لتطيعه في الدفاع عن وطنه، ضاقت عليه الدنيا وساءت أحواله، فراسل الحكومة ليطلب استعادة أملاكه ورتبه التي سحبت منه قبل نفيه.
لم تتوقف «اللواء» لسان حال «الحزب الوطني» الذي كان يحرض ناشئته ليقوموا برشق عرابي بالبيض والطماطم، عن استهداف العائد ونشرت في 12 يناير 1902 قصيدة جديدة في هجاء عرابي بعنوان «صوت العِظام»، بدون توقيع، وتبين بعد ذلك أيضا أنها لشوقي.
قدمت «اللواء» للقصيدة ما يدل على أن شوقي هو كاتبها فقالت: «فإن خير ما جادت به قرائح شعراء مصر والعرب والإسلام قصيدة أنشأها أبلغ البلغاء، ننشرها اليوم عبرة للمعتبرين وغير المعتبرين، وعظة عالية للوطنيين والمارقين، وبها نكتفي عن نشر ما كتبه إلينا صفوة أبناء القطر عن مسعى الذين يريدون رد رتب عرابي ونياشينه إليه. ويحملّون الأمة عاراً فوق عارها».
قذف شوقي بأبياته عرابي للمرة الثالثة قائلا:
عرابي كيف أوفيك الملاما *** جمعت على ملامتك المناما
فقف بالتل واستمع العظاما *** فإن لهــا كمــا لهمــو كلاما
سمعت من الورى جداً وهزلاً *** فأنًت إذ تَقولُ القولَ فَصـْلا
كأنَّك قاتِلٌ والحُكْم يُتـْلَى *** عليكَ وأنت تنتظرُ الحِماما
ولاتأمل من الأموات عفواً *** وإن كان الحسين أباكَ دَعوَى
ارَقْتَ دماءهم لعباً ولهوا *** ولم تعرف لغاليها مقاما
دماءٌ قد فَدَتْكَ ولم تصنها *** نَفَضْتَ يديكَ يوم “التل” منها
فكيف تنام عين الله عنها *** إذا غفل الملا عنها وناما؟
لقد سُفِكَت بجهلك شَر سَفْكٍ *** لغير شهادةٍ أو رفْعِ مُلكِ
وأنت على قديم العز تبكي *** وتندُبُ رتبة لك أو وساما
تقول لك العظام مقال صدقِ *** ورب مقالةٍ من غـير نُطـْقِ
قتلت المسلمين بغير حقٍّ *** وضيعت الأمانة والذماما
ويقول الدكتور محمود الخفيف في كتابه معلقا على قصائد شوقي في هجاء عرابي: في مثل هذا الهذر من شاعر الأمير صورة من أخلاقه وصورة من روح العصر كله، ودليل على ما نقوله من اجتماع عوامل كثيرة على تشويه سيرة عرابي، كان القصر أيام توفيق وأيام ابنه عباس من أهمها.
غريب في وطنه
أما عرابي نفسه فيفند تلك الحملة قائلا: «غير أن رجوعنا إلى وطننا العزيز لم يَرُقْ في نظر خصومنا الجهلاء؛ ظنًّا منهم أننا بعنا ذلك الوطن للإنجليز على اتفاق بيننا وبينهم، فأوعزوا إلى بعض الجرائد المأجورة، وفي مقدمتها جريدة اللواء بالتنديد بنا، والخروج علينا بألسنتها فوجهت إلينا سهام جهلها وضغنها».
على تلك الحال قضى عرابي أيامه في مصر بعد عودته من المنفى، يتلقى أصحابه في منزله ويزورهم في منازلهم، يتجاذبون ذكريات الماضي ويتألمون مما آلت إليه مصر من حكم المستعمرين لها وقضائهم على دستورها، حكى هؤلاء لعرابي عن عباس وكيف أخذ يناهض الاحتلال لفترة بعد حكم أبيه حتى أذله كرومر وأرغمه على مهادنة الإنجليز، «كان الأسى يرمض جوانح هؤلاء الذين خاضوا غمار الثورة وشعروا بالعزة القومية قبل الاحتلال، وهم لا يملكون اليوم إلا أن يسألوا الله أن يجعل لمصر مخرجًا مما هي فيه».
كان عرابي في أواخر أيامه يكثر من تلاوة القران، ويحرص على أن يؤدي أبناؤه الصلوات في أوقاتها، فكان يؤمهم، ويسمع منهم ويسمعوا له بعد الصلاة، «وكان يتألم كلما سمع الناس يثنون على حركته ويعدونها الخطوة الأولى لما بعدها من نهوض، كما كان يتألم جدًّا إذا علم أن الجيل الناشئ يجهل هذه الحركة التي لم تجد دفاعًا عنها، والتي عمل الاحتلال على أن يصورها صورة بعيدة كل البعد عن حقيقتها»، يضيف الخفيف في كتابه.
وينقل الخفيف عن أحد أبناء عرابي ما سمعه من أبيه لما رآه من جهل الجيل الجديد بحركته «إن هذه الحركة سوف يُقيِّض الله لها من يفهمها حق الفهم من أبناء الجيل القادم الذين يفطنون إلى ألاعيبِ الاحتلالِ وتثور نفوسُهم عليه وحينئذ يعرفون ما فعلناه من أجل الوطن ويعملون على هذا الطريق».
ومما ساعد على تشويه الثورة العرابية، خوف ملاك الصحف من غضب الاحتلال من جهة، والخديوي عباس من جهة أخرى، إذ كان عباس يحقد أشد الحقد على عرابي معتقدًا أنه أراد يومًا أن يخلع أباه ويقيم الأمير حليم بدلا منه، «كان الاحتلال ينشر في المدارس أن عرابي جاهل، أحمق، مغرور، ساق البلاد إلى الفتنة والخراب».
مذكرات عرابي
ولم ينصف عرابي إلا صديقه السير ولفر بلنت الذي نشر تفاصيل الحركة العرابية في كتابه «التاريخ السري للاحتلال البريطاني لمصر» عام 1907، ألا أن هذا الكتاب لم يترجم وينشر في مصر، ولم يقرأه سوى عدد من الإنجليز والمهتمين خارج مصر.
مستر ألفريد سكاون بلنت وكتاب التاريخ السري لاحتلال انجلترا مصر
وكل ما استطاع عرابي أن يفعله للدفاع عن نفسه وعن حركته هو أنه كتب لبلنت تاريخا موجزا عن حياته وعن حركته في عام ١٩٠٣ فنشره الأخير في آخر كتابه عند طبعه بعدها بنحو 4 سنوات.
ويصف الخفيف الأيام الأخيرة من حياة عرابي في نهاية كتابه السالف الإشارة إليه ويقول: ظل عرابي حتى السنوات الأخيرة من عمره مرتفع الهامة منتصب القامة حتى أشرف على السبعين وهو قوي البدن جم النشاط، إلى أن أصيب بمرض أقعده؛ ذلك هو السرطان الذي أصابه في المثانة.. وتولى علاجه ثلاثة من الأطباء هم: أحمد بك عيسى ومحجوب ثابت، وأنيس أنسي، ولكن هذا الداء قد استعصى على العلاج.
وحتى يطمئن عرابي إلى نقل ما جرى له ولحركته إلى الأجيال القادمة دوَّن مذكراته عن الثورة في ثلاث كراسات كبيرة، انتهى منها في ٢٦ يوليو سنة ١٩١٠ ختمها بذكر جميع من فتحوا مصر وتغلبوا عليها منذ عهد الفراعنة حتى الاحتلال البريطاني، ووضح كيف تخلصت مصر منهم جميعًا.
وقال عرابي في خاتمة تلك المذكرات: «على الجيل الجديد أن يجدَّ ويجتهدَ ويعمل ليلًا ونهارًا على استرداد مجده واستقلاله وحريته المسلوبة منه ومطالبة الإنجليز بالجلاء حتى ينكشف عنه هذا البلاء، ثم إني أدعو الشعب المصري ألا يقلد التمدن الأوربي المزيف حتى لا يرتكب المنكرات التي نهى الله عنها وأن يأمر بالمعروف الذي أمر الله به، وأن يترك الفواحش ما ظهر منها وما بطن وأن يقيم شعائر الدين الحنيف ويحيي مناسكه، فلا عز ولا انتصار بغير الدين وهو وحده يكفل لمن اتبعه بإخلاص هناء الدنيا وثواب الآخرة، ثم أناشدهم أن يشدوا أواصر الإخاء بين أبناء وطنهم وينزعوا ما في قلوبهم من غل وضغينة ويعملوا يدًا واحدة وقلبًا واحدًا لرفع شأن بلادهم وإعزاز كلمة دينهم، فإذا فعلتم كل ما ذكرت وأرهفتم آذانكم للسمع وأصختم إلى نصائح حكيم مجرب، عندئذ يخرج الله أعداءكم ويولي عليكم خياركم والله على كل شيء قدير».
الزعيم يرحل فقيرا
وفي ٢٠ سبتمبر سنة ١٩١١ اشتد المرض على الزعيم الشيخ وكان قد انتقل إلى منزل في المنيرة فأوصى أولاده بنشر مذكراته مهما قابلهم من عقبات؛ ليعلم الناس حقيقة أعماله وما أراده من الخير لوطنه، وأن يلحوا على المطالبة بحقهم حتى ينالوه.
غاب الزعيم الشيخ عن وعيه ٣٦ ساعة لم يتكلم فيها أو يفتح عينيه أو يدري شيئًا مما حوله، ثم وافاه الأجل في ٢٢ سبتمبر سنة ١٩١١، وهو في في السبعين من عمره حيث ولد في 31 مارس عام 1841.
لم يكن أولاد الزعيم الذي كان ملء السمع والبصر يملكون ما يكفي من مال لتجهيزه ودفنه فاضطروا إلى تأجيل إعلان نبأ وفاته لليوم التالي، حتى يقبضوا معاشه، وبعد أن تم تحضيره خرج جثمانه إلى مثواه الأخير محاطا بالآلاف من المصريين.
ويصف الخفيف مشهد الجنازة فيقول: لم يشيعه إلى مقره الأخير رجل رسمي واحد، أو يحضر في مأتمه، ولكن مصر الوفية التي طغى عليها الاحتلال فتباعدت عنه في حياته، أبت إلا أن تكرمه ميتًا فأحاط بنعشه الألوف من أبنائها وتألفت من هؤلاء جنازة شعبية عظيمة سارت في صمت وخشوع من داره بالمنيرة حتى قبره بالإمام الشافعي؛ حيث أهيل عليه التراب، بين ترحم المترحمين وبكاء الباكين.
تمثال أحمد عرابي بالزقازيق
“””””””””””””””””””””””””””””””””””””””””””””””””””””””””””””””””””””””””””””””””””””””””””””””””
المراجع:
مذكرات أحمد عرابي
كتاب «أحمد عرابي.. الزعيم المفترى عليه» للدكتور محمود الخفيف
كتاب «عرابي ورفاقه في جنة أدم» للدكتورة لطيفة سالم
أرشيف جريدة اللواء