فى السابع عشر من أبريل يحيى الشعب الفلسطينى يوم الوفاء للأسرى الفلسطينيين لدى الكيان الصهيوني.. هذا اليوم الذى أقره المجلس الوطنى الفلسطينى خلال دورة انعقاده العادية عام 1974 ليكون يوما سنويا لتقدير جهود الأسرى وتضحياتهم ونصرتهم ودعم حقوقهم فى الحرية والوقوف بجانب أسرهم، ومنذ ذلك التاريخ وحتى اليوم يتم إحياء يوم «الأسير» سواء فى الأرض المحتلة أو فى الشتات. لكن هذا العام ليس ككل عام حيث يحل يوم الأسير والعالم يواجه شبحا يهدد الجميع وهو إنتشار فيروس كورونا وتتوحد جهود شعوب العالم لمواجهة ذلك العدو غير المرئى، ويبدو الأمر فى فلسطين أشد قسوة خاصة فى ظل سياسات الإحتلال العنصرية وحيث تؤكد التصريحات والأنباء الواردة من داخل فلسطين على توجه إسرائيلي نحو المزيد من معاناة الفلسطينيين فى ظل كورونا، وهوما دفع مؤسسات فلسطينية للجوء للمجتمع الدولى كى يتحمل مسؤولياته تجاه الشعب الفلسطينى.
الصهاينة.. واستغلال كورونا
طالب «مكتب إعلام الأسرى» فى بيان صحفى له مؤخرا بضرورة أن يتحمل المجتمع الدولي مسؤولياته تجاه المواطنين الفلسطينيين تحت الاحتلال في مدينة القدس الذين يواجهون فيروس كورونا واحتلال إسرائيلي لا يعرف الإنسانية مشيرا إلى أن سلطات الاحتلال تستخدم جائحة كورونا كغطاء لمخططاتها الخبيثة بإقامة المستوطنات والاستيلاء على الأراضي واعتقال وقمع المواطنين، كما يحدث في العيسوية و سلوان، ومحاولة فرض واقع على الأرض من خلال ضم مستعمرة معاليه ادوميم وتنفيذ المشروع الاستيطاني المسمى إي واحد.
وأضاف أن «سلطات الاحتلال الإسرائيلي تقوم بملاحقة واعتقال الشبان الفلسطينيين الذين قاموا بعمليات التعقيم في محاولة للحد من انتشار الفيروس في مدينة القدس المحتلة.. كما أدان محاولات الشرطة الإسرائيلية تقييد دخول الفلسطينيين الى المسجد الأقصى المبارك في الوقت الذي توفر فيه الحماية لعشرات المستوطنين الإسرائيليين الذين يقتحمون المسجد بتسهيلات من هذه الشرطة «مضيفا» أن سلطات الاحتلال تمنع المبادرات المحلية الفلسطينية لتقديم يد العون للفلسطينيين في المدينة من أجل الحد من انتشار فيروس كورونا بحجج ومبررات واهية ولا علاقة لها بالإنسانية».
وأضاف المركز أن سلطة الإحتلال تواصل اقتحام الأحياء المقدسية، رغم إجراءات الحظر وتعطيل العديد من المصالح التجارية والمؤسسات التعليمية، للوقاية من تفشي فيروس كورونا، كما «لاحق الاحتلال المبادرات الشبابية الوقائية من الفيروس بحجة خرق السيادة «الإسرائيلية» على مدينة القدس» وأعلن مركز معلومات وادي حلوة بالقدس أنّ «قوات الاحتلال اعتقلت ثلاث فرق تعقيم في مدينة القدس، في سلوان والصوانة والقدس القديمة، وصادرت منهم أدوات ومواد التعقيم، وذلك خلال قيامهم بتعقيم المرافق العامة والحيوية في المناطق المذكورة، كما اعتقلت أربعة آخرين لأنها وزعوا وعلّقوا ملصقات توعوية حول الفيروس وأبعدتهم عن البلدة القديمة».
كما منعت سلطات الاحتلال أواخر الشهر الماضي، توزيع عشرات الطرود الغذائية في قرية «صور باهر» رغم الأزمة التي يعيشها السكان منذ أسبوعين بسبب القيود المفروضة على الحركة وتعطيل الأعمال للوقاية من الفيروس، حيث قامت باحتجاز الطرود واعتقال سائق الشاحنة التي كانت تحملها وثلاثة آخري، كما حاول الاحتلال فرض «السيادة» في شؤون المسجد الأقصى المبارك، بحجة الوقاية من الفيروس، حيث أغلقت أبواب الأقصى باستثناء أبواب حطة والمجلس والسلسلة.
وفى سياق الحرب الديمغرافيه المتواصلة من جانب اسرائيل ضد الشعب الفلسطينى لادراك العدو أن الموازين الديمغرافيه من حيث عدد السكان ومعدلات الزيادة السكانية فى صالح الشعب الفلسطينى فإن محاولات الكيان الصهيوني لا تتوقف وتسعى لإستغلال كل فرصه لتوجيه ضربات للشعب الفلسطيني.
وتتواصل الممارسات غير الإنسانية في هذا السياق فقد انتشرت على مواقع التواصل الإجتماعى مقاطع فيديو للعشرات من جنود الاحتلال الإسرائيلي قبل أيام وهم يقومون بالبصق على مركبات المواطنين، ومقابض أبواب المنازل، والجدران فى مدينة الخليل مما دفع المواطنين لتنظيف الشوارع وتعقيمها خوفا من نقل العدوى.
https://www.youtube.com/watch?v=USRWopV7pQk
ونقلت وكالة أنباء «وفا» الفلسطينية الرسمية عن رئيس بلدية «الخليل تيسير أبو سنينة» إن الاحتلال يحاول ضرب حالة التماسك والاستقرار التي يعيشها شعبنا الفلسطيني في مواجهة فيروس «كورونا».
وتكرر هذا السلوك الإسرائيلى فى نابلس حين اقتحم مستوطنون البلدة وتحركوا بشكل مريب ومشبوه حول الصرافات الآلية، والمحلات التجارية، مستغلين التزام المواطنين بمنازلهم، عقب إعلان حالة الطوارئ منعا لانتشار العدوى.
وقال «عواد نجم» المتحدث الإعلامى بإسم لجنة الطوارئ «أن المستوطنين ترجلوا من مركباتهم، وحاولوا اقتحام المحال التجارية، كما مسحوا بأيديهم على الصرافات الآلية للبنوك في البلدة وقامت اللجنة بتعقيم تلك الأماكن خشية أن يكون المستوطنون قد قاموا برش مواد مشبوهة قد تنقل فيروس «كورونا» أو الأمراض المعدية».
هذه الممارسات دفعت المتحدث الرسمي باسم الحكومة الفلسطينية ابراهيم ملحم إلى التأكيد على أن «هذه الممارسات ليست غريبة على المستوطنين وجنود الاحتلال، فهم يهدفون إلى تفشي الوباء في فلسطين، إضافة لمحاولة اختلاطهم واقترابهم من عمالنا بهدف نقل العدوى لهم».
ابراهيم ملحم
أسرى بلا حقوق
كشف مركز معلومات وادي حلوة بالقدس أن قوات الاحتلال اعتقلت 192 فلسطينياً من المدينة بينهم 4 نساء و33 قاصراً، خلال شهر مارس، حيث اعتقل في القدس والمسجد الأقصى وعند أبوابه 73 شخصاً، و57 آخرين في العيسوية، و 35 من سلوان.
ليأتي يوم الوفاء للأسير الفلسطينى فى ظل ارتفاع أعداد الأسرى لدى دولة الإحتلال حيث كشفت آخر احصائية نَشرتها جمعية «نادي الأسير الفلسطيني» – وهى جمعية أهلية غير حكومية تعنى بشؤون الأسرى فِي السُجون وَالمُعتَقَلات الإِسرائِيلية – وَالجهاز المركزي للإحصاء الفلسطيني وهيئة شؤون الأسرى والمحررين فإن عدد الأسرى الفلسطينيين في السجون الإسرائيلية بلغَ حوالي 6500 أسير فلسطيني وتشير الإحصائيات إلى أن عدد الفلسطينيين الذين اعتقلتهم إسرائيل منذ عام 1967 بلغ مليون فلسطيني.
ولا تفرق قوات الاحتلال بين السليم من الفلسطينيين والمريض، أو الرجال والنساء والأطفال، حيث يقبع في سجون الاحتلال 700 مريض بين معتقلي العام الجاري وحده، منهم 30 مصاباً بالسرطان. ونحو 250 طفلاً من بين إجمالي أعداد المعتقلين، و36 طفلاً مقدسياً قيد الحبس المنزلي، و5 قاصرين محتجزين في مراكز إيواء.
ولا تختلف ظروف اعتقال الصحفيين عن ظروف اعتقال باقي الأسرى داخل سجون الاحتلال الإسرائيلي، فهي كما يصفها مكتب «إعلام الأسرى الفلسطينى» «ظروف صعبة ومأساوية لا يتحقق فيها أدنى مقومات الحياة التي يقرها القانون الدولي، واتفاقية جنيف الثالثة والرابعة، بل حتى مع الأعراف المجتمعية».
و تحتجز إسرائيل في سجونها 22 صحفياً فلسطينياً، بينهم ثلاث سيدات، وفق بيان للجنة دعم الصحفيين وقد صدرت أحكام بالسجن الفعلي على نحو 7 صحفيين منهم فيما اعتُقل 4 صحفيين بلا محاكمة، ووُقف 11 إعلامياً وصحفياً إلى حين إصدار الحكم.
هل يتسبب «كورونا» فى إنتفاضة جديدة ؟
يشير العديد من المتابعين للملف الفلسطينى إلى أن الوضع الإقتصادى صار شديد السوء مؤخرا وتزايد التردى مع أزمة فيروس «كورونا» مما دفع كاتبا اسرائيليا للتحذير من مغبة ذلك الوضع الخانق الذي قد يتسبب في اندلاع انتفاضه ثالثة فى الاراضى الفلسطينية المحتله.
فقد أشار الكاتب والخبير الإقتصادى الإسرائيلى «شلومو ماعوز» في مقال نشرته صحيفة «معاريف» إن ««القلق الذي يساور سكان الضفة الغربية من الإمكانيات الصحية المحدودة لمواجهة كورونا، وتزامن التحدي الصحي مع المشكلة الاقتصادية كفيلان بإشعال الانتفاضة الثالثة، بالتزامن مع الدعوات المتكررة مؤخرا بضرورة فرض السيادة الإسرائيلية على مستوطنات الضفة، ما قد يعتبر سببا إضافيا لإشعال هذه الانتفاضة».
مضيفا أن «الأمر يزداد خطورة مع ارتفاع معدلات البطالة في الضفة الغربية، وتراجع أعداد العمال الفلسطينيين داخل إسرائيل إلى الثلثين، مع عدم وجود جواب يقيني حول موعد عودتهم للعمل هناك، على اعتبار أن عودتهم في هذه الظروف خطيرة جدا من الناحية الصحية».
مروان البرغوثى.. 18عاما في الأسر
يعتبر «مروان البرغوثى» 62 عام وأحد قادة حركة فتح من أشهر الأسرى الفلسطينين لدى سلطة الإحتلال حيث اعتقلته فى 15 أبريل عام 2002 من مدينة رام الله، ووجهت إليه تهمة قيادة الانتفاضة الثانية التى اندلعت عام 2000، وقيادة مجموعات مسلحة واستهداف مواقع إسرائيلية، وحكمت عليه بالسجن 40 عاما وفى تهم أخرى حكمت عليه سلطات الإحتلال بالسجن لمدد تصل إلى خمس أحكام بالمؤبد فى سابقة تعد الأولى بعد أن تعرض البرغوثى لتحقيق عنيف وقاسى.
مروان البرغوثى
وتحول «البرغوثى» الذى مازال أسيرا منذ ذلك الحين إلى أيقونة للمقاومة والصمود فى وجه التعذيب والقسوة ورغم محبسه فقد تمكن من الفوز بمقعد فى البرلمان الفلسطينى عام 2006 وهو قيد الأسر.
وكان «البرغوثى» قاد إضراب الحرية والكرامة فى عام 2017 لتوحيد صفوف الحركة الأسيرة ضد سياسات الإحتلال وانتهاكاته تجاه الأسرى، وشارك فى هذا الإضراب أكثر من ألف أسير لمدة 42 يوما.