هذا التقرير منقول عن موقع البي بي سي، لمشاهدة النص الأصلي من هنا
ناقشت صحف ومواقع عربية تغير موقف حركات “الإسلام السياسي” من التطبيع مع إسرائيل على ضوء استئناف العلاقات المغربية-الإسرائيلية.
وفيما رأى كتاب أن “ورقة التوت سقطت” عن تيارات “الإسلام السياسي”، رأى آخرون أن هذا التطور سيحدث انقساماً داخل هذا الاتجاه ويضعف قوته.
“سقوط في امتحان التطبيع”
يرى عمر علاء في “المصري اليوم” أن التيارات الدينية حصلت على “صفر في امتحان التطبيع”.
ويقول: “ضربت موجة التطبيع الراهنة مع دولة الاحتلال ثوابت عديدة في الوعي العربي، من أهمها مدى مصداقية تيار الإسلام السياسي في مزاعمه بالدفاع عن قضية فلسطين، فيما ترك تطبيع المملكة المغربية مع إسرائيل الشهر الجاري، حالة من الجدل وسط التيارات الدينية، خاصة أن الحكومة المغربية يترأسها حزب العدالة والتنمية ذي التوجه الإسلامي”.
ويذهب أحمد القطامين في “رأي اليوم” اللندنية إلى أنه “لعل الفضيلة الوحيدة المتبقية لتيارات الإسلام السياسي كانت موقفه الصارم والمبدئي من عمليات التطبيع مع الكيان الصهيوني التي تمثلت برفضه القاطع على مدى قرن من الزمان الاعتراف بعدو الأمة التاريخي”.
“هل تنهار المرجعية الإسلامية؟”
ويتساءل حسان زهار في موقع “عربي 21”: “هل يمكن أن تنهار المرجعية الإسلامية الصلبة فيما يتعلق بالتطبيع مع دولة الكيان الغاصب، عبر ادعاءات جديدة ترفع اليوم يافطة ‘الاجتهادات المقاصدية‛ أو ‘التجديد الإسلامي‛ … دون أن يحدث ذلك صدمة في أوساط الأمة التي وثقت لعقود طويلة في خطابات بعض هؤلاء ممن كانوا يرددون أن التطبيع جريمة أخلاقية”.
ويقول: “الحقيقة أن صدمة التطبيع في المغرب، تجاوزت أسوار الدولة العميقة، إلى أحد أكبر الأحزاب الإسلامية في هذا البلد وهو حزب العدالة والتنمية … ذلك أن صورة رئيس الحزب ورئيس الحكومة سعد الدين العثماني وحدها، وهو يقف إلى جانب كوشنر وبن شبات للتوقيع على وثيقة الاتفاق المشترك، كفيلة بأن تعيد النظر في مضامين الحرية والعدالة والشورى وفي مركزية القضية الفلسطينية في الخطاب الإسلامي برمته”.
“التطبيع بنكهة إسلامية”
وتقول “المجد” الأردنية إن القناع سقط عن الوجه الحقيقي للإسلاميين.
وتشير إلى أنه “حين تقلد الإخوان المسلمون الحكم في مصر عام 2012توهم الكثيرون أنهم ذاهبون إلى التنصل التدريجي من معاهدة كامب ديفد، ولكنهم فعلوا العكس على طول الخط، حتى أن الرئيس الراحل محمد مرسي لم يتورع عن مخاطبة شمعون بيريز، رئيس الكيان الاسرائيلي، بعبارة ‘صديقك الوفي/ محمد مرسي‛”.
وتتابع: “قبل أن يتقلد سعد الدين العثماني منصب رئاسة الحكومة المغربية، كانت أغلب خطاباته ومقالاته تتحدث عن القضية الفلسطينية وضرورة بل واجب الدفاع عنها بشتى الطرق … لكن عند أول اختبار حقيقي له، سقط فيه وبانت خيبته التي ستلاحقه طوال حياته وبعد مماته أيضاً.. لقد سقط سعد الدين العثماني رئيس الحكومة المغربية والأمين العام لحزب العدالة والتنمية الإسلامي في حلبة التطبيع طواعية وقد كان له أن يستقيل من منصبه بدلاً من أن يضرب بالمبادئ الثابتة للإسلاميين عرض الحائط”.
ويتحدث ضياء طارق في موقع “إضاءات” عن “التطبيع بنكهة إسلامية”.
ويقول: “تصدُّر سعد الدين العثماني تحديداً مشهد التطبيع ضاعف من آثار هذه الصدمة لا سيما بين صفوف الحزب ومحبيه داخل المغرب، وصولًا إلى جمهور التيار الإسلامي في الوطن العربي بأكمله”.
ويشير الكاتب إلى تبرير الحزب بإقدامه على التطبيع “طاعةً للملك”.
ويعلق: “التطبيع بالإكراه الذي أقدم عليه العثماني فتح المجال أمام الخلافات الداخلية ومنح عبد الإله بن كيران فرصة للعودة إلى المشهد مجدداً، حيث يراه البعض داخل الحزب أقوى من العثماني، ولديه القدرة على التعامل بندية أكبر مع المؤسسة الملكية، وعلى الرغم من بيانه الذي دافع فيه عن موقف العثماني داعياً أنصار الحزب لتفهمه، فإنه طالبهم باستيضاح الأمر خلال الدورة الاستثنائية للمجلس الوطني للحزب التي تعقد في 27 ديسمبر/كانون ثاني 2020 والتي ربما تكون بداية لعودة تيار بن كيران قبل انتخابات العام القادم”.
ويتفق معه عمر عياصرة في “السبيل” الأردنية، ويقول: “لا يمكن بحال من الأحوال قبول منطق إكراهات الواقع كخارطة طريق تبرر إقدام حزب العدالة والتنمية المغربي الحاكم على خطوة التطبيع مع إسرائيل”.
ويتابع: “هذا السلوك يُدخِل الإسلام السياسي في أزمة خطاب حقيقية؛ فلا تبرير للانقلاب على المبادئ الثابتة، ولا طريقة لتفهم رجوع حزب مؤدلج عن واحدة من أهم مواقفه”.