رؤى

أحزاب المعارضة الإسرائيلية تتوصل إلى اتفاق للإطاحة بنتنياهو

عرض وترجمة: أحمد بركات
قال إئتلاف متنوع من الأحزاب المعارضة الإسرائيلية، الأحد، إن لديه أصواتا لتشكيل حكومة وحدة للإطاحة برئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، القائد الإسرائيلي والرمز السياسي الأطول عمرا في شغر هذا المنصب منذ أكثر من عقد من الزمان.

وبموجب هذا الاتفاق، الذي تم التوصل إليه بعد أسابيع من المفاوضات التي قادها زعيم المعارضة الوسطي يائير لابيد، سيقود الحليف ووزير الدفاع السابق في حكومة نتنياهو، نفتالي بينيت، حكومة تشاركية. وسيشغل بينيت، البالغ من العمر 49 عاما، منصب رئيس وزراء إسرائيل القادم، وفقا لبنود الاتفاق الذي نشرته وسائل الإعلام الإسرائيلية ليخلفه في هذا المنصب في تاريخ لاحق يائير لابيد، 57 عاما.

ووصف نتنياهو هذه الخطة بأنها “خدعة القرن”، مضيفا على حسابه على “تويتر: “لن يصوت شخص واحد في إسرائيل لنفتالي بينيت إذا علموا ما سيفعله”.

وأبلغ لابيد الرئيس الإسرائيلي رؤوفين ريفلين، الإثنين، بقدرته على تشكيل حكومة بدعم من بينيت، وسيكون أمامه أسبوع لإنهاء اتفاقات التحالف. وفي نهاية هذا الأسبوع سيتم طرح الحكومة على الكنيست للتصويت عليها بالثقة.

رؤوفين ريفلين
رؤوفين ريفلين

وسعى نتنياهو، 71 عاما، بقوة للتمسك بالسلطة بعد أربع انتخابات غير حاسمة في العامين الماضيين، في الوقت الذي يواجه فيه تهما بالفساد. ويعتبر بينيت أحد الموالين السابقين الذين انضموا إلى ما يسمى بـ “ائتلاف التغيير”، وهو عبارة عن ائتلاف من أحزاب تتمدد عبر ألوان الطيف السياسي لكنها ـ برغم هذا التنوع ـ تتشارك الرغبة في وضع نهاية لولاية نتنياهو المستمرة منذ 12 عاما.

ويقول مراقبون سياسيون إن نتنياهو سيقضي على الأرجح الأسبوع المقبل في الضغط على أعضاء الكنيست من حزب يمينا ومن سائر الأحزاب اليمينية في الائتلاف على أمل تقليص أغلبيته البرلمانية والوصول إلى انتخابات خامسة.

يأتي هذا الإعلان، الأحد، في أعقاب الصراع الذي استمر على مدى 11 يوما بين إسرائيل وحماس في قطاع غزة في هذا الشهر، والذي اعتقد يعض المحللين أنه سيسهم في حلحلة الحصار السياسي المفروض على نتنياهو.

ومع انطلاق القتال قال بينيت، الحليف السابق لنتنياهو الذي كان على وشك الانضمام إلى حكومة وحدة مع لابيد، إن العمليات العسكرية التي قتلت أكثر من 250 فلسطينيا في غزة و12 إسرائيليا، أنهت اهتمامه بالانضمام إلى الائتلاف المضاد لنتنياهو، الذي يحظى بدعم أحزاب يسارية وعربية.

ولكن بعد تفعيل وقف إطلاق النار، الذي تم التوصل إليه بوساطة مصرية، في 21 مايو، ارتفعت مرة أخرى نبرة الانتقادات ضد نتنياهو. وقال 47% من الإسرائيليين إنهم يعارضون وقف إطلاق النار، فيما أعرب 67% عن توقعهم جولة أخرى من القتال ضد حماس في غضون السنوات الثلاث القادمة، وفقا لاستطلاعات رأي نشرتها القناة 12 الإسرائيلية الأسبوع الماضي.

وقال منافسو نتنياهو إن العمليات العسكرية افتقرت إلى استراتيجية متماسكة وطويلة الأمد، وإن فشل نتنياهو في منع صواريخ حماس من الوصول بكثافة إلى إسرائيل أو تأمين رفات الجنود الإسرائيليين كانوا جميعا دليلا دامغا على ضرورة مغادرته منصبه.

وغرد جدعون سار، وهو حليف سابق آخر لنتنياهو، ومنضم حاليا إلى “ائتلاف التغيير”: “بأفضل جهاز استخبارات وقوات جوية في العالم، لم يتمكن نتنياهو من أن ينتزع من حماس سوى “وقف إطلاق نار غير مشروط”. إنه أمر مخز”.

ويتضاعف غضب نتنياهو مع تقدم المفاوضات للإطاحة به. وقال رئيس الوزراء الإسرائيلي في مقطع فيديو نُشر على “تويتر”: “ما الذي تغير منذ [اندلاع القتال]؟ مرت أيام قليلة؟ هل تغير شيء ما؟ بالطبع لا.

وأضاف: “خرجنا لتونا من حرب، من عملية عسكرية، وكان واضح في وسط المعركة أنه من المستحيل أن نخوض قتالا مع حماس من خلال حكومة يسارية”.

وحث نتنياهو حليفه القديم ومنافسه الحالي، بينيت، على الانضمام لكتلته من الأحزاب الصهيونية المتدينة والأرثوذوكسية المتشددة لتشكيل حكومة يمينية، وقال: “لم يفت الآوان بعد”. وفي يوم الأحد، عرض نتنياهو اتفاق تناوب ثلاثي أخير على كل من سار وبينيت، وهو ما رفضه سار على الفور.

ويعتمد ائتلاف التغيير على دعم اليمين والوسط واليسار الإسرائيلي، وبشكل غير مباشر، على حزب راعم العربي الإسلامي.

ويأتي الاتفاق بعد عامين ونصف من الجمود السياسي ترأس خلالها نتنياهو حكومة تسيير أعمال انتقلت من أزمة كوفيد إلى الصراع في غزة، ولم تقم بأي تعيينات وزارية، أو تمرير ميزانيات، وتركت قطاعات الصحة والتعليم وغيرهما من القطاعات المؤسسية الأخرى في حالة من النسيان لفترات طويلة.

وتولى لابيد، الذي فاز بثاني أكبر عدد من المقاعد في الجولة الأخيرة من الانتخابات في مارس، ولاية مدتها 28 يوما لتشكيل حكومة في 5 مايو. ومن المرجح أن يواجه الأعضاء اليمينيون في ائتلاف التغيير في الأسبوع المقبل ضغوطا للتخلي عن تشكيل الحكومة الائتلافية من قبل أنصار نتنياهو الذين أعربوا عن عدم ارتياحهم لحكومة سيضطلع فيها لابيد الوسطي بدور قيادي بارز.

وبعد أن نشرت وسائل الإعلام الإسرائيلية، السبت، أن بينيت كان يستعد لتوقيع اتفاق ائتلافي مع لابيد، بدأت مجموعات يمينية في الترويج لصورة لبينيت يرتدي فيها “الكوفية الفلسطينية”، ومكتوب عليها “كاذب”.

وكانت صورة مشابهة نشرت لرئيس الوزراء إسحاق رابين قبل أشهر من اغتياله في عام 1995 من قبل متطرف يهودي اعتبر مبادرته للسلام الإسرائيلي الفلسطيني “خيانة”.

ووفقا لوسائل الإعلام الإسرائيلية تحقق الشرطة الإسرائيلية في تهديدات تلقاها بينيت عبر الإنترنت، كما وفرت له حماية إضافية.

لقد جلبت الأعوام الاثنى عشر التي قضاها نتنياهو في السلطة مزيدا من الانقسامات في جسد المجتمع الإسرائيلي المنقسم بالفعل. وقالت جايل تلشير، عالمة السياسة في الجامعة العبرية في القدس، إنها تتوقع أن يواصل نتنياهو “إثارة الاضطرابات في المشهد السياسي الإسرائيلي”.

وأضافت: “نتنياهو هو بطل التحريض، ومجرد خروجه من السلطة لا يعني عودتنا إلى الأوضاع الطبيعية لأنه سيسعر لهذه الحكومة نيران الجحيم”.

 ـــــــــــــــــــــــــــــــــ

*هذه المادة مترجمة. يمكن مطالعة النص الأصلي باللغة الإنجليزية من هنا

أحمد بركات

باحث و مترجم مصرى

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى

أنت تستخدم إضافة Adblock

برجاء دعمنا عن طريق تعطيل إضافة Adblock