رؤى

دراما رمضان: الاختيار 2 والقاهرة –كابول  فرسا الرهان .. تراجع حظوظ السقا وكرارة والفخراني.. وشريهان تخطف الأضواء

مع قرب انتهاء الأسبوع الأول من شهر رمضان المبارك ، أثار الاهتمام الكبير واللافت الذي حظي به اعلان النجمة المعتزلة شريهان لإحدى شركات المحمول  في الشارع المصري ولدى أغلبية المصريين على وسائل التواصل الاجتماعي أثار علامات استفهام كبيرة بشأن تعاطي  جمهور الشاشة الصغيرة في مصر مع المواد التي تقدم له في التليفزيون خلال الشهر الكريم وخاصة الدراما التليفزيونية .. عودة شريهان ولو من خلال اعلان تليفزيوني من الطبيعي أن تحصد اهتماما لافتا  باعتبارها نجمة  جميلة ومبهرة  حققت نجومية كبيرة ثم تعرضت لحادث كبير ولمرض خطير أبعداها تماما عن الأضواء  لسنوات طويلة  لكن ليس الى درجة  كل هذا الاهتمام الكبير الذي يمكن معه ان نقول أن شريهان   أكلت الجو تماما  من كل نجوم الدراما ومن  كل الأعمال الدرامية الرمضانية في أيام عرضها الأول  على الرغم من أنها ابتعدت تماما عن الأضواء عقب اصابتها بمرض خطير هو سرطان الغدد اللعابية منذ  حوالي عشرين عامام وبالتحديد عام 2002  وقبلها كانت قد تعرضت لحادث غامض على طريق مصر اسكندرية عام 1989 اصيبت على أثره بكسور في العمود الفقري والحوض لكنها تغلبت على اصاباتها الخطيرة بعد سلسلة من العمليات الجراحية الصعبة في فرنسا عادت بعدها للفن وقدمت اعمالا كثيرة قبل ان تصاب بالمرض اللعين.. شريهان بدت في الاعلان متألقة وجميلة كما كانت  واستنتج الكثيرون على وسائل التواصل الاجتماعي التي باتت تقود الرأى العام في مصر بقوة  أن  النجمة الجميلة التي تجاوزت السادسة والخمسين من عمرها تحكي من خلال هذا الاعلان قصة حياتها من الانكسار الى الانتصار ومن الألم الى الامل ومن الاحداث المأساوية الى بر الامان ورحابة الحياة.

 سقطات ” نسل الاغراب “

وعلى وسائل التواصل أيضا  تناول المصريون بكثير من الانتقادات بعض الأعمال الدرامية ذات الامكانيات الانتاجية الكبيرة والنجوم السوبر ستار .. وهى انتقادات تتفق في كثير من جوانبها مع ملاحظات فنية أبداها بعض النقاد الفنيين .. وقد تعرض مسلسل نسل الأغراب  الذي ألفه وأخرجه  محمد سامي وقام ببطولته أحمد السقا وامير كرارة لعاصفة من الانتقادات على مستوى اللهجة الصعيدية التى افتقدت طابع لهجة أهل الصعيد في واقع  حياتهم ومعيشتهم  وكذلك ظهور شخصية عساف او احمد السقا عاري الرأس ذلك انه لا يوجد في واقع الأمر صعيدي لم يتلق تعليما  يظهر عاري الرأس هكذا، ونفس الأمر بالنسبة لامير كرارة ، في ظهوره باللحية  فمنذ  سنوات طويلة استغنى الكثيرون من الصعايدة عن اطلاق لحاهم بعد ان ارتبطت اللحية بالتنظيمات الجهادية وأصبح من يطلقون لحاهم  مع تقصيرها قدر الامكان هم من ينتمون للصوفية  . وحتى اسمي البطلين “عساف- السقا” و”غفران –كرارة ”  هما غريبان تماما على أهل الصعيد . أما أكثر ما اثار انتقادات المشاهدين والنقاد فهو  هذا المنظر الغريب الذي ظهر به كل من احمد داش واحمد مالك  بشكل أبعد ما يكون عن شخصية الصعيدي ونشر عدد من رواد مواقع التواصل الاجتماعي صورة تجمع الاثنين معلقين تحتها ب ” الصعايدة الكيوت ” ..ويبدو أن الجميع سيخرج خاسرا من مسلسل ” نسل الأغراب ” سواء  محمد سامي مخرج العمل ومؤلفه أو بطليه السقا وكرارة  ومعهم فردوس عبد الحميد ومي عمر واحمد داش واحمد مالك

 ومن الواضح أن الرهان على الدراما الصعيدية صار هاجسا لدى كثير من أهل الدراما فلدينا أيضا مسلسل كبير  يتناول الصعيد هو مسلسل موسى لمحمد رمضان  ولكنه يدور في  فترة الحرب العالمية الثانية  وأداء اللهجة الصعيدية فيه كان أكثر اتقانا من لهجة نسل الأغراب  ويبدو  ان محمد رمضان سيخسر أيضا فردود الفعل على المسلسل  ليست بنفس الزخم والصخب اللذين صاحبا مسلسل  البرنس  في رمضان الماضي.

فرسا الرهان

لكن الوضع  يختلف  تماما بالنسبة لمسلسل الاختيار 2 لكريم عبد العزيز واحمد مكي ولنفس مخرج الاختيار في العام الماضي بيتر ميمي..إذ حقق المسلسل منذ ايامه الاولى اشادات منذ البداية وهو يتناول قضية وطنية وبطولة رجال الظل الذين يدافعون عن الوطن    فكريم عبد العزيز له حضور خاص دائما  وهو ممثل يستطيع توظيف امكانياته جيدا اما احمد مكي فاعتبر الكثيرون أداءه المبهر مفاجأة فقد تعود مكي على الإجادة في الادوار الكوميدية   التي حصره المخرجون فيها .. وهو في الاختيار 2 ينسلخ من الكوميديا ليقدم نفسه  كممثل كبير يجيد كل الادوار  ..  الاختيار 2 ونسل الاغراب  هما بطولتان جماعيتان فكرارة ومكي لديهما مساحة وتاثير في الأحداث يجعلهما مشاركيْن في البطولة مع السقا وكريم .. وهو ما ينطبق أيضا على مصطفى شعبان وعمرو سعد في مسلسل “ملوك الجدعنة ” فالبطولة جماعية ومشتركة بينهما..  ولكن ملوك الجدعنة ومعه بعض الاعمال الاخرى  مثل النمر بدأت تتعرض لهجوم كبير بسبب كم  البلطجة  التي تقدمها هذه المسلسلات

 ومن ضمن المسلسلات التي  لفتت الأنظار بقوة في أوائل ايام عرضها الرمضاني مسلسل القاهرة -كابول لطارق لطفي وخالد الصاوي  وفتحي عبد الوهاب واحمد رزق والذي يتناول التنظيمات المتطرفة وخطرها على مصر والعالم  العربي من خلال شخسية رمزي  ” طارق لطفي” الذي كان  يهوى الكتابة والشعر  حتى انساق للتطرف واصبح قياديا متطرفا  جمعته في طفولته وصباه صداقة بضابط امن دولة  “خالد الصاوي ” سرعان ما تصبح عداء شديدا  ويشاركهما  صداقة الطفولة والصبا فتحي عبد الوهاب في شخصية الصحفي والاعلامي واحمد رزق الذي  مات في الحلقة الثالثة برصاصة خطأ من خالد الصاوي .. ومن المتوقع ان يكون القاهرة كابول هو  والاختيار فرسا الرهان والأفضل في دراما رمضان هذا العام.

 تنويعات

وبالنسبة للعناصر النسائية فقد نالت منى زكي بطلة مسلسل لعبة نيوتن اشادات مهمة بتمثيلها بسلاسة وبساطة واعلن الكثيرون من النقاد والمشاهدين على وسائل التواصل الاجتماعي أن منى تؤدي دورها بتمكن واضح وبأداء تمثيلي على درجة عالية من النضج .. فيما تحقق دينا الشربيني حضورا متوهجا بدور كاميليا في مسلسل قصر النيل وهو المسلسل الذي يلقى حتى الآن  ردود فعل داعمة ومؤكدة على نجاحه  بأحداثه المشوقة وإيقاعه السريع .. ”  .. أما بالنسبة ليسرا في حرب اهلية   فربما لن تحقق النجمة الكبيرة ما حققته في مسلسلها الرمضاني الماضي  ” خيانة عهد” و هو ما ينسحب على نيللي كريم في ضد الكسر  فمن المتوقع الا تحقق ذلك النجاح الباهر الذي حققته في  مسلسل ” 100 وش ”  في رمضان الماضي  وإن كانت لم  تتضح بعد نسب نجاحها أو فشلهما في الاختبار الدرامي الرمضاني وهو ما ينطبق على  بطلات وأبطال آخرين مثل يحيي الفخراني في نجيب زاهي شركس  الذي لا يخرج فيه الفخراني عن شخصيته النمطية وبالتالي فليس متوقعا ان يحقق نجاحاته القديمة  و أحمد عز في هجمة مرتدة وويوسف الشريف في كوفيد 25 وهاني سلامة في بين السما والارض ومحمد امام في النمر وامينة خليل في عائلة زيزي وروجينا في بنت السلطان  وربما يفلت من فخ التراجع  مسلسل المداح” لنجم الغناء حمادة هلال الذي أثبت قدرات جيدة في عالم التمثيل ويبدو أنه وباقي ابطال العمل أحمد بدير وجمال عبد الناصر  سيحققون نجاحا مقبولا مع نهاية الشهر الكريم .

 وقد شهدت الدراما الرمضانية هذا العام مشاركة نجمين كبيرين رحلا عن عالمنا مؤخرا هما   يوسف شعبان في ملوك الجدعنة وهادي الجيار في الاختيار 2 .. ولا زال السباق مستمرا مع الوضع في الاعتبار أن الدراما الرمضانية لم تبح بعد بكامل اسرارها فلا زلنا في بداية الشهر الكريم

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى

أنت تستخدم إضافة Adblock

برجاء دعمنا عن طريق تعطيل إضافة Adblock