عرض وترجمة: أحمد بركات
بعثت مجموعة من اليهود العاملين في “جوجل” برسالة إلى شركتهم يطالبونها فيها بـ “عمل المزيد لدعم الفلسطينيين” في الوقت الذي كانت تصعد فيه إسرائيل غاراتها الجوية على غزة، ما أسفر عن استشهاد أكثر من 200 فلسطيني وإصابة أكثر من 1400.
ودعت المجموعة، التي تحمل اسم “الشتات اليهودي في التكنولوجيا”، شركة “جوجل” لـ “دعم وتمويل جهود الإغاثة التي يقودها الفلسطينيون المتضررون من العنف العسكري بقدر دعمها للجهود الإنسانية الإسرائيلية”.
وعن الأسباب التي دفعت بهم إلى “التحدث الآن” قالت المجموعة: “تعد “جوجل” أكبر محرك بحث في العالم، ومن ثم فإن أي قمع لحرية التعبير يحدث داخل الشركة يمثلا خطرا ليس فقط على العاملين بها، وإنما على الجميع في جميع أنحاء العالم”.
وأضافت أن دور “جوجل” في دعم وتعزيز صورة إسرائيل باعتبار دورها المهم في توزيع رأس المال التكنولوجي يمكن تفسيره على أنه “دعم ضمني للنزعة العسكرية الإسرائيلية وإلهاء عن الانتهاكات الإسرائيلية لحقوق الإنسان”. وأكدت أن هذا التقسير “لا يمكن أن يغيره سوى إجراء عملي تقوم به شركة “جوجل””.
وكتب الموظفون اليهود في رسالتهم التي تم نشر نسخة منها: “إننا نطالب القيادات في شركة “جوجل” بإصدار بيان على مستوى الشركة تعترف فيه بالعنف الذي يحدث على الأرض، والإقرار مباشرة بالضرر الذي وقع للشعب الفلسطيني من قبل الآلة العسكرية الإسرائيلية وعنف العصابات”.
وكتب الموظفون اليهود أن تجاهل الهجمات المميتة التي واجهها الفلسطينيون يمثل “تجاهلا لزملاء العمل الفلسطينيين في الشركة”.
ودعت الرسالة التي تم توجيهها إلى سوندار بيتشاي، الرئيس التنفيذي لشركة “جوجل”، والفريق التنفيذي بالشركة، الشركة العملاقة في مجال التكنولوجيا بـ “عدم الخلط بين إسرائيل واليهود”. وورد في الرسالة التي وقع عليها 250 موظفا بالشركة أن “معاداة الصهيونية لا تعني معاداة السامية”.
وأوضحوا أن هذا الخلط بين معادة الصهيونية ومعاداة السامية ليس سوى “تكتيك سياسي لقمع أي انتقاد لإسرائيل”، ولإلحاق الضرر بأي شخص يمارس هذا الانتقاد من خلال “تعزيز مجاز الولاء المزدوج المعادي للسامية، والقضاء على اليهود المعادين للصهيونية”.
كما أكدوا في رسالتهم أن “محو هذا التمييز بين معاداة السامية وانتقاد دولة إسرائيل لا يخدم سوى مصالح الجهات الشريرة في الطرفين”.
وبالنسبة لمؤيدي الاحتلال فإن هذا المزج المتعمد بين معاداة السامية ومعاداة الصهيونية من شأنه أن “يسهل أي انتقاد لإسرائيل باتهامه بمعاداة السامية”، كما أنه يسهل أيضا لأعداء السامية الحقيقيين “التخلص من مخاوفهم بشأن معاداتهم الحقيقية للسامية”، والتي، بحسب الرسالة “تتصاعد في جميع أنحاء أوربا والولايات المتحدة”.
وأضافوا أن “هذا الخلط يضر بمساعي تحقيق العدالة للفلسطينيين واليهود على حد سواء، وذلك من خلال الحد من حرية التعبير وصرف الانتباه عن الأعمال الحقيقية المعادية للسامية”.
وأشار كاتبو الرسالة إلى أنه في السياق الأمريكي تمثل فكرة تصدر إسرائيل قائمة أولويات اليهود الأمريكيين “أكذوبة كبرى”، وكذلك الحال بالنسبة لفكرة دعم أغلبية اليهود للحكومة الإسرائيلية”.
ودعا الموقعون على الرسالة قيادات الشركة إلى مراجعة العقود التجارية وتبرعات الشركة الأم “ألفابيت” للمعاهد والمؤسسات التي تدعم الانتهاكات الإسرائيلية لحقوق الفلسطينيين.
وقال أعضاء المجموعة إنهم قرروا كتابة الرسالة “بعد فشل الفريق التنفيذي في إصدار بيان يدين العنف ضد الفلسطينيين”، وذكروا أن بعض أعضاء هذا الفريق “كانوا يروجون لفرص تمويل مؤيدة لإسرائيل”.
وبحسب المجموعة، دفع أفراد داخل شركة جوجل بقيادة الشركة إلى “دعم دولة إسرائيل ذات السيادة” بشكل لا لبس فيه، والاستجابة لتصاعد العنف “من منظور أحادي مؤيد لإسرائيل”.
وتتألف هذه المجموعة من اليهود المعادين للقومية داخل شركة جوجل، وتشكلت ردا على ما أسموه “العاطفة الموالية للصهيونية داخل “Jewglers”، وهي مجموعة الموظفين اليهودية الرسمية داخل “جوجل” (ERG).
وقالت مجموعة “الشتات اليهودي في التكنولوجيا” في رسالتها: “نحن نتفق على أن الرد الصادر عن قيادة “جوجل” ضروري، لكننا نعتقد أن أي رد يعترف بالعنف ضد الإسرائليين، ويفشل في الاعتراف بالشيء نفسه ضد الفلسطينيين أسوأ من عدم الرد على الإطلاق”.
وحثت المجموعة “جوجل”على الاعتراف بأن الفلسطينيين تضرروا بشدة من عسكرة الصراع في المنطقة، وحثت الإدارة العليا على “الاستجابة للطلبات التي تقدم بها الموظفون الفلسطينيون في “جوجل””.
وقال مدير تسويق المنتجات في المجموعة لموقع “فيرج”: “لقد اضطررنا إلى تشكيل مساحتنا الخاصة بسبب أننا لم يُسمح لنا حرفيا بالتعبير عن آرائنا داخل “مجموعة الموظفين اليهودية الرسمية داخل “جوجل” (ERG)”.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــ
*هذه المادة مترجمة. يمكن مطالعة النص الأصلي باللغة الإنجليزية من هنا