عرض وترجمة: أحمد بركات
يرى ناشطو حركة “حياة السود مهمة” الأمريكية المناهضة للعنصرية أن إيمانهم بالقضية الفلسطينية، وبكفاح الشعب الفلسطيني من أجل الحرية أمر طبيعي، حيث يتعرض الفلسطينيون إلى وحشية الشرطة الإسرائيلية، تماما مثلما يسيء الضباط الأمريكيون معاملة السود والمحتجين العزل في الولايات المتحدة.
ويطرح جيل جديد من أعضاء “بلاك هاوس” الليبراليين هذه القضية في الكابيتول هيل. على سبيل المثال، ألقى النائب الديمقراطي كوري بوش، المنظم السابق في حركة “حياة السود مهمة”، والذي ذاع صيته في الاحتجاجات على إطلاق النار من قبل الشرطة الأمريكية على شاب أسود أعزل في فيرغسون، ما أودى بحياته، خطابا في مجلس النواب يربط فيه بين هذه التجربة والمحنة التي يعيشها الفلسطينيون.
وقال بوش في تصريح لصحيفة “واشنطن بوست”: “عندما نخرج في مسيرات دفاعا عن حياة السود، فإننا لا نقول فقط أن السود في هذا البلد يجب أن يحيوا حياة كريمة وسعيدة، وإنما نقول إن حكومتنا تمول تصرفا وحشيا وعسكريا يهدد صميم وجودنا، من فيرغسون إلى فلسطين”.
وأضاف بوش، الذي رفض إجراء مقابلة معه، أن الفلسطينيين تحملوا “الاحتلال العسكري، والعنف الشرطي، والفصل العنصري”، وهي عبارات يرفضها كثير من الديمقراطيين الآخرين.
وأكد النائب جمال بومان – وهو النائب الديمقراطي الحالي عن نيويورك، الذي أطاح بالسياسي الديمقراطي السابق، إليوت إنجيل، الذي مثل الولاية في مجلس النواب لفترة طويلة، وكان مدافعا صلدا عن إسرائيل ـ أيضا أن ”محنة الفلسطينيين ترتبط ارتباطا وثيقا بمحنة الأمريكيين السود”.
وأضاف بومان في تصريح له: “كرجل أسود ينتمي إلى هذه البلاد، أتفهم على المستوى الشخصي ما يعنيه أن تعيش في مجتمع مصمَم لتأبيد العنف ضد أناس يشبهونني”.
وأضح أن “خبرتي عن الظلم الممنهج، بما في ذلك تعرضي للضرب على يد قوات الشرطة وأنا ابن أحد عشر عاما، يسهم بقوة في تكوين رأيي فيما يحدث الآن على الأرض بين الإسرائيليين والفلسطينيين”.
وفي خضم الأعمال العدوانية الإسرائيلية الأخيرة ضد الفلسطينيين، تحول بعض الديمقراطيين الوسطيين عن دعمهم السابق والثابت لإسرائيل، وطالبوا بوقف إطلاق النار بدلا من تسليمهم المعتاد من قبل بالتأكيدات الإسرائيلية بأن الهجوم على غزة ليس سوى عمل من أعمال الدفاع عن النفس.
ويشير بعض الديمقراطيين إلى زعيم الأغلبية في مجلس الشيوخ، السيناتور تشارلز شومر (الديمقراطي عن نيويورك)، كنموذج للتوجهات الحالية في الحزب. فباعتباره أحد صقور إسرائيل منذ فترة طويلة، لم يسهب شومر في الحديث عن الصراع الإسرائيلي الفلسطيني الأخير، لكنه أعرب عن تأييده لتصريحات زملائه الذين حثوا على وقف إطلاق النار حتى قبل أن يعلن بايدن تأييده للموقف ذاته.
ويستعد شومر لإعادة انتخابه في ولاية يؤيد كثير من سكانها إسرائيل، لكن الليبراليين الأصغر سنا، مثل بومان والنائبة ألكساندريا أوكاسيو كورتيز (الديمقراطية عن نيويورك) يكتسبون مزيدا من التأثير في القواعد الشعبية، حتى أن بعض الجمهوريين قال إن شومر “استسلم لخصوم إسرائيل لتفادي التحدي في المعركة الانتخابية، وهو ما رفض متحدث باسم شومر التعليق عليه.
والآن، وبعد إعلان وقف إطلاق النار، أصبح من غير الواضح ما إذا كان بإمكان نشطاء “حياة السود مهمة” وحلفائهم الالتفاف حول مجموعة من المطالب التي يمكن أن تعيد توجيه دفة الجدل الأميركي بشأن الشرق الأوسط في قادم الشهور.
ويدعم بعض منتقدي إسرائيل حركة “المقاطعة وسحب الاستثمارات وفرض العقوبات” (BDS)، على سبيل المثال، بينما يعارض آخرون ذلك على خط مستقيم. وفي حين يميل البعض إلى فرض شروط على إسرائيل في مقابل المساعدات الأمريكية، فإن الاتفاق حول ماهية هذه الشروط لا يزال صعب المنال.
ولا يزال هناك تساؤلات حول ما إذا كان الديمقراطيون البارزون سينأون بأنفسهم عن نشطاء “حياة السود مهمة” إذا استمر هؤلاء في الإدلاء بتصريحات مباشرة وفجة حول الشرق الأوسط.
فبعدما غردت حركة “حياة السود مهمة” على حسابها على “تويتر” بشأن دعمها للفلسطينيين، أجابتها حركة حركة “المقاطعة وسحب الاستثمارات وفرض العقوبات”: “شكرا على تضامنكم. من فيرغسون إلى فلسطين، نناضل جميعا تحت راية واحدة ضد العنصرية وتفوق البيض، ومن أجل عالم أكثر عدلا”.
https://www.youtube.com/watch?v=HiXo_GfO-SI
ولكن، حتى بعض المدافعين الأكثر قوة عن اتخاذ موقف أكثر صرامة ضد إسرائيل، مثل السيناتور المستقل بيرني ساندرز، لا يؤيدون مقاطعة الحليف الأمريكي.
وفي الوقت الذي يكتسب فيه هذا التحالف المدافع عن حرية الإنسان في جميع أرجاء العالم في الوقت الراهن مزيدا من الاهتمام، تمكن النشطاء السود من بناء روابط وجسور مع القادة الفلسطينيين، واصفين إياهم بأنهم “النواب الزملاء عن مجموعة مضطهدة”.
وفي عام 2015، انضم ستة أعضاء من “حياة السود مهمة” إلى نشطاء آخرين في رحلة لمدة عشرة أيام إلى الأراضي الفسطينية وإسرائيل على أمل إقامة روابط مع نشطاء في الجانب الآخر من العالم.
وبالفعل التقى هؤلاء بأعضاء في منظمة التحرير الفلسطينية، كما التقوا بشاعر شاب أجبرت أسرته على تسليم نصف منزلها لمستوطنين يهود، وقاموا بزيارة موقع مذبحة الحرم الإبراهيمي. ولدى عودتهم، أصدرت الحركة بيانا أعلنت فيه تضامنها مع الفلسطينيين.
وقال أحد الأعضاء: “يجب أن نوحد نضالنا من أجل الحرية”. وأضاف: “لا يمكن أن تقبع في خطوط المواجهة للنضال من أجل حرية مجموعة ما، ثم تلتزم الصمت حيال نضال الآخرين من أجل حرياتهم”.
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
سيان سوليفان: كاتب متخصص في السياسات الداخلية في صحيفة “واشنطن بوست”
كليف ووتسون: كاتب متخصص في السياسات الداخلية في صحيفة”واشنطن بوست”
ــــــــــــــــــــــــــــــــــ
هذه المادة مترجمة. يمكن مطالعة النص الأصلي باللغة الإنجليزية من هنا