رياضة

موسيماني.. رجل المباريات الكبيرة

تأهل النادي الاهلي الي نهائي دوري أبطال افريقيا للعام الثاني علي التوالي تحت قيادة بيتسو موسيماني. دخل الجنوب افريقي قلوب جميع الأهلاوية باستعادته اللقب الغائب منذ ٧ سنوات بعد الفوز في نسخة العام الماضي ب “قاضية” قفشة. ولكن مع بعض الاهتزاز في المستوي هذا الموسم قالت بعض الأصوات الاهلاوية انه كان محظوظا فحسب  اذ استلم الفريق الموسم الماضي وهو في الاصل متأهل الي الدور قبل النهائي للبطولة بعد رحيل السويسري فايلر، اذن فهو لم يجلب بطولة افريقيا من البداية.

احتفال لاعبي الأهلي
احتفال لاعبي الأهلي

 قاهر الكبار

وحتي اذا سايرنا هذه الفرضية فان الرد عليها ياتي عندما نرصد   كيف لعب وماذا حقق موسيماني مع الاهلي في نسخة هذا العام من دوري ابطال افريقيا وهو علي راس القيادة الفنية فمنذ بدء المسابقة.

اجتاز الاهلي الادوار التمهيدية بشكل  ناجح ومحسوب  وبدأ بفوز عريض في القاهرة علي الشقيق المريخ السوداني بثلاثية نظيفة في رسالة واضحة لجميع المنافسين ان البطل يريد ان يحافظ علي لقبه. لتبدأ بعد ذلك سلسلة من النتائج السلبية واهتزاز لمستوي الفريق. خسر الاهلي في المباراة التالية من سيمبا في تنزانيا. ثم تعادل في القاهرة مع فيتا كلوب في مباراة عجيبة! ليذهب بعد ذلك ويصحح المسار ويفوز في الكونجو بثلاثية نظيفة علي فيتا. ثم يعود الفريق للتذبذب في الجولة القبل الاخيرة التي كادت ان تقصي البطل لولا روح ورجولة لاعبيه الذين استطاعوا ان يحرزوا هدف التعادل مع المريخ في السودان في الدقائق الاخيرة (المفضلة للاهلي).

ثم فوز  سهل في اخر جولة علي سيمبا في القاهرة.ما  ذكرناه سابقاً هو بالتحديد  يصلح كتوصيف   دقيق  عند التقييم   الحقيقي لموسيماني كمدير فني ، ففي حين يخسر مباريات سهلة  و يقدم اداء هزيلا  في دوري المجموعات  او يقدم قراءة خاطئة ومتعجلة في مباريات مع خصوم  ضعفاء فنيا  ، نجده يعلن عن نفسه باقتدار وبثقة  في المباريات الكبيرة اذ فاز موسيماني علي  فرق الكبار في افريقيا باقتدار:

الوداد المغربي ذهاباً واياباً

الزمالك في نهائي افريقيا ٢٠٢٠

الفوز علي الزمالك في الدوري ٢/١

بالميراس البرازيلي في كأس العالم وانتزاع البرونزية

نهضة بركان المغربي والفوز بالسوبر الافريقي في الدوحة

صن داونز

 وأخيرا الفوز علي الترجي في عقر داره ثم اكتساحه بثلاثية في القاهرة.

اذن لا يسعنا الا ان نقول انه رجل المرحلة الذي استطاع قيادة سفينة الاهلي في ظل وقوع عدد كبير من الاصابات لنجوم الفريق وتلاحم المواسم وجدول للدوري المضغوط الأشبه بالانتحار الكروي، الا انه عبر كل ذلك باقتدار وقاد الاهلي في نهاية المطاف الي النهائي الرابع عشر في تاريخه وباذن الله اللقب العاشر لممثل مصر في البطولة.

 عبقرية قراءة الخصم

الوصول للنهائي لم يأت  بمحض الصدفة او التوفيق. اجاد موسيماني كعادته في قراءة ومذاكرة الخصوم في المباريات الكبيرة. فذهب الي رادس ولعب بثلاثي وسط هو الاقوي دفاعيا في افريقيا (حمدي-السولية-ديانج) وببطل وانتحاري مثل اكرم توفيق في الجبهة اليمني ليغلق جبهة الترجي اليسري بقيادة الليبي الهوني.

استطاع بيتسو ان يفرض اسلوبه علي معين الشعباني مدرب الترجي ويسير اللقاء حسب طريقته. تماسك الاهلي في الشوط الاول وكان الاكثر ثقة خارج ارضه الي ان قرر موسيماني ان يبدا بالسيناريو الثاني في خطته في المباراة التي قام بتقسيمها الي فترات فقام في الدقيقة ٦٢ باخراج صلاح محسن الذي اشركه لسرعاته وقدرته علي حرمان دفاع الترجي من بناء الهجمة من الخلف، ليدخل قفشة “ميزان الاهلي بديلا له ويتبادل الكرة مع ديانج الذي اخترق خط ثلاثي وسط الترجي في الخط العرضي وارسل تمريرة سحرية الي هداف الاهلي محمد شريف الذي لم يتوان عن احرازها. فاز الاهلي في ملعب رادس كعادته ولكن هذه المرة مع موسيماني الذي صرح  بعد ذلك  الفوز بان فريقه لم يتأهل بعد. ولم يكن مجرد تصريح “لتنييم  الخصم” وانما لرفع درجة استعداد فريقه  الذي جهزه بيتسو موسيماني نفسيا  وبدنيا وخططيا لمباراة العودة وتفوق علي المدرب التونسي للمرة الثانية.

موسيماني ادرك ان طريقة مباراة الذهاب اصحبت محفوظة الان للترجي فقام بيتسو بالبدء بنفس ثلاثي الوسط الناري ولكن هذه المرة مدعومين بصانع اللعب ومايسترو الاهلي “قفشة” علي حساب صلاح محسن مع استغلال سرعات طاهر و شريف في ضرب دفاع الترجي خلال المرتدات والتحول من الدفاع للهجوم وهي ما جاء منه ضربة الجزاء والطرد للمدافع الياس شتي وفرصة قتل اللقاء التي قبلها الاهلي واحرز نجمه معلول الهدف الاول. ليعزف الاهلي بقية  الثلاثية في  الشوط الثاني وسط ادارة للتغييرات واللقاء ممتازة في توقيت التغييرات وال”timing” لكل تغيير فحين دخل الشحات في الدقيقة ٤٦ احرز هدفاً ولا اجمل في الدقيقة ٦٠ بعد تبادل لاعبي الاهلي  التمريرات من الخط الخلفي للامام بدون ان يلمسها او يقطعها اي لاعب من الترجي في جملة فنية رائعة انتهت بتسجيل الشحات للهدف مستغلاً خطا حمدي النقاز الذي يجيد من خلاله الشحات احراز الاهداف. بيتسو استطاع تكملة الضغط رغم التغييرات التي اراح بها نجومه واطمأن بها علي لاعبيه البعيدين عن المشاركة (وليد-جونيور-كهربا-ربيعة-) مباراة كبيرة اخري يجيدها ويفوز بها موسيماني صعدت بفريقه الي نهائي دوري الابطال للموسم الثاني علي التوالي امام فريق كايزر تشيفز   ليؤكد انه “رجل المرحلة” وفي انتظار تألقه المعتاد في المباريات الكبيرة   يبدو موسيماني والاهلي الفريق الاقرب للفوز في المباراة التي ستقام علي ملعب مركب محمد الخامس يوم ١٧ من الشهر القادم والعودة لمصر  وجماهير الاهلي الوفية بالكأس الافريقيةالعاشرة باذن الله.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى

أنت تستخدم إضافة Adblock

برجاء دعمنا عن طريق تعطيل إضافة Adblock