*نقلا عن صفحة الدكتور محمد فراج الباحث السياسي المرموق واحد قادة الحركة الطلابية الماركسية في السبعينات
بصراحة تامة.. إذا كان بعض الناس حينما تحل ذكري 23 يوليو يتذكرون – قبل كل شييء واهم من كل شييء – جريمة اعدام العاملين خميس والبقري.. ويتصورون ان هذا هو الموقف اليساري المخلص والراديكالي… وينسون الاطاحة بالنظام الملكي العميل والفاسد.. والإصلاح الزراعي الذي اطاح بسيطرة الاقطاعيين ، وحرر ملايين الفلاحين من استعبادهم.. واطلق حراكا اجتماعيا غير وجه الريف المصري.. وينسون جلاء المستعمر البريطاني وتاميم قناة السويس.. وينسون بناء السد العالي، وكهربة الريف التي نقلته نقلة تاريخية نحو التحضر..وينسون التصنيع الذي وضع البلاد علي طريق الحداثة.. وحول مئات الالاف من الفلاحين وأبنائهم الي عمال..ووسع صفوف الطبقة العاملة.. ويتجاهلون التطور الكبير في مجالي التعليم والصحة..اذا كانوا يتذكرون جريمة اعدام خميس والبقري وحدها وينسون كل ماعداها فإنهم يرتكبون خطأ كبيرا.. ** كل هذه الخطوات الكبيرة نحو التقدم الاجتماعي والاقتصادي لا يمكن تجاهلها ، و(التمترس) عند جريمة اعدام خميس والبقري.. او غيرها من اخطاء (وخطايا) الثورة.. التقييم العلمي المتزن لانجازات واخطاء ثورة يوليو شييء ، والتركيز علي اوجه قصورها فقط شييء آخر تماما.. وليس من (اليسارية) في شييء..
** وهو يدفع الناصريين بدورهم الي (التمترس) حول مواقف دفاعية غير نقدية في تقييمهم لمسيرة الثورة ،سواء في مسألةالديمقراطية، او التمسك بقيادات عسكرية مثل عبدالحكيم عامر ، او اسناد مناصب خطيرة لاشخاص مثل السادات ، وماترتب علي ذلك من كوارث..
** ويغرقنا ذلك كله في نقاشات (ماضوية) غير بناءة ،ومهدرة للوقت والجهد.. ويعطل بناء تحالف وطني تحتاج اليه بلادنا امس الاحتياج ، وهي تواجه هجمات شديدة الشراسة من جانب اعداء كثيرين، من مختلف الاتجاهات..في الداخل والخارج.. وبالمناسبة فان هذه الهجمات تضع اليساريين والناصرين في سلة واحدة ، وتستهدفهم جميعا..
** فهل يملك الجميع من الاحساس بالمسئولية عن وحدة القوي الوطنية مايكفي لطي صفحات كل جدال عقيم.. والتطلع للمستقبل علي اساس ماهو مشترك بيننا؟؟ وهو كثير جدا لو تعلمون.. **ويكفينا اساءة الي تاريخنا الوطني ما نواجهه من هجمات ” الاخوان” المجرمين ، وارامل النظام الملكي والاقطاع، وعملاء الغرب والصهيونية،وممثلي الفساد والراسمالية الطفيلية والكمبرادورية، وغيرهم من اعداء الشعب المصري..
** كل 23 يوليو وانتم طيبون..وشعبنا العظيم بخير.