مختارات من صفحة د.هاني نسيرة على الفيسبوك
((رحم الله استاذنا المفكر الكبير د. حسن حنفي، كان بالنسبة لي قيمة كبيرة، وصديقا كبيرا دائما، سعدت بصداقته منذ وقت مبكر، ربما وانا لا ازال طالبا طازجا يذهب يتعلم ويحضر صالونه ومحاضراته ونقاشاته بالجمعية الفلسفية او قسم الفلسفة بآداب القاهرة او غيرها…وسعدت بحضوره اطروحتي للماجيستير التي خصصتها للتحولات الايديولوجية والفكرية وصدرت فيما بعد في كتاب ..وهو يجاملني قائلا: جئت لأسمعك…كان اهتمامه بي دائما، وكرمه حين كانت تجمعنا السفرات او تتيسر زيارته في منزله وتنسم بعض كنوز مكتبته العامرة الفريدة في مصر صدقا ولعلها الاكبر، وتطوع احيانا كثيرة لتوصيلي قرب سكني وانا صغير ..ولكن كنت وسطا متوسطا بين خلافاته مع البعض ومنهم تلامذة له، يطاولونه ويطاولهم، وينتقدونه وينتقدهم، ورغم اختلافي معه في بعض مما طرح، لكن تمكنت لي به ومعه قيمة الحوار وادابه فقد كان يحترم المختلف والاختلاف…ولكن بعد زمن تفهمت بعض حالاته، ذلك الرجل الكبير الموسوعي الراسخ ..اسكنوه الهامش، لم ينل يوما ما يستحق، كانت تكرمه ايران ويحتفي به حزب الله وطار به الاصوليون في بعض الاحيان بينما بعض حداثيينا يتجاهلونه ولا ينكرونه.. لم اكن استغرب نزعته التوفيقية واهتمامه المبالغ فيه بالمتلقي والتلقي وارادة الايدولوجية على حساب ارادة المعرفة.والجماهيرية كيف كانت تغريه، كما بدا سيد قطب وشريعتي الذين اعجب بهما.. ولكن لم تغادره يوما الفلسفة وغادرته الشعبوية اياما كثيرة فلم يحسم ولم يقبل فقد شوه بعضهما بعضا ..وكنت اعذره حين استشعر غضبه او استخفافه فقد كان تعبيره الظالم احيانا للبعض رد فعل على ظلم مؤسسي كبير وقع عليه في مصر..قد يتفق معي البعض من.الزملاء والاصدقاء انه كان الاعظم تكوينا والاعمق اطارا معرفيا من سواه من مجايليه بما فيهم صنوه ومحاوره الجابري..ولكن كان دائما الاخير محل رعاية وتقدير واحتفاء.من مؤسسات عربية ضخمة تفاعلت مع مشروعه وكتبه..بينما هو – حنفي- لا يدعى في بعض فعاليات مؤسساتنا الكبيرة ولا يكتب في صحفنا الكبيرة ولم ينل تكريما معتبرا يوما في وطنه …من النكات المرة انه ذات يوم دعي لندوة عن الاستغراب في بلد عربي ولم يكن متحدثا ولكن تطوع احد المتحدثين ع المنصة وسال كيف يتجاهل من صك المفهوم ودعى لعلم الاستغراب في مقدمته وهو حاضر بينهم مجرد حضور؟! كان هناك اصرار على تهميشه من بعض الحداثيين وبعض المختلفين معه..واهماله وكان هو يهمل الكثيرين كذلك ..فقد اراد ان يكون ابا متسلطا فقتل بعض ابنائه وحالوا ان يقتلوه…لكن بصدق اشعر بالحزن فلم اعرف الا الدماثة والادب والرقي والتحريض على التفلسف والتفكير وعلى الحرية والحوار…كان تحت ظاهره الخطابي الكثير والكثير من الانسنة والعلم والمعرفة…عذرا ايها الاستاذ فقد كنت تعرف وكان البعض يعرف انه ليس زمان مثلك …#حسن_حنفي_عذرا.))