رؤى

لهذه الأسباب لا تزال مخاطر كوفيد أعلى بين البريطانيين السود والآسيويين

تقرير حكومي يرسم الصورة نفسها لعدم المساواة فيما يتعلق بمواجهة كوفيد

عرض وترجمة: أحمد بركات

في وقت مبكر من تفشي الجائحة، كان واضحا أنَّ السود والآسيويين أكثر عرضة للإصابة والموت بفيروس كورونا.

وبعد مرور عامين تقريبا، لم ينحسر هذا الخطر، برغم علم الحكومات بالبيانات الرسمية التي تشير إلى هذه الحقيقة.

والآن يشير بحث تم إجراؤه مؤخرا، إلى أنَّ شيئا من ذلك لم يتغير. فخطر الإصابة بكوفيد، وتحوُّلها إلى حالة حادة، أو الموت بسببها، لا يزال مرتفعا في أوساط السود والآسيويين.

الدراسة التي تمت بتكليف من الحكومة البريطانية، نظرت في جميع موجات الوباء كل على حدا، وعنيت أيضا بالموجات الأكثر حدة.

ووجدت الدراسة أنَّ هذه المجموعات العرقية كانت دائما الأكثر تضررا من حيث أعداد المرضى والوفيات، ما أرجعته إلى حزمة من الأسباب المعقدة.

وبرغم أنَّ العوامل الأكثر خطورة المسببة لحالات الوفاة الناجمة عن كوفيد، لا تزال تنحصر في العمر والظروف الصحية الأساسية، إلا أنَّ هناك عوامل مهمة أخرى ترتبط بالتوزيع “غير العادل” لأعداد الإصابات في أوساط السود والآسيويين.

كورونا في بريطانيا
كورونا في بريطانيا

وتتمثل العوامل التي تجعل السود والآسيويين أكثر عرضة للإصابة بكوفيد، وفقا للدراسة فيما يلي:

  • المهنة (خاصة بالنسبة لهؤلاء الذين يضطلعون بأدوار على الخطوط الأمامية لمواجهة الوباء، مثل العاملين في دائرة خدمات الصحة الوطنية)، والعيش مع أطفال في بيوتات تضم أجيالا متعددة، والعيش في مناطق حضرية كثيفة السكان تفتقر إلى الهواء النقي، وتعاني من مستويات أعلى من الحرمان.
  • بمجرد إصابة أحد بالعدوى، فإنَّ العوامل، مثل التقدم في السن، والذكورة، والإعاقة، والحالة الصحية المسبقة (مثل الإصابة بالسكري) تفاقم على الأرجح خطر الموت الناجم عن الإصابة بكوفيد ـ 19.
  • بينما كان يُعتقد أنَّ الانتماء العرقي في ذاته لا يشكل عامل خطر، حددت الدراسة الحديثة، التي أجرتها جامعة أكسفورد، الجين المسؤول عن مضاعفة خطر الإصابة بفشل الجهاز التنفسي الناجم عن كوفيد ـ 19، والذي تبيَّن وجوده لدى 61% من الأشخاص من أصول جنوب آسيوية، ما قد يفسر بطريقة ما أسباب ارتفاع معدلات الوفيات ودخول المستشفيات في أوساط أفراد هذه المجموعة العرقية.

وكان بحث سابق، تم إجراؤه أيضا تحت إشراف حكومي، وجد أنَّ معدل الوفيات بسبب كوفيد ـ 19 هي الأعلى في مجموعة السود الإفريقيين (بنسبة 3.7 أضعاف مقارنة بالبريطانيين البيض في الذكور، و2.6 في الإناث)، وتتبعها المجموعة العرقية البنجلاديشية (3.0 أضعاف في الذكور، و1.9 في الإناث)، والكاريبية السوداء (2.7 أضعاف في الذكور، و1.8 في الإناث)، والباكستانية (2.2 أضعاف في الذكور، و2.0 أضعاف في الإناث).

وفي الموجة الثانية من الوباء (من 12 سبتمبر 2020، وما بعدها)، زادت الفوارق في معدل الوفيات بسبب كوفيد ـ 19 لدى البريطانيين من أصول عرقية بنجلاديشية وباكستانية، حيث بلغت أعلى معدل لها في المجموعة العرقية البنجلاديشية بنسبة 5.0 و4.1 أضعاف مقارنة بالبريطانيين البيض الذكور والإناث على التوالي.

ويحثُّ الخبراء الآن غير المطعمين، وبخاصة من هذه المجموعات العرقية، على تلقي جرعاتهم اللقاحية الأساسية والمعززة.

وتخطط الحكومة أيضا للعمل مع القادة الدينيين والمجتمعيين، وفتح مراكز تطعيم مؤقتة، واستضافة ندوات عبر الإنترنت، ونشر مقاطع فيديو للتشجيع على أخذ اللقاح في المجتمعات التي تضم سكانا من أصول إفريقية وجنوب آسيوية، أملا في سد الرأب اللقاحي.

وأقرت المراجعة أيضا بعض الطرق التي تجاهلت الحكومة من خلالها بعض هذه المجموعات الإثنية في السابق.

وقالت إنَّ الحكومة من الآن فصاعدا سوف:

  • لا تتعامل مع الأقليات الإثنية كمجموعة متجانسة، حيث أضر كوفيد ـ 19 بالمجموعات الإثنية المختلفة بطرق مختلفة على مدى فترة الجائحة. كما أثبتت مقاربة “التنميط” و”علاج واحد للجميع” عدم فعاليتها في التعامل مع مشكلات الصحة العامة.
  • تتجنب وصم الأقليات الإثنية بتمييزهم بمعاملة خاصة، ما قد يؤخذ على أنَّه إشارة إلى أنَّهم أكثر عرضة للمرض، أو أنَّهم في حالة كوفيد ـ 19 تحديدا، كانوا مسؤولين بطريقة ما عن انتشار الفيروس.
  • تحسن جودة البيانات العرقية الصحية، بحيث يمكن رصد الأنماط والاتجاهات بوتيرة أسرع في المستقبل.

كما أتاحت الحكومة لأعضاء هذه المجموعات العرقية الحصول على الجرعات المعززة في مواقع التطعيم في جميع أنحاء إنجلترا، دون الحاجة إلى موعد مسبق.

ــــــــــــــــــــــــــــــ

*هذه المادة مترجمة. يمكن مطالعة النص الأصلي باللغة الإنجليزية من هنا

أحمد بركات

باحث و مترجم مصرى

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى

أنت تستخدم إضافة Adblock

برجاء دعمنا عن طريق تعطيل إضافة Adblock