رؤى

الحلفاء الإنجيليون المخلصون لإسرائيل مستاءون من غضب “ترمب” من “نتنياهو”

عرض وترجمة: أحمد بركات

أدان أحد كبار المؤيدين الإنجليين للرئيس السابق “دونالد ترمب” الاثنين، الحملة التي شنَّها “ترمب” مؤخرا على رئيس الوزراء الإسرائيلي السابق “بنيامين نتنياهو” وحذَّر من أنَّه يخاطر بخسارة قاعدته المسيحية من خلال خلق عداء بينه وبين الزعيم الإسرئيلي.

ففي مقابلات نشرها هذا الأسبوع “باراك رافيد” مراسل موقع “أكسيوس” انتقد “ترمب” بشدة حليفه السابق لتهنئته الرئيس “بايدن” بالفوز، بمجرد التأكد من فوز الديمقراطيين بانتخابات 2020.

ووصف “ترمب” هذه المكالمة بأنَّها “خيانة” لعلاقتهما. كما تحدَّث عن العديد من التغيرات المثيرة للجدل التي انتهجها على صعيد سياسة بلاده تجاه إسرائيل إبَّان ولايته، بما في ذلك نقل السفارة الأميركية إلى القدس.

ونُقل عن “ترمب” قوله عن “نتنياهو” :”سحقا له.. أول شخص هنَّأ “بايدن” كان “بيبي نتنياهو” الرجل الذي فعلت من أجله أكثر من أي شخص آخر تعاملت معه”.

وخلال المقابلات، أكد “ترمب” أيضا أنَّ “نتنياهو” لم يبدُ أبدا مهتما بالسعي لتحقيق السلام مع الفلسطينيين. وفي المقابل، أهال الرئيس الأميركي السابق المديح والإشادة على رئيس السلطة الفلسطينية “محمود عباس”.

محمود عباس
محمود عباس

“أعتقد أنَّه كان مهتما بالتوصل إلى اتفاق سلام أكثر مما فعل “نتنياهو”، حسبما ورد في المقابلات التي نشرتها “أكسيوس”.

والتزم القادة الإنجيليون في الولايات المتحدة –وأكثرهم مؤيدون لترمب وإسرائيل بحماسة–الصمت حيال تعليقات الرئيس السابق. لكن “مايك إبفانز” أحد أوائل الإنجيليين المؤيدين لـ “ترمب” قال إنَّه “مذعور” من هذه المشاعر التي أعرب عنها الرئيس الأميركي السابق، مؤكدا أنَّها “ستسوء عددا غير قليل من الناخبين الإنجيليين”.

وناشد “إيفانز” الإنجيلي الذي يعيش في تكساس، والمستشار السابق لـ “ترمب”  في رسالة إلى الرئيس السابق، شاركها مع مراسل صحيفة “واشنطن بوست” أن يعي أن “بنيامين نتنياهو” يمتلك قاعدة مؤيدة في أوساط الإنجيليين في الولايات المتحدة أكثر مما تمتلك”.

وأضاف: “فضلا، لا تضعنا في موقف نختار فيه بينك وبين أرض الكتاب المقدس” مشيرا إلى أنَّه “ليس ثم إمكانية أن تفوز مرة أخرى إذا اعتبرك الإنجيليون المؤمنون بالكتاب المقدس خصما لـ”نتنياهو” واقتنعوا بأنَّك تُلقي بلائمة عدم التوصل إلى اتفاق سلام على  دولة إسرائيل، وليس على الفلسطينيين”.

لكن قادة إنجيليين آخرين في الولايات المتحدة لم يوافقوا على أنَّ غضبة “ترمب” من نظيره الإسرائيلي ستكلفه كثيرا من الدعم المسيحي.

في هذا السياق، قال “جوني مور” المسئول السابق في جامعة “ليبيرتي” والذي ساعد في تنظيم المجلس الاستشاري الإنجيلي لـ”ترمب” في 2016، إنَّ “العلاقة بين الإنجيليين الأميركيين و”بيبي” تسبق علاقتهم بالرئيس “ترمب” بعدة سنوات، لكن “بيبي” كان رئيس وزراء إسرائيل، أما “ترمب” فكان رئيسا للولايات المتحدة، والأميركيون يفرقون جيدا بين الاثنين”.

وقال “جاك جراهام” من كنيسة “بريستونوود” المعمدانية، والعضو السابق في المجلس الاستشاري الإيماني لـ”ترمب” إنَّ الزعيمين يجب أن “يتفقا من جديد”، وأنَّ “ترمب” يجب أن “يتصالح مع “بنيامين نتنياهو” ويوضح ما يقصده تحديدا من تصريحاته”.

وقال “روبرت جيفريس” كبير قساوسة كنيسة دالاس، الذي قاد صلاة في 2018 بمناسبة افتتاح السفارة الأميركية في القدس إنَّه “حتى إذا كانت التصريحات المزعومة حقيقية، فإنَّها لا تمحو حقيقة أن سياسات الرئيس “ترمب” كانت الأكثر دعما وموالاة لإسرائيل على مر تاريخها”.

كان “إيفانز” الذي وصف رئيس الوزارء الإسرائيلي، لدى توليه منصبه، “نفتالي بينيت” بأنَّه “رجل ضئيل الحجم ومثير للشفقة”، استعاد قدرا من السلام مع الحكومة الجديدة، حيث تمت دعوته للتحدث في فعالية إعلامية نظَّمها مكتب رئيس الوزراء الإسرائيلي في نوفمبر.

وقالت “ساندرا باركر” رئيسة “صندوق العمل للمسيحيين المتحدين من أجل إسرائيل”، وهو أكبر جماعة ضغط مؤيدة لإسرائيل في الولايات المتحدة، إنَّ “الدعم الإنجيلي لإسرائيل يضرب بجذوره عميقا في تقاليدنا التوراتية التي تتجاوز السياسات والشخوص”.

وكان البروتستانت الإنجيليون البيض صوَّتوا باكتساح للجمهوريين، وأيدوا ترمب في انتخابات 2020، وفقا لـ “مركز بيو للأبحاث”، في واشنطن. ورغم أنَّ المصوتين الإنجيليين وجماعات التأييد يمثلون حجر الزاوية في للمعسكر الأميركي الموالي لإسرائيل، إلا أنَّ الدراسات أظهرت أنَّ الإنجيليين الأميركيين الأصغر سنا أصبحوا “أقل ارتباطا بإسرائيل”.

في المقابل، يصوِّت اليهود الأميركيون عادة للديمقراطيين، وهو ما تجلَّى مؤخرا في تأييدهم لبايدن في انتخابات الرئاسة الأميركية 2020.

ويمتلك معظم اليهود الأميركيين وجهة نظرة سلبية بشأن سياسات “ترمب” تجاه إسرائيل، وفقا لاستطلاع الرأي الذي أجراه “مركز بيو للأبحاث” في 2020، رغم أنَّ أغلب اليهود الأرثوذوكس، أصغر الطائف اليهودية في الولايات المتحدة، وأكثرها التزاما، منحوا “ترمب” أعلى تصنيف.

وكان لانتقاد “ترمب” لـ “نتنياهو” وقع المفاجأة في إسرائيل، حيث وصف رئيس وزرائها السابق علاقته مع “ترمب” بأنَّها أهم أوراقه السياسية والدبلوماسية.

ويُنسب الفضل إلى “نتنياهو” –إلى حد كبير– في قرار ترمب بنقل السفارة الأميركية من تل أبيب إلى القدس، والاعتراف بضم إسرائيل لمرتفعات الجولان، والانسحاب من الاتفاق النووي مع إيران.

لكن “ترمب” يؤكد أنَّ علاقة الصداقة الجيوسياسية بينه وبين نتنياهو بدأت في التدهور بسبب إحجام الأخير عن المشاركة في مفاوضات سلام محتملة قبل أن تتسع الهوة بسبب مساعي “نتنياهو”  لضم مستوطنات الضفة الغربية.

لكن أكثر ما أثار غضب “ترمب” كان انضمام “نتنياهو” إلى موكب قادة العالم الذين هنَّئوا “بايدن” عقب إعلان فوزه بالانتخابات الرئاسية الأميركية، حيث نقل عن “ترمب” قوله: “لم أتحدث معه منذ ذلك الحين”.

وفي معرض تعليقه، أشار مكتب “نتنياهو” إلى تصريح سابق أكد فيه أنَّ التحالف الراسخ بين البلدين جعل “من المهم تهنئة ساكن البيت الأبيض الجديد”.

ودون التطرق إلى إهانات “ترمب” شكر “نتنياهو” رئيس الولايات المتحدة السابق على “إسهاماته الجليلة لخدمة دولة إسرائيل وأمنها”.

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

*هذه المادة مترجمة. يمكن مطالعة النص الأصلي باللغة الإنجليزية من هنا

أحمد بركات

باحث و مترجم مصرى

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى

أنت تستخدم إضافة Adblock

برجاء دعمنا عن طريق تعطيل إضافة Adblock