رياضة

مصر وكوت ديفوار.. هل يروّض الفراعنة الأفيال؟

يحبس 100 مليون مصري أنفاسهم انتظارا للمباراة المرتقبة بين منتخبي مصر وكوت ديفوار بدور الـ 16 لبطولة كأس الأمم الإفريقية، حيث سيدخل المنتخب الفائز التاريخ من أوسع أبوابه بالصعود لدور الـ 8 وتعزيز حظوظه للفوز بكأس البطولة.

لم تخلُ بطولة كأس الأمم هذا العام من المفاجآت، حيث شهدت خروج المنتخب الجزائري حامل اللقب، وأحد أبرز المرشحين لإحراز البطولة ، وكذلك منتخب غانا الذى غادر البطولة من دور المجموعات، بعد الهزيمة أمام جزر القمر بثلاثة أهداف مقابل هدفين، وهو ما أثار عاصفةً واسعة من الانتقادات ضد “البلاك ستار” ما زال صداها يتردد حتى اليوم.

موعد مباراة مصر وكوت ديفوار

ستكون الساعة السادسة من مساء غدٍ الأربعاء 26 يناير موعدا للمباراة التي يترقبها متابعو وعشاق الساحرة المستديرة، ليس في مصر وحدها وإنما في جميع أنحاء القارة السمراء، حيث يتوقع أن تكون المنافسة على أشدها بين اثنين من أكبر المنتخبات في البطولة التي تتواصل منافساتها في الكاميرون، ويطمح كل منهما أن يخرج من اللقاء رابحا، كي يكمل الطريق إلى دور الثمانية.

صعد المنتخب المصري لدور الـ16 بعد أن حلَّ وصيفا في المجموعة الرابعة برصيد 6 نقاط بعد المنتخب النيجيري الذي احتل صدارة المجموعة بتسع نقاط من ثلاثة انتصارات بأداء قوى لفت إليه الأنظار.

كما تمكّن منتخب كوت ديفوار من الصعود للدور نفسه بعد فوزه على غينيا الاستوائية بهدف مقابل لا شيء والفوز على الجزائر بثلاثة أهداف مقابل هدف واحد في واحدة من أقوى مفاجآت البطولة، بينما تعادل مع سيراليون بهدفين لكل منهما.

أداء المنتخب المصري

رغم التأهل لدور الـ 16 فإنَّ الكثير من المحللين والمشجعين يرون أداء المنتخب المصري ضعيفا وباهتا حتى الآن، وكانت صفحات مواقع التواصل الاجتماعي قد شهدت منذ بداية البطولة موجة واسعة من الانتقادات للاعبي المنتخب، ووصل الحد إلى مطالبة البعض بإقالة المدير الفني للمنتخب البرتغالي “كارلوس كيروش” خاصة بعد الهزيمة التي مُنِيَ بها المنتخب المصري أمام نظيره النيجيري في مباراة غاب عنها نجوم المنتخب الوطني بشكل كامل، بينما سجَّل لاعبو الفريق النيجيري حضورا قويا على المستطيل الأخضر.

لكن تبقى النتائج هي المقياس الرئيسي للحكم على أداء الفرق في منافسات كرة القدم، وفي بطولة مثل كأس الأمم الإفريقية لا تخلُ نسخة منها من الإثارة والمفاجآت.. ويظل عبور عقبة المنافسين هو الأهم خاصة في الأدوار المبكرة. وبحسب تصريحات إعلامية أدلى بها “تريزيجيه” نجم المنتخب المصري فإنَّ اللاعبين طامحون لإحراز كأس البطولة، وأكّد أنَّ مستوى الأداء سيشهد تطورا واضحا خلال المباريات المقبلة كما تعهَّد المدرب المدير الفني للمنتخب؛ بتقديم أفضل أداء لمنتخب مصر خلال لقاء كوت ديفوار.

بحساب الأرقام تبلغ القيمة التسويقية للمنتخب المصري 161.25 مليون يورو.

أداء منتخب كوت ديفوار

خطف أداء منتخب كوت ديفوار أنظار متابعي بطولة كأس الأمم الإفريقية خاصّة خلال مباراة الجزائر التي تمكّن خلالها الأفيال من اكتساح “الخضر” حامل اللقب.

ويدرك المنتخب الإيفواري جيدا أنّ المنتخب المصري ليس منافسا سهلا، وأنّ لديه مجموعة من اللاعبين القادرين على تهديد شباكه؛ لذا يستعد جيدا للقاء الأربعاء المنتظر على ملاعب الكاميرون.

تقدير خطورة الفريق المصري

 يقدّر المدير الفني للفريق الإيفواري “باتريس بوميل” حيث قال في تصريحات إعلامية “علينا الاستعداد لمواجهة مصر، فالمباراة ستكون صعبة بكل المقاييس، ويجب ألا نظهر بمستوى أقل من ذلك الذي كنا عليه أمام الجزائر”.

من الناحية الفعلية يبدو أنَّ منتخب كوت ديفوار يمتلك طموحا في المُضي للنهاية من أجل المنافسة لآخر لحظة على حصد كأس البطولة خاصّة أنّه يمتلك كتيبة من اللاعبين المهاريين القادرين على القتال على المستطيل الأخضر حتى الدقيقة الأخيرة من عمر المباراة عبر الالتزام الكامل بخطط المدير الفني ومراكزهم التكتيكة دفاعا وهجوما.

وبحساب الأرقام تبلغ القيمة التسويقية لمنتخب كوت ديفوار 298.70 مليون يورو.

أوراق قوة المنتخب المصري

سيخوض البرتغالي “كيروش” المباراة الحاسمة تحت شعار لا تراجع ولا استسلام؛ خاصَّة بعد الانتقادات التي تعرَّض لها منذ بداية البطولة، لذا يضع الرجل نصب عينيه مصالحة الجماهير المصرية بأداء قوي للمنتخب المصري ساعيا بكل ما أوتي من قوة للفوز على المنتخب الإيفواري.

من المتوقع أن يدفع “كيروش” منذ بداية الشوط الأول بأفضل نجوم المنتخب المصري، على أمل خطف هدف مبكر يخفف من الضغط على لا عبي مصر، ويساعدهم على تسيد المباراة التي لن تكون سهلة بكل المقاييس، حيث تعد واحدة من النهائيات المبكرة للبطولة ومن المنتظر أن يستعيد “الفراعنة” مجهودات “الونش” الذي غاب عن مباراة السودان وأحمد فتوح بعد تعافيه من الإصابة.

كيروش
كيروش

الالتفاف الجماهيري الكبير خلف المنتخب في هذه المباراة المصيرية يعد من الأوراق القوية التي يملكها المنتخب المصري، وهو ما يجعل فوزه في هذه المباراة تاريخيا كما يفتح أمامه طريق الوصول لدور الأربعة.

لدى الجيل الحالي من لا عبى المنتخب رغبة قوية في دخول التاريخ من أوسع أبوابه وتحقيق إنجاز يكلل تاريخهم في الملاعب عبر الفوز بكأس البطولة الحالية.

وجود محمد الشناوي في حراسة مرمى المنتخب يعد من نقاط القوة التي لا يجب إنكارها في مواجهة الأفيال؛ خاصة بعد فوزه عن جدارة بجائزة أفضل حارس مرمى في مرحلة المجموعات ببطولة كأس الأمم الإفريقية.

وبشكل عام يمتلك المنتخب المصري مجموعة من اللاعبين المهاريين الذين يتمتعون بخبرة طويلة وهو ما يكسبهم قدرا كبيرا من الثقة خلال اللعب وفي جميع المراكز الدفاعية والهجومية هناك عناصر مختلفة يمكن المفاضلة بينها قادرة على اللعب من الدقيقة الأولى وحتى نهاية المباراة.

تاريخ مواجهات الفريقين

يسجل التاريخ 22 مباراة جمعت بين الفريقين، كان الفوز فيها من نصيب مصر 10 مرات بينما كان التعادل سيد الموقف في 6 مواجهات في حين لم يتمكّن المنتخب الإيفواري من الفوز سوى في 6 مباريات.

وخلال المواجهات التي جمعت المنتخبين خلال منافسات بطولة كأس الأمم الإفريقية حققت مصر 10 انتصارات على حساب كوت ديفوار بينما فاز الأفيال في 6 مباريات فقط وتعادل المنتخبين في 6 أخرى.

في عام 2008 سحق المنتخب المصري نظيره الإيفواري في بطولة كأس الأمم الإفريقية حيث فاز عليه بأربعة أهداف مقابل هدف واحد في البطولة التي تمكن الفراعنة من الفوز بها بعد سلسلة من الانتصارات التاريخية التي ارتبطت بأسماء مجموعة من لاعبي جيل ذهبي في تاريخ الكرة المصرية.

مع انطلاق صافرة الحكم في السادسة من مساء الغد ستتوجه أنظار ملايين المصريين صوب الكاميرون لمتابعة مباراة لن تنقصها حتما المتعة والإثارة في صراع شرس بين الفراعنة والأفيال لانتزاع بطاقة التأهل لدور الأربعة.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى

أنت تستخدم إضافة Adblock

برجاء دعمنا عن طريق تعطيل إضافة Adblock