ترجمة: كريم سعد
حذرت الولايات المتحدة من أن الغزو الروسي لأوكرانيا سيكون “كارثيًا” لكلا الجانبين، ورغم أنها دعت إلى حل دبلوماسي؛ فإن التوتر الناجم عن استمرار التعزيزات العسكرية لموسكو على حدود اوكرانيا مازال مستمرا.
وحثَّ كبار المسؤولين الأمريكيين، خلال كلمتهم في البنتاجون يوم الجمعة، بالتركيز على الدبلوماسية، بينما قالوا إن لدى روسيا الآن ما يكفي من القوات والمعدات لتهديد أوكرانيا بأكملها.
وحذر “مارك ميلي” الجنرال الأمريكي الكبير، من أن أي صراع من هذا القبيل سيكون “مروعًا” لكلا الجانبين.
وقال “ميلي”: “إذا تم إطلاق عنان الحرب على أوكرانيا، فسيكون ذلك أمرًا خطيرًا، خطيرًا للغاية، وسيؤدي إلى عدد كبير من الضحايا”.
وأضاف رئيس هيئة الأركان المشتركة: “سيكون الأمر مروعًا، مروعًا للغاية”.
لكن “أوستن” قال إنه لا يزال من الممكن تجنب الحرب في أوكرانيا، حيث قال أن “الصراع ليس حتميا، لا يزال هناك وقت ومساحة للدبلوماسية”.
وأضاف: “يمكن للسيد بوتين أن يفعل الشيء الصحيح، فلا يوجد سبب يجعل هذا الوضع يتحول إلى صراع. فيمكنه اختيار عدم التصعيد. وأن يأمر قواته بالابتعاد”.
وقال الرئيس الأمريكي “جو بايدن” يوم الجمعة، إنه سيرسل عددًا صغيرًا من القوات الأمريكية إلى أوروبا الشرقية ودول الناتو “على المدى القريب”.
وكان البنتاجون قد وضع بالفعل حوالي 8500 جندي أمريكي في حالة تأهب لاحتمال نشرهم في أوروبا، وسط حشد عسكري روسي بالقرب من الحدود الأوكرانية.
وقال “بايدن” للصحفيين لدى عودته إلى واشنطن بعد خطاب ألقاه في فيلادلفيا: “سأقوم بنقل القوات إلى أوروبا الشرقية ودول الناتو على المدى القريب وليس البعيد”.
يأتي ذلك في الوقت الذي أدلى فيه “فلاديمير بوتين” بأول تعليقات عامة له في مكالمة مع “إيمانويل ماكرون” حول ردود الولايات المتحدة وحلف الناتو على المقترحات الروسية لإعادة كتابة الهيكل الأمني بعد الحرب الباردة. وقال “بوتين” أن الولايات المتحدة وحلفاءها في الناتو تجاهلوا المخاوف الأمنية الرئيسية لروسيا، ولكنه وعد بمواصلة المحادثات مع الغرب.
وقال الزعيم الروسي إن مخاوف موسكو بشأن توسع الناتو ونشر أسلحة هجومية بالقرب من حدودها لم تؤخذ في الاعتبار، وفقًا لبيان الكرملين للمكالمة الهاتفية مع نظيره الفرنسي.
وتحدث “ماكرون” مع “بوتين” وأوضح أن على روسيا احترام سيادة الدول، وفقًا للإليزيه. وقال مسؤول بالرئاسة الفرنسية إن “بوتين” وافق على مواصلة المحادثات، لذلك كان هناك شعور بأن “الأمور قد تغيرت”.
ويحتشد أكثر من 100 ألف جندي روسي على الحدود مع أوكرانيا، مما دفع “بايدن” إلى إخبار “زيلينسكي” يوم الخميس أن هناك “احتمالًا واضحًا بأن الروس يمكن أن يغزوا أوكرانيا في فبراير” .
ولدى سؤاله عن المكالمة، قال “زيلينسكي” إنه لا يعتبر اممكن.كثر توتراً من ذي قبل. فهناك شعور في الخارج بوجود حرب هنا. وهذا ليس هو الحال، وأضاف “أنا لا أقول أن التصعيد غير ممكن … [لكن] لسنا بحاجة إلى هذا الذعر”.
واتخذ الأوروبيون نهجًا أكثر حذرًا من واشنطن فيما يتعلق بالتنبؤات بهجوم روسي؛ حيث قال رئيس جهاز المخابرات الخارجية الألماني يوم الجمعة أن روسيا لم تحدد بعد قرار الغزو رغم أنها مستعدة لذلك. وقال برونو كال لرويترز: “أعتقد أن قرار الهجوم لم يتخذ بعد”.
وفي مكالمة مع “ماكرون” استمرت لأكثر من ساعة، قال “بوتين”: “إن الولايات المتحدة والناتو لم يأخذوا في الحسبان “مخاوف موسكو الأساسية” بشأن توسع الناتو ونشر صواريخ هجومية بالقرب من الحدود الروسية”.
ورفضت واشنطن وعواصم أوروبية مطالب روسيا باستخدام حق النقض ضد عضوية أوكرانيا في الناتو، لكنها طرحت مقترحات حول طرق أخرى لتحسين الأمن في القارة في الوثائق غير المنشورة.
وبحسب ما ورد في بيان الكرملين، فإن “السؤال الرئيسي تم تجاهله” ومضى الرئيس الروسي يقول: “أن منظمة الأمن والتعاون في أوروبا وعلاقات روسيا مع الناتو تستند إلى مبدأ “لا ينبغي لأحد أن يعزز أمنه على حساب الدول الأخرى”.
كما وعد الزعيم الروسي “بدراسة متأنية” للردود المكتوبة للولايات المتحدة والناتو ومواصلة “الحوار الروسي الفرنسي حول النطاق الكامل لقضايا الأمن الأوروبي”.
وأبلغ بوتين الزعيم الفرنسي أن روسيا ستواصل المحادثات فيما يسمى بصيغة نورماندي التي تجمع ممثلين من فرنسا وألمانيا وأوكرانيا وروسيا، وبعد محادثات في وقت سابق هذا الأسبوع بين الأربعة.
وقال “بوتين” لـ “ماكرون” إن الرئيس الفرنسي هو “الشخص الوحيد الذي يمكنه إجراء مثل هذه المناقشات الجادة معه” بحسب مصدر الرئاسة الفرنسية.
وقال المسؤول الفرنسي إنه كان هناك “خلاف ولكن تم الاتفاق على ضرورة الحوار وأن الأوروبيين وفرنسا جزء من الحوار الجاري.. فالحوار صعب ولم تكن هناك حلول من هذه الدعوة”.
ولطالما دعا الرئيس الفرنسي إلى الحوار مع روسيا، ما أغضب أحيانًا الدول الأعضاء الأخرى في الاتحاد الأوروبي التي فضَّلت نهجًا أكثر بعدًا.
وفي وقت متأخر من يوم الجمعة، قال رئيس الوزراء البريطاني “بوريس جونسون” إنه يعتزم زيارة منطقة أوكرانيا وإجراء محادثات أزمة مع “بوتين” الأسبوع المقبل.
لقراءة مصدر الترجمة، أضغط هُنا