نقلا عن الواشنطن بوست
تحدَّى الرئيس الروسي “فلاديمير بوتين” الغرب بطريقة لم يفعلها أي زعيم في الكرملين منذ أن دفع “نيكيتا خروتشوف” العالم إلى حافة كارثة نووية قبل ستة عقود، على حد تعبير رئيس الوزراء السويدي الأسبق “كارل بيلدت” الذي استنتج أيضا في مقال نشرته صحيفة “واشنطن بوست” أن تحركات موسكو عبارة عن “مقامرة استراتيجية ضخمة” ومقامرة أدت إلى وضع يتعين فيه على” بوتين” التخلي عن مطالبه الواسعة أو شن عملية عسكرية من المحتمل أن تؤدي إلى حرب واسعة النطاق في أوروبا.
ويعتقد “بيلدت” أن المخاوف التي تقوم عليها دعاية الكرملين، ليست لها أي أساس في الواقع، مشيرا إلى أن أخر توسع لحلف شمال الأطلسي (الناتو) كان منذ عقود، ولم يكن أي أحد يفكر بجدية في عضوية الناتو لأوكرانيا أو جورجيا، كما أن خطط الصواريخ الأمريكية التي تستهدف روسيا من شرق أوكرانيا، هي محض خيال، ولا يرى أي عاقل- والحديث لكارل بيلدت- أي مخاطر بالغزو ضد روسيا من قبل النرويج أو إستونيا أو أوكرانيا أو أي دولة حدودية أخرى.
وفي الواقع.. كانت سياسة (الناتو) حذرة إلى حد ما، حيث تم تخفيض القوات الأمريكية في أوروبا بشكل مستمر قبل غزو بوتين لأوكرانيا في عام 2014، ولم يكن لدى الناتو أي خطط دفاعية لدول البلطيق، وكانت هناك عملية ”شرطة جوية” لحلف شمال الأطلسي بسبب القلق، الذي نشأ بعد أحداث الحادي عشر من سبتمبر بشأن المجال الجوي غير المنضبط، ولكن لم تكن عملية دفاعية.
وفي عام 2021، تضاعفت الأدلة على اتباع “بوتين” نهجا أكثر حزما تجاه أوكرانيا، وفقا لما قاله “بيلدت” كما نشر “بوتين” مقالا دعا فيه بشكل أساسي إلى استعادة الإمبراطورية الروسية- بما في ذلك أوكرانيا.
وأضاف الكاتب أن روسيا بدأت باتخاذ خطوات سياسية وعسكرية لخلق أزمة وزيادة الضغط على الولايات المتحدة، على الرغم من أن قمة (بوتين/ بايدن) في يونيو كانت تشير إلى أن البيت الأبيض لا يريد أي مشاكل على الجبهة الروسية من أجل التركيز على الصين، وعاملت روسيا الاتحاد الأوروبي بازدراء صريح.
ولاحظ “بيلدت” أنه يُنظر إلى “بوتين” على أنه خبير استراتيجي، ولكنه في الواقع، لديه سجل طويل من سوء الحكم في الشأن الأوكراني، ومن الواضح أن العواطف قد تجاوزت العقلانية، وقال: ”ببساطة لا توجد طريقة يمكن لبوتين من خلالها تحقيق الأهداف، التي حددها بالدبلوماسية وحدها، ولن يكون تحقيق هدف تغيير النظام في كييف، وهو ما يسعى إليه الكرملين بوضوح، أمراً سهلاً، حيث يمكن تشكيل حكومة في المنفى يعترف بها الغرب ويدعمها، وسيُقتل الآلاف في الصراع، وسيضطر الملايين إلى الفرار، وستتدفق الأسلحة إلى أوكرانيا، ومن المرجح أن يتصاعد الصراع”.
وخلص رئيس وزراء السويد الأسبق إلى أن الغزو الروسي سيؤدي إلى مواجهة طويلة الأمد، وقد تؤدي بدورها إلى حرب أكبر، وانهيار النظام الروسي، وقال إن مقامرة “بوتين” على ضعف الغرب عبارة عن “جنون” وينبغي التعامل معها على هذا الأساس، ولا يوجد طريقة تقريباً، باستثناء الاستسلام التام للغرب- يمكن لروسيا من خلالها تحقيق نتيجة إيجابية.