فن

صلاح أبو سيف وسنوات المحنة.. من غزل المحلّة إلى فرنسا!

نَحِيلاً مُضْطَربَ الخُطْوِ يَتَلَمَّسُ طَريقَه ضَجِرًا مِنْ سَاعَاتِ الدَّرسِ التي طَالتْ صَبَاحَ مَسَاءَ بِسَبَبِ قَرَارِ الحُكُومَةِ بِإِضَافَةِ سَنَةٍ خَامِسَةٍ لِلمَرْحَلَةِ الابْتِدَائِيَّةِ؛ مَا أَلْزَمَ طُلَّابَ الصَّفِّ الرَّابِعِ – وكَانَ أحَدُهم- بِحُضُورِ حِصَصٍ إِضَافيِّةٍ في المَسَاءِ حتَّى يُمكِنُهم اِجتيازَ الامْتحانِ دُونَ الحَاجَةِ لِسَنَةٍ دِرَاسيَّة أُخرَى.

يَتَحَسَّسُ الفَتَى قِرْشَه الوَحِيدَ القَابِعَ في جَيْبِه، وأثناءَ ذَلكَ يَلفتُ نظرَه تَزَاحمُ جَمعٍ من النَّاسِ أمامَ إِحدَى الدُّورِ، وإِذَا بِأحدِ جيرانِه يَظْهَرُ، فَيسرعُ إليه ويَسْأَله عن سببِ الزِّحامِ، ويَأْتِيِه الجَوابُ سريعًا: إِنَّها السِّينمَا التي سَتَعرضُ بعدَ قليلٍ أبدعَ الرِّوَاياتِ، وَثَمَنُ التَذكرةِ قِرش صَاغ وَاحِدٌ.

رُبَّمَا تَرَدَّد الفَتَى قَليلًا إذْ كانت معدتُه الخَاويةُ تدعوه للاستجابة لندائِها؛ لكنَّ شيئًا ما أقوى من ذَلكَ بِكثيرٍ جعلَه يَسيرُ كالمُخَدَّر تجاهَ الشُّباكِ، لِيدفعَ بقرشِه اليتيمِ إلى قَبْضَةِ بَائِع التَّذَاكرِ الذي سَيَمْنَحُه وَاحدةً سَتَكُونُ بِمثابةِ جَوازِ مُرورٍ إلى ذَلكَ العَالمِ السَّحْرِي الأخَّاذِ.

كانَ الصَّبِيُّ “صَلاحُ” ابنُ العَاشِرةِ آنذاكَ قد زارَ المسرحَ غيرَ مَرةٍ مَعَ بعضِ أقربائِه، وحَظِيَّ برؤيةِ الرِّيحانِي ويُوسف وَهْبِي وهُمَا يُبْدِعانِ فوقَ خَشَبَتِه، أمَّا السِّينِمَا فقدْ كَانَ هذَا هُو لقاؤُه الأوَّل بِها.. ذَلكَ اللِقَاءُ الذي سيُنتِجُ ارتباطًا وَثيقًا سَيَدومُ لِسَبْعةِ عُقُودٍ؛ لِيُصْبِحَ ذَلكَ الفَتَى رائدًا للسَّينمَا الوِاقِعيَّة في العَالمِ العَرَبِي، وأحَدَ أَهَمِّ عَشْرَةِ مُخْرِجينَ في تَاريخِ السِّينمَا العَالميَّة بِشهادةِ المُؤرخِ السَّينمائِي الفِرنسِي الشَّهيرِ “جُورْج سَادُول”.

قَبلَ ذَلكَ بِسنواتٍ كانَ حَي “بُولَاق” الذي شَهِدَ طُفُولَةِ “صَلاح أبُوسِيف” – أَحَدَ مَسَارِحِ المُوَاجهاتِ الدَّامِيَةِ بينَ الشَّعبِ المِصرِي، وقُوَّاتِ الاحتلالِ الإِنجليزِي عَلَى إِثْر اِندِلاعِ الثَّورةِ المِصريَّةِ العَظِيْمَةِ في عام1919، وكانَ خَالُه أَحَدَ أَبْطَالِها، وواحدٌ مِمن استهدفتْهُم قوَّاتُ الاحتلالِ بالاعْتِقَالِ بسببِ نَشَاطِه فِي الحَرَكَةِ الوَطَنيَّة.

كانَ لِذلكَ الجوُّ الذي عَاشَه الصَّبيُّ أبلغَ الأثرِ فِي تَشَكُّلِ وِجْدَانِه الوَطَنِي.. ثَوريًا مُعَاديًا للاسْتِعْمَارِ؛ طَوْاقًا لِلحُرِّيَّةِ.. رَافِضًا لِكُلِّ أشْكَالِ التَّبَعيَّةِ، وقَدْ حَافَظ “أبُوسِيف” عَلَى ذَلكَ الخَطِّ، ولَمْ يَحِدْ عَنْهُ حتَّى آخِرَ يومٍ فِي حَيَاتِه. كَمَا كانَ للظُّرُوفِ المَعِيشيَّة الصَّعبة التي عَاينَها؛ بسببِ انفصالِ أمَّه عنْ أَبِيهِ العُمدَة الثَّرِي، وَعَدَمِ انْصِيِاعِها لأوامِرِه بِضَرُورةِ إِعَادةِ الصَّبِي إِليْهِ لِيتربَّى بينَ إِخْوَتِه- أَثَرٌ كَبِيرٌ في إِيْمَانِه بالعَدالةِ الاجْتِمَاعِيَّة، وَمَبَادِئِ الاشْترَاكِيَّة وَحَقِّ الجَميعِ في المُسَاواةِ وتكافُؤِ الفُرَصِ من أجلِ حَياةٍ كَريمةٍ لِلجَميعِ.

وَبِسببِ هَذِه الظُّروفِ الاقْتِصَاديَّةِ الصَّعبَةِ اُضْطُرَّ “صَلاحٌ” إِلى تَركِ التَّعليمِ الثَّانوي العَامِ، والاتجاهِ إلى التَّعليمِ التِّجَارِي لِيَحْصُلَ عَلَى شِهَادةٍ مُتَوسِّطَةٍ، تُتيحُ له وَظيفةً بَسيطةً يَستطيعُ مِن خِلالِها الإِنفاقَ عَلَى نَفْسِه وَأُمِّه التي لم تَعُد قَادرةً عَلَى مُمَارسةِ مِهنةِ الخِيَاطةِ مَصدرِ دَخلِهما الوحيدِ، وكانَ “صَلاح” قَد أتقنَ الإنجليزيةَ والفِرنسيةَ خِلالَ سِنِي دِراستِه، مَا أهَّله لِلعملِ بِالتَّرجَمةِ وكِتابةِ المَقالاتِ لَدَى بَعضِ المَجلاتِ الفَنيِّة؛ نَظِيرَ قُروشٍ زَهيدةٍ، لَكِنَّه دَأَبَ عَلَى قِراءةِ كُلِّ مَا يَتعلقُ بِفنِ السِّينَما، حتَّى وُفِّقَ إِلى وَظِيفةٍ في شِركةِ الغَزلِ والنَّسيجِ بالمَحَلةِ الكُبْرَى، فَغَادرَ القَاهرةَ إِلى هُناكَ مُحَمَّلًا بِآمالٍ كِبارٍ وأحلَامٍ مُؤجلةٍ لا تُفارقُ خَيَالَه، وذَلِكَ العَالَمِ السَّاحرِ الذي  سَيكونُ يومًا أَحَدَ رِجَالِه العِظَامِ.

بَينَ عُمالِ الغَزلِ والنَّسيجِ بالمَحلَّةِ ازدادَ “أبُوسِيف” إِيمانًا بِقضايا الإِنسانِ ومُعَانَاتِه، وَمَثَّل هَؤلاءِ الشَّبَابِ بِتَطَلُّعَاتِهم البَسِيطةِ، وَمُكابدَاتِهم المَريرةِ عَالمًا ثَريًا يَضِجُّ بِالحَيَاةِ والكِفَاحِ– زادَ تَعَمُّقُ “صَلَاح أبُوسِيف” فِي هذا العالم؛ مَا دَاومَ عَلَيه في تِلكَ الفَترةِ مِن قِراءاتٍ مُدققةٍ فِي عِلْمِ النَّفسِ والمَنْطِقِ والمُوسِيقَى والفُنُونِ، فلم يتوقف عن مُمَارَسَةِ هِوَايَاتِه الفَنيَّة.. تَرجَمَ كِتابًا عن المَسرحِ، وألَّفَ وأخرجَ ووَضَعَ أزْجَالًا وَأْلحَانًا لِمسرحيةٍ قدَّمها فَريقُ التَمْثِيلِ بِالشِّرْكَةِ.. راسلُ بعضَ دور النشر في لندنَ؛ طَلبِا للكُتبِ وَتَكلَّفَ فِي سَبيلِ ذَلكَ فوق ما يطيق؛ فزادت أحْوالُه المَاديَّة سُوءًا.. فَجْأةً قَرَّرَ السَّفَرَ إِلى أُورُوبَا لِدِرَاسَةِ السِّينمَا، وبِالطَّبعِ لم يكن لديه ما يستعين به على ذلكَ؛ جمع لَه زملاؤه مبلغ أَرْبعينَ جُنيهًا مُسَاهمةً مِنهُم في نَفَقَاتِ السَّفَرِ والدِّرَاسَةِ؛ لَكِنَّ الأَقْدارَ اختَارَتْ لَه أنْ ينتقلَ إِلى العَمَلِ فِي “استديو مصر” بَعدَ أنْ زارَ المُخرجُ “نِيَازِي مُصْطَفَى” المَحَلَّةَ، وكانَ مُكلفًا بِعملِ فيلمٍ عن شَركاتِ “بنك مصر”.

يتعرفُ “نِيَازِي” على “صَلاح” الذي يُعَاونُه في عَملِ الفِيلمِ، ويُصِرُّ “نِيَازِي” على إِلحَاقِه بِالعَمَلِ بِقسمِ “المُونْتَاجِ” الذي كانَ يَرْأَسُه بـ “استديو مصر” وسُرعانَ ما أجادَ “صَلاحُ” حِرْفَةَ “المُونْتَاجِ” الذي اعْتَبَرَه أهمَّ عُنْصرٍ في السِّينِمَا لأنَّ “المخرج الذي لا يعرفُ المُونْتَاجَ، لا يُمكنُ أنْ يكونَ مُخرجًا جيدًا”.

يَرْوِى “صَلَاح أَبُوِسيف” قِصةَ تَعَرُّفِه بالمُخرجِ الكَبيرِ “كَمَال سِلِيم” والسببَ الذي دَفَعَه للذِّهابِ إِليه والتَّعَرُّفِ عليه؛ ذَلكَ لأنَّه بِمجردِ وصُولِه لـ “استديو مصر” كانَ كُلَّمَا تَحدَّثَ بِرأيٍ يُقالُ لَه: هَذَا رَأْي “كَمَال سِلِيم، وكَذَلكَ كُلُّ كَلَامٍ كانَ يَقُولُه فِي أَيِّ مَوقفٍ  كانَ يَسمعُ عِبَارَةَ: أنتَ تَتَحدَّثُ بِلِسَانِ “كَمَال سِلِيم” يَقُولُ “صَلَاح أبُوسِيف”: “فَضِقْتُ ذَرعًا، وَذَهبتُ لِمُقَابَلَةِ “كَمَال سِلِيم” وَعِنْدمَا التقيتُه لأولِ مَرةٍ قُلتُ لَه: أنَا “صَلَاح أبُوسِيف” أعْمَلُ في “استوديو مصر” وكُلُّ شَيءٍ أَقُولُه فِي الاستوديو، يَقُولونَ لِي “هَذَا رَأْي “كَمَال سِلِيم”.. وأصبحنا بعدَ هذَا اللقاءِ صَدِيقينِ، إِلي أن جَاءتْ الفُرْصَةُ لِنشتركَ معًا في فيلم “العَزِيْمَة” –أولُ أَفْلامِ الوَاقِعيةِ المِصريَّةِ- وكانَ دَوري في هذا الفيلمِ مُساويًا تَمامًا لِدورِ “كَمَال سِلِيم” حَيثُ شَاركْتُه في المُونْتَاج والسيناريو والإِخْراجِ.

وَلَعلَّ من الأمُورِ الطَّريفةِ في قِصَّةَ سَفَرِه إِلى “فرنسا” تحوّله من دراسةِ المُونْتَاج إلى دِراسةِ الإخراجِ؛ بسبب أنَّ طُلَّابَ قسم المونتاج كن جميعًا مِن النِّسَاءِ، ما سبَّب له حَرجًا شديدًا. من الطريف أيضا أن استفادة “أبُوسِيف” القُصْوَى مِن هَذه البَعْثَةِ تَحقَّقت لِسببٍ آخرَ بعيدٍ كُلِّ البُعدِ عن الدِّراسةِ الأكاديميةِ، وهو أنَّه كانتْ هُناكَ دارُ عَرضٍ تجريبيةٍ تُقدِّمُ بَرنامجًا مِن أفلامٍ مُختارةٍ بِعنايةٍ، لِمخرجٍ أو مُمثلٍ أو مَوضوعٍ ما، وقد دَاومَ “صَلَاح” على الحُضُورِ يَوميًا، ولم يكنْ يُغادرُها إلا مَعَ مُنتصفِ اللَّيلِ.

في هَذه الدَّارِ أُتيحتْ لَه مُشَاهَدَةِ مُعْظمِ الأفلامِ التِي تُعتبرُ أهمَّ العَلاماتِ فِي تَاريخِ السِّينمَا، كانتْ هَذِه الدَّارُ جَامعةً حقيقيةً نَهِلَ مِنها مُخْرجُنا العَظِيمُ ثَقَافَتَه السِّينمَائِيَّة التي شَكَّلَتْ وَعيَه الفَنِّي، وجَعَلَته أكثرَ إِيمانًا بِرسالةِ الفَنِّ فِي التَّعبيرِ عنِ الوَاقعِ، وتنويرِ العقولِ.. اضْطُرّ صلاحَ للعودةِ إلى القاهرة بِسببِ قِيامِ الحَربِ العَالَمِيَّةِ الثَّانِيَةِ، لكنَّه سَيكونُ عَلَى مَوعدٍ مَعَ العَودةِ إلى أورُوبَّا وتحديدًا إِيطاليا، مُخرجًا للنُّسْخَةِ العَربيةِ لفيلمِ “الصَّقرِ” عام 1950م وقد عزَّزت هَذِه التَّجربة الثَّريَّة مِن إِيمانِه وَثِقَتِه بِنَفسِه وَبِأدَوَاتِه ما جعلَه راسِخَ الخُطا، نِدًا قويًا لِنَظِيِره مُخرج النُّسخةِ الإيطاليةِ، وَكَذَلكَ مِن خلالِ المَردودِ الطَّيبِ الذي لاحَظَه أثْنَاءَ إخراجِه للفيلمِ وتوجيِه المُمثلينَ وأيضًا ذَلكَ الاسْتِحْسَان الذي قُوبلَ به الفِيلمُ عِندَ عَرْضِه في دُورِ العَرضِ.

اضْطُرَّ “أبُوسِيف” لِخوضِ تَجربةِ الإنتاجِ لفيلم” لَكْ يُوم يَا ظَالِم” بعدَ أنْ رَفَضَه جَمِيعُ المُنتجينَ، وقدْ أنفقَ عليه مَخرجُنا كلَّ مَا يَملكُ، حتَّى أنَّه قَبلَ عَرضِ الفيلمِ بأسبوعٍ وَصَلَ “صَلَاح” إِلى حَالةِ الإِفلاسِ التَّامِ ولم يَعدْ قادرًا على شِراءِ الطَّعامِ لِأسرتِه.. حقَّقَ الفيلمُ نَجَاحًا جَمَاهِيريًا كَبيرًا، كَمَا تَلقَّاه النُقَّادُ باستحسانٍ بالغٍ.

قدَّمَ “صَلَاح أبُو سِيف” للسِّينمَا العَربيِّةِ أربعينَ فيلمًا تَنَوَّعتْ بينَ التَّاريخِي)القَادِسيَّة) والدِّيني (فَجر الإِسَلامِ) والفانتازيا (البداية) والفَلْسَفِي (السَّقَّا مَات) والعَاطِفِي (الوِسَادةُ الخَالِيَةُ) وغيرها مِنَ الأفلامِ التي تُمَثّل أهمَّ العَلاماتِ في السِّينمَا العَربيَّةِ مِثلَ فيلم (بِداية ونِهاية) و(القَاهِرة30) وفيلم (بينَ السَما والأَرْضِ) و(الزَّوجَة الثَّانِيَة) و(شَبَابُ امرأةٍ) و(المُواطنُ مِصْري) كَمَا كانَ لَه الفَضَلُ فِي اجتذابِ الأدِيبِ العَالمِي “نَجِيب محفوظ” للعَمَلِ فِي كتابةِ السِّيناريو، وقد أَثْمرَ التَّعاونُ بينهمَا أعمالًا رَائعةً سَتَبْقَى خَالدةً فِي ذَاكِرةِ السينماا.

كانَ “صَلَاح أبُوسِيف” سِينمائيًا مِن الطِّراز الأَولِ أَتَقَنَ فُنُونَ “المُونْتَاج” والإِخْراجِ والسِّينَاريُو وهو -لا شكَّ- أَحَدُ أَعْظَمِ السَّينمائِيينَ فِي تَاريخِ السِّينَمَا العَالميَّةِ، لَكِنَّ أهمَّ مَا مَيَّزَه هو ذَلكَ الضَّميرُ الحَي المُؤمنُ بِقضايَا الإِنْسَانِ، والوَاقِعِ المِصري والعَرَبِي وهو الضَّمِيرُ الذي لمْ يَنَمْ لَحْظَةً أو يُهَادِنُ، وهو ما جَعَلَه –أيضا- أَحَدَ المُعَبَّرينَ بِصِدقٍ عنْ قِيَمِ مُجْتَمَعِه دُونَ تَزَيُّدٍ ودُونَ وُقُوعٍ فِي بَرَاثِن التَّغريبِ أو الأَهْوَاءِ والنَزَعَاتِ الشَّخَصيَّةِ، وُدُونَ الرُّضُوخِ لِمَا يَفْرضُه السُّوقُ بِحُجَّةِ أنَّ الجُمْهُور “عَايز كِدَه” وهي العِبَارةُ التِي كانَ يُطالبُ “أبُوسِيف” بِمُحَاكَمَةِ مَن يَسْتَنِدُ إِليهَا فِي إِفْسَادِ الذَّوقِ العَامِّ.

ماهر الشيال

باحث وكاتب ومحرر مصري.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى

أنت تستخدم إضافة Adblock

برجاء دعمنا عن طريق تعطيل إضافة Adblock