مختارات

“عيون مصر” لا تحتاج إلى نادٍ رياضي؛ بل إلى “نظارات طبية”!

نقلًا عن صفحة الكاتب حمدي عبد العزيز على الفيسبوك

كنت منذ أن تشكل وعيي ضد وجود أي كيان رياضي على أسس دينية أو طائفية أو عقائدية، تستوي في هذا عندي نوادي (الشبان المسلمين) بنوادي (الشبان المسيحيين). ولطالما تمنيت أن تقوم الدولة بمراجعة هذه الكيانات، وترتيب أوضاعها على نحو يبعد عنها أي طابع طائفي ديني.

ومن هذا المنطلق.. فإنني بصفتي مواطنا مصريا؛ أرفض ما تردد عن عزم الكنيسة المصرية تأسيس نادٍ تحت اسم “عيون مصر” بمعاونة وزارة الرياضة، وإطلاق مشاركته في منافسات كرة القدم المصرية الرسمية، وأرى أن هذه الخطوة تمثّل ما يشبه اللعب واللهو الجاهل بأدوات في غاية الخطورة والتدمير، وهو ما يُعطى انطباعا بانعدام الرؤية المستقبلية المسئولة لدى مطلقيها، ولدى وزارة الشباب والرياضة، ويلقي بأسئلة الشك حول مدى الارتقاء إلى مستوى المسئولية الوطنية لدى هؤلاء القائمين على هذا المشروع، والذين ربما يجهلون أن هذا سيكون فاتحة لمشاريع أخرى مشابهة؛ ليجد المصريون أنفسهم –فيما بعد– أمام فرق رياضية تؤسسها الكنائس، وفرق رياضية أخرى تؤسسها مؤسسات دينية إسلامية .

لكم أن تتخيلوا بعد ذلك – لا قدّر الله – شكل التشجيع ونوع الهتافات الطائفية التي يمكن أن يهتف بها مستهتر هنا، أو موتور هناك.. طالما أن مسئولين كبار لم يرتقوا إلى مستوى الرؤية المستقبلية المسئولة، فيسهمون في صنع الفخاخ الطائفية، ووضعها في طريق مستقبل الأجيال المصرية.

الرياضة نشاط إنساني، وممارستها حق للجميع، وهو ما يقتضي أن تبتعد عنه أية أسس أو مسميات دينية أو طائفية أو مذهبية، ولا يجب أن تتحول الأنشطة الرياضية والاجتماعية للشباب إلى مباريات ومنافسات يمكن تفسيرها على أساس انتماءات أطرافها وتشجيع فرقها على أساس ديني أو مذهبي على نحوٍ يمكن أن يعمق نزعات طائفية ودينية متعصبة لدى الشباب من مشجعي هذا النادي أو ذاك .

وربما قد يسوق البعض أحاديث، عن وجود بعض المبررات لإنشاء فريق كرة قدم للشباب المسيحي، على اساس وجود بعض مظاهر التعصب في اختبارات الناشئين في الأندية، والتي تؤدى إلى حرمان بعض المواهب الكروية لأبناء المسيحيين والتدليل على هذه المبررات بواقعة حدثت هنا في هذا النادي، وواقعة حدثت هناك في آخر.. ووقائع أخرى ضمن وقائع وحالات حتى لو سلمنا بحدوثها؛ فهي لا تبرر –على الإطلاق– لهذه الخطوة ولما يماثلها من خطوات.. ذلك لأن مواجهة ظواهر التعصب إن تمت بنفس آليات التعصب وأدواته فإن هذا لن يؤدى إلا إلى تعميق التعصب وتعقيد مظاهره لا إلى إنهائه وبالتالي تصفية مظاهره.

ربما كان الأولى بأصحاب وداعمي “عيون مصر” دعم مشروع “نظّارات طبية” توسِّع الرؤي وتعمقها لتضعها في مستوي أقرب إلى المساعدة في تفعيل البصيرة.

بيان هام

وزارة الرياضة تنفي وجود فريق كرة أو نادى يتبع الكنيسة

الهيئات الشبابية والرياضية لكل شباب مصر؛ بعيدا عن أي انتماءات سياسية أو دينية.. نفت الإدارة العامة للإعلام بوزارة الشباب والرياضة؛ كل ما تردد في بعض وسائل الإعلام بشأن وجود نية أو توجه لإشهار فريق لكرة القدم أو نادى يتبع أحد الكنائس المصرية.

وتؤكد الإدارة أن كافة اللوائح والقوانين المصرية المنظمة للعمل الشبابي والرياضي؛ تحظر تماما إقامة أو إنشاء أو إشهار أي منشآت أو هيئات شبابية أو رياضية على أساس ديني، فضلا عن حظر قيام أيٍ من الهيئات الرياضية والشبابية المشهرة وفقا لأحكام القانون، ممارسة أي أنشطة سياسية أو حزبية أو دينية أو الترويج لأفكار أو أهداف سياسية أو دينية.

وتؤكد إدارة الإعلام، أن وزارة الشباب والرياضة؛ حريصة على دعم ورعاية كافة الأنشطة والمشروعات والهيئات لجميع شباب مصر؛ بعيدا عن أي انتماءات دينية أو سياسية، وتحرص الوزارة أيضا على قيام كافة الهيئات الشبابية والرياضية من الأندية ومراكز الشباب والمنشآت التابعة للوزارة بدورها نحو خدمة شباب مصر، من جميع قرى ونجوع ومدن محافظات الجمهورية، دون أي تفرقة على أساس ديني أو سياسي أو حزبي.

رابط البيان

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى

أنت تستخدم إضافة Adblock

برجاء دعمنا عن طريق تعطيل إضافة Adblock