مختارات

واشنطن: جهود حثيثة لتحديد مصدر تسريب الوثائق العسكرية

نقلا عن اندبندنت عربي
قال الكرملين اليوم الاثنين إن هناك “اتجاها عاما” لتحميل روسيا المسؤولية عن كل شيء، وذلك رداً على سؤال حول الاتهامات الموجهة لموسكو بالوقوف وراء تسرب كبير لوثائق للمخابرات الأميركية تتعلق بعدد من الدول من بينها أوكرانيا.

وقال مسؤولان أميركيان إن أجهزة الأمن القومي الأميركية تسعى جاهدة للتعامل مع تداعيات تسريب عشرات الوثائق السرية، بما في ذلك التأثير على تبادل المعلومات الحساسة داخل الحكومة وعلى العلاقات مع الدول الأخرى.

ويبذل مسؤولون أميركيون جهوداً حثيثة لتحديد مصدر تسريب وثائق عسكرية واستخباراتية شديدة السرية انتشرت على الإنترنت وتضمنت تفاصيل منها ما يتعلق بالدفاعات الجوية الأوكرانية وبجهاز الاستخبارات الإسرائيلي (الموساد).

وتحاول وزارة الدفاع الأميركية “البنتاغون” تحديد مصدر تسريب الوثائق التي تفصل استراتيجية الولايات المتحدة وحلف شمال الأطلسي (ناتو) لدعم أوكرانيا في وجه الهجوم الروسي.

وقال متخصصو أمن غربيون ومسؤولون أميركيون إنهم يشتبهون في أن شخصاً من الولايات المتحدة قد يكون وراء التسريب.

ويقول المسؤولون إن اتساع نطاق الموضوعات التي احتوت عليها الوثائق، والتي تتناول الحرب في أوكرانيا والصين والشرق الأوسط وأفريقيا، تشير إلى أنه تم تسريبها من أحد المواطنين الأميركيين وليس من أحد الحلفاء.

وقال مايكل مولروي المسؤول الكبير السابق في وزارة الدفاع الأميركية لـ “رويترز”: “التركيز الآن على أن هذا تسريب من الولايات المتحدة لأن العديد من هذه الوثائق كان بحوزة الولايات المتحدة فقط”.

أخطر الخروقات الأمنية

وقال مسؤولون أميركيون إن التحقيق في مراحله الأولى ولا يستبعد القائمون على إدارته احتمال أن تكون عناصر مؤيدة لروسيا وراء التسريب الذي يُنظر إليه على أنه من أخطر الخروقات الأمنية منذ تسريبات موقع “ويكيليكس” في عام 2013 والتي شملت ما يزيد على 700 ألف وثيقة ومقطع فيديو وبرقية دبلوماسية.

ولم ترد السفارة الروسية في واشنطن والكرملين على طلبات للتعليق.

احتوى بعض الوثائق على تقديرات للخسائر في ساحة المعركة من أوكرانيا، لكن يبدو أنه تم تعديلها لتقليل الخسائر الروسية. كما لم يتضح بعد سبب وضع علامة “غير سري” على إحدى تلك الوثائق على الأقل على رغم أنها تضمنت معلومات سرية جداً. وتم وضع علامة “نوفورن” على بعض الوثائق، مما يعني أنه لا يمكن نشرها للأجانب.

وقال مسؤولان أميركيان الأحد إنهما لا يستبعدان احتمال التلاعب بالوثائق لتضليل المحققين بشأن مصدرها أو لنشر معلومات كاذبة قد تضر بالمصالح الأمنية الأميركية.

وتوضح إحدى الوثائق، وهي بتاريخ 23 فبراير (شباط) وتحمل علامة “سري”، بالتفصيل كيف سيتم استنفاد أنظمة الدفاع الجوي الأوكرانية “أس-300” بحلول الثاني من مايو (أيار) وفقاً لمعدل استخدامها الحالي.

وربما تكون مثل هذه المعلومات الخاضعة لحراسة مشددة ذات فائدة كبيرة للقوات الروسية، وقالت أوكرانيا إن رئيسها وكبار مسؤوليها الأمنيين اجتمعوا يوم الجمعة لمناقشة سبل منع تلك التسريبات.

مراقبة الحلفاء

تقول وثيقة أخرى، تحمل ختم “سري للغاية” ومأخوذة من إفادة للاستخبارات المركزية الأميركية (سي آي أي) بتاريخ الأول من مارس (آذار)، إن جهاز الاستخبارات الإسرائيلي (الموساد) دعم الاحتجاجات المناهضة لخطط رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو لإحكام السيطرة على المحكمة العليا.

وقالت الوثيقة إن الولايات المتحدة علمت بذلك من خلال إشارات استخبارات، مما يشير إلى أن واشنطن كانت تتجسس على أحد أهم حلفائها في الشرق الأوسط.

وفي بيان له الأحد، قال مكتب نتنياهو إن الوثيقة “كاذبة ولا أساس لها على الإطلاق”.

وعرضت وثيقة أخرى تفاصيل متعلقة بمناقشات خاصة دارت بين كبار المسؤولين الكوريين الجنوبيين حول الضغط الأميركي على الحليف الآسيوي للمساعدة في إمداد أوكرانيا بالأسلحة وسياسة سول القائمة على ألا تفعل ذلك.

وقال مسؤول في القصر الرئاسي بكوريا الجنوبية الأحد إن سيول على علم بالتقارير الإعلامية المتعلقة بالوثائق المسربة وإنها تعتزم مناقشة الولايات المتحدة في القضايا التي أثارتها التسريبات.

ولم يتطرق البنتاغون إلى مضمون هذه الوثائق، ومن بينها على ما يبدو مراقبة الحلفاء.

تحقيقات

وقال مسؤولان أميركيان اشترطا عدم الكشف عن هويتهما إنه بينما كان هناك قلق بشأن الوثائق المسربة في البنتاغون ووكالات الاستخبارات، فإن الوثائق لم تقدم سوى لمحة جزئية عن الحرب في أوكرانيا تعود لشهر مضى وليس تقييمات حديثة.

وأضاف المسؤولان أن وكالات الاستخبارات والجيش يبحثان في عملياتهما لمعرفة إلى أي مدى تمت مشاركة المعلومات الاستخباراتية داخلياً.

وأحال البيت الأبيض هذه المسألة إلى البنتاغون، الذي أكد الأحد أنها قيد الدراسة وأنه أحالها رسمياً إلى وزارة العدل وطلب منها التحقيق فيها.

من سرب الوثائق؟

وقالت وزارة العدل الأميركية يوم الجمعة إنها على اتصال بالبنتاغون وبدأت تحقيقاً في تسريب الوثائق. ورفضت الإدلاء بمزيد من التعليقات.

وقال مسؤول إن المسؤولين يبحثون في الدوافع التي قد تدفع مسؤولاً أميركياً أو عدة مسؤولين لتسريب مثل هذه المعلومات الحساسة.

وأضاف المسؤول أن المحققين بحثوا أربع أو خمس احتمالات، منها أن يكون الشخص الذي نشر هذه الوثائق أحد الموظفين الساخطين على الوضع أو أحد المسؤولين في الداخل ممن يسعون للإضرار بمصالح الأمن القومي الأميركي.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى

أنت تستخدم إضافة Adblock

برجاء دعمنا عن طريق تعطيل إضافة Adblock