رياضة

منتخب الكونغو الديمقراطية.. ينهي مغامرة مصر في الكان

انتهت مشاركة المنتخب المصري في كأس الأمم الأفريقية المقامة حاليا في كوت ديفوار- بالخروج من دور الستة عشر بعد أن حسمت ركلات الترجيح المباراة لصالح منتخب الكونغو الديمقراطية بنتيجة 8/7 بعد نهاية المباراة في وقتيها الأصلي والإضافي بنتيجة 1/1.

وقد اعتبر كثيرون تلك المشاركة هي الأسوأ للمنتخب المصري منذ عقود، فقد افتقر الفريق المصري إلى الشكل والروح والأداء الخططي، وظهر على معظم اللاعبين عدم التركيز والأداء الفردي و”العنتري”.. وقد عزا غالبية المهتمين بالشأن الكروي المصري، ذلك إلى تدني مستوى المدير الفني روي فيتوريا الذي أخرج أسوأ ما في لاعبي منتخب مصر، حسب تعليق لنجم المنتخب المصري السابق وائل جمعة، الذي أضاف أن “فيتوريا هو المسئول الأول عن إقصاء منتخب مصر.. إذ لم تكن لديه لمسة إبداعية في التعامل مع المباريات”.

وأكد جمعة أن الطريق إلى الدور قبل النهائي كان ممهدا، فلم يقابل المصريون منتخبا قويا خلال اللقاءات الأربعة التي خاضوها.. ورغم ذلك لم يستطع فيتوريا تحقيق الفوز في أي منها وانتهت كلها بالتعادل.. والسبب في ذلك أن فيتوريا لا علم له على الإطلاق بإفريقيا، ولا بكيفية التعامل مع المباريات في البطولة القارية الإفريقية العريقة.. وختم جمعة تعليقه بضرورة محاسبة ومساءلة كل من تسبب في هذه “المهزلة” على حد تعبيره.

كان الفريق الكونغولي قد تقدّم في الدقيقة الثامنة والثلاثين بهدف للاعبه ميشاك إيليا، بعد “تغفيل” الدفاع المصري الذي انشغل لاعبوه بالاعتراض على رمية تماس، لُعبت سريعا خلف المدافعين، ومن تسديدة بعرض الملعب ارتطمت الكرة بقدم حجازي وتغير اتجاهها ليكملها ميشاك إلى داخل الشباك الخالية.

ويدرك الفريق المصري التعادل في الوقت المحتسب بدلا من الضائع عن طريق ضربة جزاء سددها مصطفى محمد متقنة في الزاوية العليا على يسار الحارس.

كان فيتوريا قد بدأ المباراة بتشكيل يتكون من: أبو جبل في المرمى، أمامه فتوح وهاني على الأطراف وحجازي ومنعم في القلب، وفي خط الوسط: مروان عطية وحمدي فتحي ومحمد النني.. أما الهجوم فقد فضّل فيتوريا هذه المرة أن يستهل تريزيجيه المباراة لإصابة مرموش بدور برد مفاجئ، كما بدأ بزيزو ومصطفى محمد.

رغم الاستحواذ والسيطرة الميدانية الواضحة التي تجاوزت الـ 70% طوال الشوط الأول إلا أن المنتخب المصري لم يُشكِّل خطورة حقيقية على مرمى الكونغو، إلا في مرات نادرة أخطرها كانت كرة في الدقيقة الثامنة من مروان عطية ذهبت عرضية متقنة لرأس حجازي الذي “نطحها” بغرابة شديدة أعلى العارضة.. بعد ذلك بنحو دقيقتين يسدد النني من داخل منطقة الجزاء كرة في اتجاه المرمى تصطدم بقدمي مصطفى محمد الذي تكرر تواجده على نحوٍ ملحوظ في طريق مسار الكرة نحو المرمى في المباريات الأربع.

كما شن المنتخب الكونغولي العديد من الهجمات خلال الشوط لكنها لم تتسم بالخطورة إلى نادرا كما حدث في الدقيقة الثانية حين أضاع ميشاك إيليا شبه انفراد من كرة مرتدة، عندما سدد الكرة بقوة أعلى عارضة أبو جبل.

كان من المفترض أن يقرأ فيتوريا المباراة ويُعَدّل في خططه بحيث يحسم اللقاء مبكرا في ظل تواضع مستوى الفريق الكونغولي، لكن الرجل كان كعادته بلا حول ولا قوة وفي حالة امتناع تام عن الاستفادة من نقاط ضعف الخصوم، الذين استطاعوا استغلال هفوات المصريين – وما أكثرها- لخطف هدف التقدم، قبل أن ينجح حجازي في الحصول على ضربة الجزاء التي جاء منها هدف التعادل لينتهي الشوط الأول بتعادل الفريقين.

وجاء الشوط الثاني مخيبا للآمال بعد تراجع أداء المنتخب المصري وسيطرة الكونغو على زمام الأمور دون تشكيل خطورة حقيقية على مرمى أبو جبل الذي بدا عليه عدم الجاهزية، والتردد في الخروج من المرمى لالتقاط الكرة في أكثر من هجمة، ويبدو أن أنباء انتقاله للأهلي على سبيل الإعارة لنهاية الموسم؛ تعويضا لغياب الشناوي – لم يكن لها ذلك الأثر الإيجابي المتوقع.

ويجري فيتوريا تغييرا اضطراريا قبل بداية الشوط الثاني بعد طلب فتوح التغيير -ربما لإصابته بشد- ليحل محمد حمدي بديلا له.

في هذا الشوط زادت خشونة لاعبي الكونغو في الكرات المشتركة، وقد حاول لاعبو الفريق المصري حجازي ومنعم ومروان عطية مجاراتهم في ذلك، وكذلك حاول محمد حمدي الذي نال إنذارين وطرد في الدقيقة السابعة من الوقت الإضافي الأول.

في الدقيقة الرابعة والثمانين من عمر المباراة أجرى فيتوريا تغييرا بنزول محمود حمادة بديلا لمروان عطية، ونزل مرموش بديلا لتريزيجيه غير الموفق، ثم أخرج زيزو ليحل مصطفى فتحي بديلا له.

لكن هذه التغييرات لم تؤد إلى تحسن الأداء.. ولم يكن في وسع المنتخب المصري إلا اللجوء للتكتل الدفاعي في الوقت الإضافي واللعب على المرتدات، خاصة بعد طرد محمد حمدي.. لكن اللياقة البدنية للاعبي المنتخب المصري تأثرت كثيرا بارتفاع معدلات الرطوبة في سان بيدرو.. إلى أن وصل الفريقان محطة ضربات الجزاء التي انتهت لصالح الكونغو بنتيجة 7/8 بعد أن أضاع المنتخب المصري ضربتين عن طريق مصطفى محمد وأبو جبل الذي سدد الضربة مرغما بعد امتناع مهند لاشين الذي حلّ بديلا للنني في الدقيقة 112 عن التسديد بينما أضاعت الكونغو ضربة واحدة فقط عن طريق اللاعب أرثر ماسواكو.

ويلتقي المنتخب الكونغولي مع نظيره الغيني يوم الجمعة المقبل، بينما تغادر بعثة المنتخب المصري أبيدجان إلى القاهرة غدا الإثنين بمشيئة الله.

ماهر الشيال

باحث وكاتب ومحرر مصري.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى

أنت تستخدم إضافة Adblock

برجاء دعمنا عن طريق تعطيل إضافة Adblock