في بطولة أطاحت بكافة التنبؤات.. وخرج منها المرشحون تباعا.. حلّق النسور الخضر بعيدا ووصلوا إلى المباراة النهائية، بعد تجاوز عقبة البافانا بافانا بركلات “الحظ” الترجيحية التي وصلت بالأولاد إلى نصف النهائي على حساب كابو فيردي.
بدأ الفريقان اللقاء بحذر واضح إلا أن الكفّة في الربع ساعة الأولى مالت لصالح جنوب إفريقيا التي استحوذت على الكرة في منتصف الملعب.. لكن ذلك لم بحل دون تهديد مرماها في الدقيقة الثالثة عشرة عندما أخطا الحارس ويليامز في تقدير كرة جاءت من تمريرة بينية من العمق، لكن أحدا من مهاجمي نيجيريا لم يستغل الفرصة.
في الدقيقة السادسة والعشرين يشن الأولاد هجمة من ناحية اليمين تلمس يد مدافع نيجيري داخل منطقة الجزاء.. لكن تقدير أمين عمر كان أنها عن غير قصد ليستمر اللعب.
مع مرور الوقت بدا أن الاولاد أكثر قدرة على امتلاك منطقة المناورات، وصنع الهجمات وتشهد الدقيقة الثامنة والثلاثين تمريرة رائعة من بيرسي تاو لماجوبا الذي سدد بقوة؛ لكن الحارس النيجيري نوبالي كان في المكان المناسب.
وقبل أن تنتهي أحداث الشوط الأول يحاول أوسيمين تسجيل هدف؛ لكن رأسيته تمر موازية لمرمى ويليامز.. ليعلن الحكم المصري انتهاء الشوط الأول بالتعادل السلبي.
البرتغالي جوزيه بيزيرو مدرب النسور.. باغت الأولاد مع بداية الشوط الثاني بعدة هجمات عن طريق أوسيمين الذي علت رأسيته العارضة في الدقيقة السادسة والخمسين، وأونيكا الذي سدد بقوة لكن خارج المرمي في الدقيقة الستين، قبل أن يسقط المدافع مفالا، النجم أوسيمين داخل مربع العمليات؛ ليحتسب عمر ضربة جزاء للنسور يحرز منها أيكونغ هدف التقدم.
وتشهد الدقيقة السابعة والثمانين هدفا ثانيا للنسور؛ لكن تقنية الڤار تشير لخطأ سبق الهدف لصالح جنوب إفريقيا يستوجب ضربة جزاء، أحرز منها ماكوينا هدف التعادل للأولاد.
بعد ذلك تراجع الأداء النيجيري على نحو لافت، وشن الأولاد عددا من الهجمات.. لكن الرعونة – وربما الإرهاق- أضاعا هدفين في نهاية الوقت الأصلي، وفي الدقيقة الثالثة من الوقت الضائع عن طريق موادو الذي كان وجها لوجه مع الشباك؛ لكنه سدد بعيدا فوق المرمى وسط ذهول الجميع.
شهد شوطا المباراة الإضافيان عودة الهجمات النيجيرية عن طريق أوسيمين الذي أضاع هدفا سهلا بعد مراوغة رائعة؛ لكنه سدد الكرة ضعيفة بين يدي الحارس.
قبل نهاية الشوط الإضافي الثاني يطرد أمين عمر، المدافع كيكانا بعد كرة خشنة مع موفي على حدود منطقة الجزاء، تسدد الكرة وتذهب بعيدا لينهي الحكم الشوك الإضافي الثاني معلنا الاحتكام لركلات الترجيح التي ينجح النيجيريون في حسمها بنتيجة 4/2، ليصعدوا إلى المباراة النهائية بعد أداء قوي خلال المباريات الست التي خاضها الفريق في البطولة حتى الآن.
في المباراة الثانية استطاع فريق البلد المضيف كوت ديفوار حسم اللقاء أمام الكونغو الديمقراطية بهدف دون رد ليصعد الفريق للنهائي بعد أن اجتاز الدور الأول ضمن أحسن الثوالث بثلاث نقاط فقط من فوز وحيد وهزيمتين، إحداهما بأربعة أهداف نظيفة أمام غينيا الاستوائية، لكن الأمور تحسنت بعد إقالة المدرب الفرنسي جان لويس جاسكيه، وتعيين المدرب الوطني إيمرس فاييي الذي استطاع اجتياز دور الستة عشر على حساب السنغال بركلات الحظ، ثم الفوز على مالي في دور الثمانية بهدفين لهدف، قبل أن يحسم لقاء الكونغو ليصعد للمباراة النهائية ليواجه نيجيريا غدا الأحد.
بدأ اللقاء الذي أقيم على ملعب الحسن واتارا في ضاحية إبيمبي شمالي أبيدجان، بأداء حماسي واندفاع هجومي من الأفيال؛ رغم غياب أربعة من التشكيلة الأساسية للفريق هم: المدافعان أوريه وكوسونو والمهاجمان كوامي ودياكيتي.
وتشهد الدقيقة الثامنة هدفا للكونغو عن طريق ميكاك إيليا؛ لكن الحكم الليبي معتز إبراهيم يلغي الهدف بسبب خطأ ضد الحارس يحيى فوفانا.
وتضيع على المنتخب الإيفواري فرصتان للتسجيل في الدقيقتين الثامنة عشرة والسادسة والثلاثين عن طريق سيباستيان هالر برأسية مست الشباك من الخارج، ومقصية مرت أعلى العارضة.
وكاد ويسا أن يسجل للكونغو في الدقيقة الثامنة والعشرين إثر انفراده بفوفانا؛ إلا أن كرته ذهبت إلى خارج المرمى.
عاود هالر محاولاته للتسجيل في الدقيقة الأربعين؛ لكن رأسيته ذهبت لخارج المرمى.. وكاد فرانك كيسي أن يحرز هدف التقدم لكوت ديفوار لكن تسديدته من خارج المنطقة ارتطمت بالقائم وخرجت.. لينتهي الشوط الأول بالتعادل السلبي.
مع بداية الشوط الثاني أشرك المدرب ديسابر المهاجم بونغوندا لاعب سبارتاك موسكو، بديلا لكاكوتا.. قدم بونغوندا فور نزوله فاصلا رائعا من المراوغة وانفرد بالحارس فوفانا، وسدد إلى خارج المرمى.
دانت السيطرة للكونغو لبعض الوقت قبل أن يباغت كيسي الحارس مباسي بتسديدة قوية في الدقيقة التاسعة والخمسين.
ويجري إيميرس فاييي تغييرين، ليدخل سانغاري مكان سيكو فوفانا وأماني بديلا لسيري، لاحقا حلَّ مبامبا مكان أدينغرا.
وتشهد الدقيقة الخامسة والستين هدف المباراة الوحيد من تسديدة لهالر سكنت الزاوية العليا على يسار مباسي الذي طار ناحيتها دون جدوى.
وتشهد الدقيقة الحادية والسبعين ضياع هدف محقق للأفيال بعد أن سدد هالر الكرة أعلى المرمى الخالي من حارسه.
لم تستطع الكونغو العودة للمباراة عقب الهدف، وتوالت الهجمات الإيفوارية وسط سيطرة شبه كاملة على مجريات المباراة التي انتهت بفوز الأفيال وصعودهم للنهائي بعد أن كانوا قاب قوسين أو أدنى من الخروج من دور المجموعات.