رؤى

ايماناً بنصر المقاومة.. المؤتمر القومي العربي يعقد دورته القادمة في غزة

المؤتمر القومي العربي: نقطة القوة هي المقاومة وعمقها الشعبي.. ونقطة الضعف في هذه الأمة هي النظام العربي الرسمي.

——————————-

ترأس الأمين العام للمؤتمر القومي العربي أ. حمدين صباحي (مصر) اجتماعا للأمانة العامة للمؤتمر بكامل أعضائها علي تطبيق زووم.

وبعد المناقشات أقرّ المجتمعون جملة إجراءات مقترحة من اللجنة التنفيذية للمؤتمر القومي العربي حول الدورة 33 للمؤتمر القومي العربي، ووافقوا بالإجماع على تسمية الدورة بـ”طوفان الأقصى” وعلى عقدها في غزة المنتصرة، وأن تدور الأفكار والتوصيات في كافة أوراق المؤتمر من التقرير السياسي إلى الأوراق الخاصة إلى “حالة الأمّة” حول تداعيات ملحمة “طوفان الأقصى” على المستويات الاستراتيجية وسبل إعادة إعمار غزّة، اضافة الى انعكاسات هذه الملحمة التاريخية على تطورات عناصر المشروع النهضوي العربي (الوحدة العربية، الاستقلال الوطني والقومي، الديمقراطية، التنمية المستقلة، العدالة الاجتماعية، التجدد الحضاري).

بعد ذلك ناقش المجتمعون الأوضاع الميدانية والسياسية المتصلة بملحمة طوفان الأقصى، لاسيّما في أجواء المفاوضات الجارية حول اتفاق الإطار الذي تمّ التوصل إليه في “اجتماع باريس” قبل أيام وفي ردّ حركة حماس وفصائل المقاومة، وقد أبدى الحاضرون جميعا آراءهم وملاحظاتهم التي صدرت في البيان التالي:

  1. تجدّد الأمانة العامة للمؤتمر القومي العربي اعتزازها وإجلالها لبطولات شعبنا الفلسطيني في غزّة والضفة الغربية والقدس وبصمودهم الأسطوري، وبصلابة وبسالة وشجاعة فصائل المقاومة وفي طليعتها حماس والجهاد الاسلامي، ويدعون الأمّة العربية بنظامها الرسمي الذي تتراوح مواقف مكوناته بين التواطؤ والتخاذل والصمت المريب، أو بحركتها الشعبية العربية المدعوة إلى المزيد من التحرك الشعبي الضاغط على الحكومات العربية والإسلامية والنظام العالمي، من أجل إرغام حكومة العدو الصهيو – نازي على وقف العدوان الذي أدى بما يقل عن 27 ألف شهيد وحوالي السبعين ألف مصاب ومفقود حتى الآن، مؤكّدين أن أي تحرك شعبي عربي وإسلامي فاعل يحتاج إلى تلاقي قوى الأمّة وتياراتها حول فلسطين ومعركتها، والتأكيد على تكامل تيارات الأمّة في معركة المصير الواحد عبر قيام كتلة تاريخية تركّز على ما يجمع هذه القوى وتتجاوز ما يفرقها.
  2. تؤكّد الأمانة العامة للمؤتمر القومي العربي على ضرورة قيام النظام الرسمي العربي بالحد الأدنى من واجباته تجاه “ملحمة طوفان الأقصى” البطولية وفي مقدمتها دعم المقاومة وصمود أهل غزّة وإمدادهم بكافة احتياجاتهم العسكرية والغذائية والدوائية والإيوائية، وإلغاء كافة اتفاقات التطبيع القائمة حاليا بين بعض الحكومات العربية والكيان الصهيوني، وإغلاق سفارات الكيان الصهيوني حيث هي، وتفعيل مكاتب مقاطعة العدو وداعميه وتطبيق القوانين الصادرة بهذا الشأن، وصولاً إلى فتح رفح الذي يحتاجه أهلنا الصامدون في غزّة.

 3- تجدد الأمانة العامة اعلان موقفها أن النصر الذي أنجزته المقاومة وحماها شعبنا بتضحياته الأسطورية وصموده في غزّة، هو الحقيقة الكبرى التي انطلقنا منها والتي تمارس دورها وستستمر منذ 7 أكتوبر وإلى الآن، أن هذا النصر العظيم يحتاج إلى أن نعمّقه ونحرسه ونبني عليه، وفي هذا الإطار تؤكّد الأمانة على أن المقاومة التي أنجزت هذا النصر هي محل ثقة أمّتها، وشركائها بالمقاومة، وأن المؤتمر القومي العربي كشريك في المقاومة يجدّد ثقته في القوى التي قادت “طوفان الأقصى”، وأن ما يمكن أن تطرحه من تكتيكات في إدارة هذه المعركة، ستكون موضع  الدعم والثقة.

4- تجدد الأمانة العامة للمؤتمر القومي العربي ثقتها بأمتنا العربية، وأن شعبنا العربي ليس محلا للاتهام او الإدانة، وليس لأحد أن يحكم على الأمّة، أو أن يمنحها علامات الصواب أو الخطأ، نحن كلنا أجزاء من هذا الشعب العربي، وإذا كان يجوز، بل يجب، أن ننتقد بعض النخب العربية، ونحن أول من ينتقد، أو ينقد نفسه، فلا يجوز أن يكون  الشعب القائد والمعلم عرضة لإصدار الحكم عليه. ويبقى من واجبنا أن ندعو أمّتنا لمزيد من التعبير عن موقفها الذي نثق فيه، وأن نحرّض جماهير أمّتنا على مزيد من التحرك الشعبي وبالذات في مجالي توسيع المقاطعة ومقاومة التطبيع، وأن ندعو نخبنا أن تلعب دورها على نحو أفضل وأفعل مما قدّمت.

 5- تدعو الأمانة العامة للمؤتمر القومي العربي النظام الرسمي العربي والإسلامي إلى استخدام سلاح البترول والغاز في وجه العدوان على غزة، لأنه سلاح ناجز وهام، كما كان الأمر خلال العدوان الثلاثي في مصر عام 1956، يوم فجرت المقاومة العربية في سورية أنابيب النفط في مرفأ بانياس الساحلي، وكما فعلت المملكة العربية السعودية خلال حرب تشرين 1973.

 6- وجّهت الأمانة العامة للمؤتمر القومي العربي تحية التقدير والإجلال للمواقف العربية والدولية المساندة لأهلنا في غزّة، لاسيّما في لبنان الذي قدّمت مقاومته عددا من الشهداء، دعما للشعب الفلسطيني، يزيد عما قدّمته في حرب تموز 2006، واليمن الذي كانت مساهمته بالقصف لإيلات وبمنع السفن المتوجهة إلى الكيان الصهيوني في البحر الأحمر على نحو اضطر التحالف الأمريكي – البريطاني إلى الرد بعدوان خائب على اليمن، بحيث أثبت صمود المقاومة اليمنية وفي مقدمها حركة أنصار الله والجيش اليمني، بأن موازين الإرادات قادرة على مواجهة موازين القوى، كذلك التحية للمقاومة العراقية الباسلة التي تدك القواعد العسكرية الأمريكية في العراق وسورية وتسهم في جلاء القوات الأمريكية عن البلدين الشقيقين، كما نوجه التحية لسورية الصامدة منذ 13 سنة، والتي تتعرض منذ ملحمة “طوفان الأقصى” إلى عدوان صهيوني مستمر ومدعوم أمريكيا.

 7- جدّدت الأمانة العامة للمؤتمر القومي العربي اعتزازها بالطوفان الشعبي العالمي المؤيد للشعب الفلسطيني وقضيته وتندّد بالعدوان الصهيوني الإرهابي على غزّة، وحيّت أحرار العالم الذين يقودون المسيرات المليونية التي تملأ ساحات ومدن والعواصم في كافة القارات وتدعو إلى أوسع مشاركة في اليوم العالمي لمناهضة العدوان على غزّة، يوم السبت القادم في 17 شباط/فبراير 2024، وتحيي بشكل خاص شركائنا من أحرار العالم في “المنتدى العربي الدولي من أجل العدالة لفلسطين” الذين يلعبون دورا هاما على مختلف الصعد في الانتصار لفلسطين وشعبها، وغزّة وصمودها الأسطوري.

8- تحيّي الأمانة العامة للمؤتمر القومي العربي حكومة جنوب إفريقيا ومن ساندها من الدول في تقديم شكوى إلى محكمة العدل الدولية التي أصدرت قرارات غير مسبوقة تضع الكيان الصهيوني للمرة الأولى في دائرة الشبهة الجنائية بارتكاب جرائم إبادة جماعية، وتدعو الكيان الصهيوني إلى إجراءات تؤدي في النهاية إلى وقف إطلاق النار وإلى تحمل هذا الكيان مسئولياته أمام المجتمع الدولي.

9- تشيد الأمانة العامة للمؤتمر القومي العربي بالتقدم الواضح في مواقف الغالبية الساحقة من دول العالم المندّدة بالعدوان الصهيوني، وتحيي إدانة روسيا والصين للعدوان الامريكي على اليمن والعراق وسوريا ، وتدعو الدول المتحررة من النفوذ الإمبريالي وفي طليعتها روسيا والصين ودول أمريكا اللاتينية، أن تبدأ بإجراءات قانونية ودبلوماسية حازمة تفضي إلى نزع الشرعية عن الكيان الصهيوني وطرده من المؤسسات الدولية، وهو ما دعا إليه المؤتمر القومي العربي في دورته ال 32 في حزيران 2023.

10- تحيي الأمانة العامة للمؤتمر القومي العربي كافة الدول التي ساندت دوليا قضية شعبنا في فلسطين داخل المؤسسات الدولية وخارجها، وخصوصا الدول التي قطعت علاقتها مع الكيان الصهيوني، وتدعو إلى أن يكون لها في علاقاتنا الاقتصادية والتجارية الأولوية تقديرا لمواقفها، وعزلا للحكومات المؤيدة للعدوان.

11- تؤكد الأمانة العامة للمؤتمر القومي العربي أن اتساع نطاق جبهة المقاومة للعدو الصهيو – أمريكي والممتدة من فلسطين إلى لبنان وسورية والعراق واليمن وإيران، والاعتداءات الاستعمارية والاغتيالات الإرهابية التي تعرضت لها شعوب وقادة في هذه البلدان هو تأكيد متجدد على وحدة الأمّة التي تعبّر عن نفسها بوحدة المقاومة، والتي ينبغي أن نسعى لتعميق التكامل بينها وبين قوى التحرر الشعبية في المنطقة والعالم، لأننا نخوض حرباً تتصل بوجود أمّتنا ومستقبلها.

 في الختام، ترى الأمانة العامة للمؤتمر القومي العربي أن من أبرز مهمات قوى التحرر والمقاومة في الأمّة أن تسعى إلى حماية الانتصار الذي يتحقق في الميدان، وتحول دون أي محاولة لتجويفه والإجهاز عليه، وذلك عبر تعزيز نهج المقاومة على مستوى الأمّة، والتأكيد على وحدة قوى المقاومة والثورة والتحرر لمواجهة قوى كل التحديات وتجاوز لكل الصعوبات الضيقة والخلافات داخل البيت الواحد.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى

أنت تستخدم إضافة Adblock

برجاء دعمنا عن طريق تعطيل إضافة Adblock