رياضة

الأهلي يربك “طموح” الأهرام.. بفوز مستحق

بأداء كروي متفاوت على مدار فترات المباراة – استطاع الأهلي حسم نتيجة مباراته مع نادي الأهرام -متصدر الدوري- بثلاثة أهداف لهدفين؛ ليحيي آمال جماهيره في انتزاع اللقب الغالي في موسم المشاكل والأزمات.. والأحزان أيضا.

بدأ الثعلب السويسري المباراة بتشكيل أثار العديد من التساؤلات بظهور خالد عبد الفتاح البعيد منذ فترة عن المشاركة في المباريات، وعودة رامي ربيعة إلى جانب عبد المنعم في الدفاع، وغياب ياسر إبراهيم الذي كان من المُرجح مشاركته.. كما أثارت مشاركة طاهر منذ بدء اللقاء دهشة البعض.

خلال العشرين دقيقة الأولى من زمن المباراة سيطر الأهلي على مجريات الأمور ووصل إلى مرمى الأهرام أكثر من مرة بفضل نشاط الشحات وتركيزه الشديد إلى جانب انطلاقات الموفق كريم فؤاد.. ما جعل المنافس في حالة من الارتباك.. إذ كان واضحا تركيز المدرب الكرواتي على إمام عاشور لعدم تمكينه من صنع الفرص لزملائه أو التقدم بالكرة.. لم يكن عاشور في أفضل حالاته، وبدلا من محاولة إحباط محاولات الخصوم في تشتيته باللعب الخشن الذي تغاضى عنه كثيرا الحكم الإسباني غير الموفق- دخل إمام في فاصل من المراوغات غير المجدية واللعب السلبي.. لكن الدقيقة الثامنة عشرة تحمل للجماهير الحمراء أول فرحة بتسجيل الفدائي وسام أبو علي الهدف الأول، من تمريرة للشحات المتألق تمر من الجميع ليجدها وسام أمامه؛ ليودعها المرمى الخالي بسهولة.

في الدقيقة التالية يهدر أبو علي هدفا سهلا كان سيقتل المباراة بعد تمريرة سحرية من الشحات جعلته في مواجهة الشناوي حارس الأهرام الذي أسرع بالخروج من مرماه.. لكن وسام وضع الكرة بغرابة أعلى العارضة.

ويتعمد كريم حافظ ضرب الشحات في وجهه.. لكن روخاس يشير باستمرار اللعب.. إلى أن تأتي الدقيقة الخامسة والعشرين والتي تشهد هدف فيستون مايلي بعد خطأ لا يغتفر من عبد المنعم وربيعة بالإضافة إلى عدم الخروج الجيد لإغلاق المرمى من جانب الشناوي .. ليتعادل الأهرام ويستعيد لاعبوه الثقة بشن بعض الهجمات، بينما حاول لاعبو الأهلي التقدم لإحراز هدف التقدم قبل نهاية الشوط لكن تسديدة مروان تبتعد عن المرمى، في حين تصرف طاهر مع تمريرة الشحات برعونة لتخرج إلى ركنية.. وتشهد الدقائق الإضافية فرصة هدف مؤكد بعد أن مرت تمريرة الشحات داخل الصندوق إلى وسام على خط الأمتار الستة- إلى خارج الملعب.. لينتهي الشوط الأول بتعادل الفريقين بهدف لكل منهما.

تشهد دقائق الشوط الثاني الأولى تقدم الأهلي وتراجع الأهرام للدفاع من أمام منطقة الجزاء.. إلى أن ينجح الأهرام في التقدم عن طريق اللاعب أحمد سامي الذي استغل الخروج الخاطئ للشناوي لالتقاط كرة من ضربة ركنية.. ليضعها بسهولة في المرمى وسط دهشة الجميع من مستوى الشناوي وأدائه المهتز.

وتشهد الدقائق التالية للهدف ارتباكا بين صفوف لاعبي الأهلي إلى أن تشهد الدقيقة الحادية والستين احتساب الحكم لضربة جزاء لصالح الأهلي بعد تسبب محمد حمدي في سقوط الشحات.. ليضعها وسام أبوعَلِيٍّ على يمين شناوي الأهرام، محرزا هدف التعادل للأهلي.

وعلى طريقة كولر في إرجاء التغييرات الضرورية- ينتظر حتى الدقيقة الرابعة والسبعين لإشراك ديانج بديلا لمروان عطية، وفي الدقيقة الثالثة والثمانية يخرج إمام عاشور وطاهر ويشرك بدلا منهما محمد مجدي “قفشة” ورضا سليم.

كان الكرواتي قد أجرى تغييرين في الدقيقة السبعين بخروج لاكاي وتوريه ونزول زلاكه وأحمد توفيق.

بدا في الدقائق التالية لهدف التعادل الأحمر أن الفريقين قد ارتضيا بالنتيجة وتأجيل الحسم حتى مباراة الفريقين في الثاني والعشرين من الشهر الجاري.. إلا أن “قفشة” كان له رأي آخر عندما أعاد إنتاج “القاضية” في الدقيقة الخامسة والثمانين بتسديدة من نوع  R.Tلتسكن على يسار الشناوي الذي لم يتعامل معها كما يجب.

وتشهد الدقائق التالية سيطرة أهلاوية، ومحاولات من لاعبي الأهرام لإدراك التعادل.. حتى يعلن الحكم الإسباني “الضعيف” نهاية المباراة وفوز الأهلي الذي واصل انتصاراته المتتالية إلى الفوز الثالث عشر.. بينما توقف قطار انتصارات الأهرام المتوالية عند المحطة الرابعة عشرة.

نجح كولر في التعامل الخططي الجيد مع المباراة، واستطاع ركوب المباراة منذ البداية بعد أن أخرج المنافس عن تركيزه بالضغط الشديد على لاعبيه في كل مساحات الملعب، وامتلاك زمام السيطرة في منطقة وسط الميدان.. رغم تراجع مستوى إمام.

استمر عدم التفاهم بين ربيعة وعبد المنعم ما تسبب في أكثر من خطأ، وجاء مستوى الشناوي المتراجع ليؤكد أحقية “شوبير” الابن في العودة إلى الشباك الحمراء.

استحق حسين الشحات جائزة رجل المباراة بعد أداء بالغ الروعة وجهد كبير كان العامل الأهم في فوز الاهلي أمس.

أكد محمد مجدي “قفشة” أنه لاعب لا غنى عنه، وأن تأخير نزوله الملعب لآخر عشر دقائق أمر شديد الأجحاف.. كما يحتاج إمام عاشور إلى مراجعة سريعة لأدائه في الفترة الأخيرة لتحديد جوانب القصور وعلاجها.

بهذا الفوز والأداء يؤكد الأهلي للجميع أن كل “طموح” له حدود، كما يؤكد أن روح البطولة لا يمكن شراؤها بالمال!

ماهر الشيال

باحث وكاتب ومحرر مصري.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى

أنت تستخدم إضافة Adblock

برجاء دعمنا عن طريق تعطيل إضافة Adblock