رياضة

السوبر المصري أحمر.. بعد مباراة ماراثونية

بضربات الحظ الترجيحية حسم النادي الأهلي بطولة السوبر المصري، بعد التعادل السلبي في الوقتين الأصلي والإضافي أمام الزمالك.

قدّم الأهلي مباراة جيدة بدأت بإحكام السيطرة من جانب مارسيل كولر على مجريات الأمور، والضغط المتواصل على المنافس، بعد الرقابة الشديدة  على مفاتيح لعبه، وإغلاق منطقة وسط الملعب لمنع تقدم الفريق الأبيض.. وسرعان ما أسفرت تلك السيطرة عن انفراد تام بمرمى عواد، أضاعه الشحات بغرابة، بعد تسديد الكرة في جسم الحارس، على مقربة من المرمى المفتوح على مصراعيه.

حاول الزمالك استدراك الأمر مبكرا وبناء بعض الهجمات؛ لكن محاولاته لم تظهر على نحو جدي  مع استمرار ضغط الأهلي بطول الملعب.. وتسفر تلك السيطرة مجددا عن انفراد وسام أبو علي بمرمى المتألق عواد، الذي ينجح للمرة الثانية في إنقاذ مرماه.. لتتولى بعد ذلك “عارضته” صد تسديدة يحيى عطية الله (أفضل لاعبي الأهلي في الشوط الأول) لكن عواد كان في المكان المناسب تحتها تماما.

ضياع أربع فرص محققة من لاعبي الأهلي؛ كان كفيلا بحفز همة لاعبي الزمالك للهجوم، ومع تقدم زيزو من الجانب الأيسر وعلى بعد أمتار من منطقة الجزاء بالقرب من خط التماس، يرتكب مروان عطية خطأ يحتسب أمين عمر، على إثره ضربة حرة للزمالك تلعب عرضية، يرتبك دفاع الأهلي -سيئ التنظيم-  فيها وترتد الكرة من الشناوي الذي لعبها بقدمه من الوضع جالسا، ليسددها سيف الجزيري في منتصف المرمى محرزا الهدف الأول للزمالك؛ لكن تقنية الڤار  تلغي الهدف بعد التأكد من تسلل الجزيري لحظة رفع الكرة.

الهدف المُلغى أفاق لاعبي الأهلي من حالة الارتباك الناجمة عن شعور بالإحباط بعد ضياع الفرص الأربعة المؤكدة- ليعاودوا السيطرة على وسط الملعب، وبناء الهجمات التي تسفر عن فرصة مؤكدة من كرة لعبها مروان عطية للشحات داخل منطقة الجزاء؛ لكن الأخير حاول لعبها “باك وورد” مباشرة بدلا من استلامها وتسديدها أو تمريرها- فلم يفلح ووصلت الكرة لمدافعي الزمالك.

فطن جوميز بعد مرور أكثر من نصف ساعة من عمر اللقاء إلى أن عدم توفيق، زياد كمال في اللعب إلى جوار الجزيري، ما أثّر سلبا على حالة الفريق، خاصة بعد حصول كمال، على إنذار وخوفه من الالتحامات خشية الطرد- فكان قرار جوميز بخروجه ودخول البولندي ميشالاك.. لكن هجمات الأهلي تواصلت، ولم يكن التوفيق حليف أي منها لأسباب عديدة تتعلق بسوء إنهائها من جانب البعض، والأداء الفردي من جانب البعض الآخر وعلى رأسهم إمام عاشور.. وقبيل نهاية الشوط  يتصدى القائم الأيسر لكرة وسام أبو علي التي سددها من ضربة ثابتة على نحو رائع، لينتهي الشوط الأول سلبيا.

مع بداية الشوط الثاني يحصل أكرم توفيق على بطافة صفراء لتعمد الخشونة مع ميشالاك، قبل أن يستقبل توفيق كرة داخل منطقة جزاء الزمالك؛ ليصبح وجها لوجه مع عواد؛ لكن أكرم أطاح بالكرة السهلة بعيدا عن المرمى في رعونة.

 وتتوالى هجمات الأهلي مع خطورة أقل بعد التعديل الذي أجراه جوميز في وسط الملعب، وتضيع من طاهر أكثر من فرصة إلى أن يخرج مصابا، ثم ينجح رامي ربيعة في تشتيت كرة خطيرة لزيزو بعد انقضاء ساعة كاملة من زمن المباراة.

يجري كولر تغييرين بزول السولية ورضا سليم، بدلا من كوكا وطاهر على أمل فك لغز الأهداف المهدرة، لكن الوضع بقي كما هو عليه.

يحاول الزمالك -على استحياء- مبادلة الأهلي الهجمات، وينجح رامي مجددا في إبعاد كرة خطرة إلى رمية تماس.. وتشهد الدقيقة التاسعة والسبعين ركنية للزمالك كادت تسفر عن هدف ينجح الدفاع المرتبك في تشتيتها في آخر لحظة؛ ويتضح أن دفاع الأهلي يعاني من سوء التمركز في الكرات الثابتة، وهو ما يجب أن يعمل كولر على علاجه، قبل لقاء العين في بطولة الإنتركونتننتال بالقاهرة.

وتشهد الدقيقة الحادية والثمانين فرصة ذهبية للزمالك، بعد فشل رامي في قطع الكرة؛ لتصل إلى زيزو الذي لعبها داخل منطقة الجزاء للجزيري غير المراقب، لكن الأخير أطاح بها بعيدا عن المرمى.. ويخرج ربيعة مصابا، ويدخل يوسف أيمن بديلا.

يحتسب أمين عمر ست دقائق وقتا بدلا من الضائع تمر دون خطورة حقيقية على المرميين، لينتقل الفريقان إلى الوقت الإضافي، الذي يشهد عددا من التغييرات ليظهر منسي بديلا للجزيري وأفشة بديلا لعاشور.

ويشهد الوقت الإضافي عددا من الهجمات، من جانب الفريقين.. تُهدر جميعها؛ لينتهي الشوطان الإضافيان بالتعادل السلبي؛ ليحتكم الفريقان إلى ركلات الترجيح، التي تبتسم للفريق الأحمر هذه المرة، وتعلنه بطلا للسوبر المصري، بعد أن توّجت الفريق الأبيض منذ أسبوعين، بطلا للسوبر الإفريقي على حساب الغريم التقليدي.

المباراة في مجملها اتسمت بالقوة، وكان من الواضح جدية كولر وتحفظ جوميز، وارتفاع مستوى الفريقين تدريجيا بعد مباراة السوبر الإفريقي، ما يؤكد أن الموسم الكروي سيشهد منافسة شديدة هذا العام.

أكدت المباراة أن جوميز يجيد قراءة خطط وإبطال مفعولها، كما أكدت أن جراب السويسري لم يخل بعد من المفاجآت.

ماهر الشيال

باحث وكاتب ومحرر مصري.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى

أنت تستخدم إضافة Adblock

برجاء دعمنا عن طريق تعطيل إضافة Adblock