عاد الأهلي بنقطة مستحقة من لقائه مع أورلاندو بايرتس، في المباراة التي جمعتهما بملعب الأخير.
أصر مسئولو النادي الجنوب الإفريقي، على اللعب في الثالثة عصرا؛ للتأثير سلبا على لاعبي الأهلي، بسبب درجة الحرارة المرتفعة نسبيا، والتي بلغت أكثر من 34 درجة مئوية أثناء المباراة.
التعادل العادل حمل للأهلي رقما قياسيا جديدا، إذ استمر في سلسلة اللاهزيمة ليصل إلى 26 مباراة متتالية في دوري الأبطال.. لكن الرقم السلبي الذي لم يستطع الأهلي كسره، هو سلسلة اللافوز على أرض جنوب إفريقيا للمرة الـ 16 على التوالي، حيث واجه ست فرق من بلد مانديلا، ليخسر سبع مباريات ويتعادل في تسع.
مباراة اليوم ضد أورلاندو كانت السابعة بالنسبة للنادي الأهلي الذي حقق الفوز مرة واحدة بهدفين دون رد في نهائي دوري الأبطال 2013، في القاهرة بعد تعادله بهدف لمثله في لقاء الذهاب.. وخسر الأهلي ثلاث مرات وتعادل مرتين بالإضافة إلى مباراة اليوم.
الفريق الجنوب إفريقي الملقب بالقراصنة سعى لتهيئة أجواء المباراة لتحقيق الفوز في حضور أكثر من 40 ألف متفرج، أما الأهلي نادي القرن وحامل اللقب لاثني عشر مرة، فقد استعد جيدا للمباراة مراعيا كافة الظروف غير المواتية.
“الحذر سيد الموقف” ربما تصلح العبارة لأن تكون عنوانا لخطة السويسري كولر، في مواجهة أورلاندو المتحفز، تحت قيادة الإسباني خوسيه ريفيرو الذي حقق مع الفريق أربعة ألقاب، ويتطلع هذا العام للفوز بالبطولة الإفريقية الغالية، خاصة بعد البداية القوية بالفوز بهدفين لهدف على شباب بلوزداد الجزائري.. بتشكيلة ضمت تسعة لاعبين تحت سن 23 عاما.
بدأ كولر المباراة بتشكيل يتكون من محمد الشناوي في المرمى، أمامه عمر كمال عبدالواحد، ياسر إبراهيم، رامي ربيعة، يحيى عطية الله، وفي الوسط أكرم توفيق، مروان عطية، إمام عاشور. أما خط الهجوم فقد ضمّ رضا سليم، وسام أبو علي وطاهر محمد طاهر.
أما خوسيه ريفيرو فقد بدأ بسيفو تشيني في حراسة المرمى وفي خط الدفاع لعب ريليبوهيلي موفوكينج، إيمانويل سيبيسي، ديون دانييل، ماكهيهليني ماكهوالا، وشغل كل من مونابول سالينج، ثالينيتي مباثا، إيفيدينس ماكجوبا خط الوسط، بينما لعب في خط الهجوم كل من ثابيسو سيساني، باسيكا ماكو، ديونو فان رووين.
بدأت المباراة بمحاولة حمراء للهجوم وقع على إثرها رضا سليم في مصيدة التسلل؛ ليبدأ أورلاندو أولى هجماته التي كان من الممكن أن تشكل خطورة على مرمى الشناوي؛ لكنها مرت إلى خارج الملعب بسلام.
في الدقيقة السادسة يحاول ربيعة إرسال كرة طويلة في منطقة جزاء أورلاندو لكنها ذهبت إلى خارج الملعب.. بعد مرور عشر دقائق من زمن المباراة بدا أن خط وسط الأهلي ليس على درجة الانسجام المطلوب، حيث بدا الارتباك على الثلاثي عطية وتوفيق وعاشور.
ينطلق طاهر محاولا اختراق دفاعات أورلاندو؛ لكن الدفاع يتصدى للكرة.. وبعد مرور ربع الساعة يحصل الأهلي على أول ركنية له في المباراة، تنفذ عن طريق رضا سليم، لكن دفاع أورلاندو يبعد الكرة مجددا، ويعاود الأهلي الهجوم، ويحصل على ركنية أخرى يرسلها عطية الله أمام مهاجمي الأهلي، لكن الارتباك يتسبب في ضياع هدف مؤكد.
ينتبه لاعبو أورلاندو في الدقيقة 17 إلى أنهم يلعبون على ملعبهم ووسط جماهيرهم- فيشنوا عدة هجمات ينجح دفاع الاهلي في إبعادها.
اعتمد الأهلي على إرسال الكرات الطويلة من الشناوي وربيعة توفيرا لجهد اللاعبين مع ارتفاع درجة الحرارة؛ لكن الكرات الطويلة كانت تصل سهلة في متناول مدافعي أورلاندو.
مع اقتراب نهاية الثلث الأول من زمن المباراة، بدا من الواضح أن أورلاندو ليس بالفريق “المرعب” لكن لاعبي الأهلي لم يستطيعوا التهديف وإحداث الفارق وأخذ زمام المبادرة، فجاءت معظم تمريراتهم مقطوعة، ولم يفلح ثلاثي الوسط في التحول الهجومي بسرعة، وجاء أداؤهم إجمالا مخيبا للآمال.
في الربع ساعة الأخير من زمن الشوط الأول- شهد أداء الأهلي تراجعا كبيرا، وسيطر الفريق الجنوب إفريقي على الملعب تماما، وشن أكثر من هجمة، وحصل على أكثر من كرة ثابتة، وأبعد الشناوي كرة خطرة كانت قد اصطدمت بقدم مروان عطية وغيرت اتجاهها.. وتعددت التسديدات -غير المتقنة- من خارج المنطقة على مرمى الأهلي، لكنها ذهبت جميعها إلى خارج الملعب.
ويحتسب الحكم الموريتاني ثلاث دقائق وقتا بدلا من الضائع، ويضيف إليها أكثر من دقيقة، مرت دون خطورة حقيقية على المرميين؛ لينتهي الشوط الأول بالتعادل السلبي.
مع بداية الشوط الثاني عاد الأهلي إلى الهجوم؛ لكن الرعونة الشديدة تسببت في ضياع أكثر من فرصة، وتستمر محاولات الفريقين دون خطورة حقيقية على المرمى، اللهم إلا كرة عاشور التي وصلته من أكرم توفيق في مكان مناسب؛ لكن عاشور أهداها للحارس في زاويته الضيقة ضعيفة؛ ليمسكها بسهولة.
ويستمر الفريقان في تبادل الهجمات على استحياء إلى أن يتجاوز الوقت الساعة؛ فيجري كولر تغييرين بخروج عاشور ووسام ونزول أفشة وبيرسي.
في هذه الأجواء الصعبة لا يمكن إلقاء اللوم على لاعبي الأهلي، الذين حاولوا كثيرا؛ لكن محاولاتهم كانت تنتهي بالكرة إلى خارج الملعب، أو بين أقدام مدافعي أورلاندو الذين استطاعوا استخلاص الكرة من رضا في اللحظة الأخيرة قبل أن ينفرد بالمرمى في الدقيقة السبعين.
ورغم الارتباك الواضح على مدافعي أورلاندو عند محاولة الخروج بالكرة والتقدم لبناء الهجمات، إلا أن لاعبي الأهلي لم يحسنوا استغلال ذلك، ولم يضغطوا بما فيه الكفاية؛ لإيقاع مدافعي أورلاندو في الأخطاء.
في الدقيقة 82 ينفذ محمد مجدي ضربة ثابتة داخل منطقة الجزاء يتصدى لها دفاع أورلاندو، وتخرج رمية تماس للأهلي، قبل أن يسحب كولر رضا سليم المجهد، ويشرك حسين الشحات.
يُحبط الحكم هجمة للأهلي، كان من الممكن أن تسفر عن هدف، بدعوى تسلل طاهر محمد طاهر الذي لم يكن في موقف تسلل بالفعل.. وتشهد الدقيقة 85 هدفا ضائعا من الأهلي، بعد نجاح الحارس تشيني في التصدي لتسديدة حسين الشحات القوية، في وسط المرمى.. ثم يسدد ربيعة كرة من بعيد جدا يمسكها الحارس بسهولة.
ويعود تشيني للتألق في الدقيقة الأخيرة من الوقت الأصلي عندما ينجح في إبعاد تسديدة عطية الله، لترتد الكرة منه باحثة عن مهاجم أحمر يضعها في المرمى.. لكن ذلك لم يحدث.
يحتسب الحكم 5 دقائق وقتا بديلا للوقت الضائع، يحاول فيها الفريقان اقتناص نقاط المباراة بهدف متأخر دون جدوى؛ لتنتهي المباراة بالتعادل العادل بين الفريقين، ليعود الأهلي سريعا إلى القاهرة للاستعداد لمباراة كأس التحدي بقطر ضمن فعاليات كأس الإنتركونتينتال مع الفائز من باتشوكا وبوتافوجو والمقرر لها يوم السبت 14 من الشهر الجاري.