انتهى لقاء الأهلي والزمالك بالتعادل في مباراة الأسبوع الخامس عشر، بعد أداء تكتيكي منظم ومحكم من المدرب البرتغالي جوزيه بيسيرو الذي وظّف إمكانات فريقه على نحو جيد؛ لتذهب كل محاولات الأهلي الهجومية في الشوط الأول أدراج الرياح، بعد نجاح عواد في إبعاد الكرة الوحيدة الخطرة التي سددها إمام عاشور، وارتطمت بالعارضة.
استمر مدرب الأهلي في خططه وتشكيلاته غير المفهومة، ليبدأ بمحمد عبد الله وأحمد رضا وأكرم توفيق وأحمد نبيل كوكا.. الأول والثاني أجادا في اللقاءات الأخيرة إلا أن خبراتهما أقل من اللقاء.. بينما الثالث والرابع ليسا في أفضل حالاتهما منذ فترة.. وأبقى كولر في مقاعد البدلاء كلا من وسام أبو علي، وأشرف بن شرقي ومحمد هاني.. ولم يلجأ السويسري إلى التغييرات إلا في الثلث الأخير من المباراة.. بنزول أشرف بن شرقي بديلا لمحمد عبد الله، ثم أشرك وسام والدبيس بدلا من جراديشار والشحات قبل نهاية الوقت الأصلي بست دقائق.
أمّن بيسيرو الجانب الدفاعي تماما، وظل لاعبوه يقظون طوال الوقت.. رغم الضغط الهجومي الذي مارسه الأهلي.. لكن التكتل الدفاعي نجح معظم فترات المباراة في إجهاض هذه الهجمات التي افتقدت إلى الإنهاء الجيد، بسبب الرعونة وضعف الحساسية في مواجهة المرمى.
انتهاء الشوط الأول بالتعادل السلبي أعطى دفعة لبيسيرو ورجاله، بينما أحبط كثيرا طموحات الأهلي الذي يطارد بيراميدز على الصدارة، وهو ما جعل بعض اللاعبين يستعجلون الفوز، مع استمرار التحفظ الدفاعي في ظل تألق الونش وبنتايك.
التحضير الكثير وكثرة تناقل الكرة عرضيا في منتصف الملعب أتاح للاعبي الزمالك إفساد الهجمات الحمراء بسهولة، وبناء هجمات من اليمين شكلت خطورة على مرمى الشناوي الذي أنقذ أكثر من كرة، قبل أن تغالطه عرضية عمر جابر التي جاء منها هدف الزمالك.
ظهر فريق الزمالك طوال فترات المباراة ككتلة واحدة، دفاعا وهجوما.. وهو ما ساعد الفريق في فرض شخصيته على المنافس رغم السيطرة الظاهرية للأحمر.. بينما افتقد الأهلي روح الأداء الجماعي.. وغلبت الفردية على أداء معظم لاعبيه.
قراءة بيسيرو لمباريات الأهلي الأخيرة جعلته أكثر برجماتية وواقعية، فلم يشغل نفسه كثيرا بالسيطرة على وسط الملعب، ولم يترك للاعبيه الفرصة للاهتمام بجماليات الأداء التي كثيرا ما أضاعت مباريات على الفريق، بينما واصل كولر العنيد و”المعزول” عن أمور كثيرة يجب أن ينتبه لها- تجاربه التي لا يدرك مراميها أحد سواه؛ ليسجل تعادله السادس في البطولة المحلية، من أصل خمسة عشر مباراة خاضها الفريق حتى الآن.
تكتيكيا نجح الزمالك وحقق ما أراد وخرج من الكبوة التي لاحقته كثيرا منذ الهزيمة بثلاثة أهداف دون رد أمام بيراميدز، وربما يعود الفارس الأبيض للمنافسة على المقدمة، أما الأهلي فلا شك أنه أهدر فرصة سانحة للحفاظ على فارق النقطة مع المتصدر، الذي سيلاقي فريق الطلائع غدا، والمرجح أنه سيحسم اللقاء لصالحه؛ ليصبح الفارق ثلاث نقاط كاملة.
مشاركة المغربي أشرف بن شرقي، وتسجيله هدف الفريق الوحيد- تعتبر من المكاسب القليلة التي حققها الأهلي هذه الليلة؛ كما كانت عودة أشرف داري بأدائه القوي، نقطة إيجابية أخرى.
هدف التقدم للأهلي جاء في الدقيقة الثانية والسبعين من عرضية لجراديشار على خط الأمتار الستة، حوّلها الوافد الجديد للقلعة الحمراء، برأسه داخل المرمى، بعد مغافلة قلبي الدفاع، وتثبيت عواد الذي فوجئ بالكرة تدخل عن يساره.
هدف التعادل لبنتايك جاء بعد تحويله عرضية عمر جابر من على خط المرمى داخل الشباك في الدقيقة الرابعة والثمانين.
الحكم النرويجي تغاضى عن أكثر من لعبة كان من الممكن احتسابها لكلا الفريقين، منها كرة في الشوط الثاني طالب لاعبو الزمالك باحتسابها ضربة جزاء بعد سقوط بنتايك، ومطالبة أخرى من نفس الفريق لضربة جزاء بدعوى لمس داري للكرة بيده قبل أن يخرجها زيزو بجوار القائم الأيمن للشناوي.