كتب: دانييل اركين
ترجمة و مراجعة: تامر الهلالى
أحدث فيلم «Joker »، وهو دراما سينمائية قوية عن إحدى شخصيات Batman الشريرة، ضجة كبيرة وأصداء وردود فعل متباينة نادراً ما أحدثها أحد أفلام هوليوود في العصر الحديث. فبينما استقبل البعض العمل بترحاب شديد، باعتباره إنجازًا فريدًا في صناعة السينما، كان الفيلم نفسه موضع إدانات ورفض قوى من أطراف آخرى.
لكن الفيلم يمثل تقاربا بين بعض اتجاهات الصناعة الحديثة والقوى الثقافية، حيث يختبر حدود سرد القصص التجارية وسحق الأفكار التقليدية حول هذا النوع من الأفلام التى تتناول البطل الخارق.
إذا أن منح هذا الفيلم جائزة من جوائز الأوسكار – كما يتوقع كثيرون -، العام المقبل، علاوة على النجاح الجماهيري الكبير للفيلم، سيؤثر على استوديوهات هوليوود الرئيسية واستخدامها لتيمة البطل الخارق، فضلا عن إعادة النظر في فكرة إعادة الإنتاج للأفلام التي حققت نجاحا.
وليس سراً أن هوليوود، التي تعتمد بشكل متزايد على تكرار إنتاج الأفلام الناجحة لتحقيق إيرادات من شباك التذاكر، تعاني منذ فترة طويلة من حمى إعادة إنتاج الأعمال القديمة، من مجموعة ديزني، أو من عملية إعادة بث الكلاسيكيات المتحركة
لكن في محاولة لتجديد الصيغ التي لا معنى لها واستقطاب جمهور من البالغين، اعتنقت الاستوديوهات السينمائية الكبرى أيضًا مواد أكثر جدية وربما قتامة: صور جاذبة، مواضيع ناضجة، عنف واقعي. فقد أصبحت «إعادة الإنتاج المبتذلة» توجهاً رائداً يتسبب في، إصدارًا كليشيهات صحفية لأصحاب أعلى الأجور في هوليوود، إلى تناولها في شكل مميز يقوم المدونون على تويتر بتغريدها علاوة على قنوات يوتيوب الساخرة، والتناول واسع المدى من شبكات التلفزة.
لقد كان النجاح الجماهيري ومن ثم المالي لعمليات إعادة الإنتاج الأخيرة -مثل الإعادة المروعة لفيلم «Godzilla» في عام 2014، علاوة على الإصدار الأحدث من «Planet of the Apes» أحد العوامل التي ساعدت في التمهيد لانتاج فيلم «Joker»، «بطولة جواكين فينيكس الكوميدي المضطرب الذي يمثل بجنون وعنف وحشي. وهو الفيلم الذي حقق إيرادات غير مسبوقة في تاريخ السينما الأمريكية، بلغت حوالي 788 مليون دولار في شباك التذاكر في جميع أنحاء العالم.
حصان طروادة سينمائي
يقول جابرييل روسمان، الأستاذ بجامعة كاليفورنيا في لوس أنجلوس: «عندما تحصل على ما يصل إلى النسخة الخامسة والعشرين من امتياز لاستخدام حقوق ملكية طويل الأمد، فإن عليك أن تبدأ التغيير، خاصة مع شخصية كانت موجودة منذ 80 عامًا». ويشير روسمان ،المتخصص في وسائل الإعلام إلى أن فيلم «جوكر» هو الفيلم الروائي الحركي الحادي عشر الذي يستند إلى شخصيات في عالم Batman الذي تم إصداره في الثلاثين عامًا الماضية).
وقد كان «تود فيليبس»، مؤلف ومخرج فيلم «جوكر»، واضحا بشأن نيته إجراء عرض لشخصية قاتمة وغير صديقة للطفل تشبه كلاسيكيات مارتن سكورسيزي مثل «سائق التاكسي» و «ملك الكوميديا»، «باستخدام supervillai كحصان طروادة سينمائي. وقال فيليبس لصحيفة لوس أنجلوس تايمز. «نشأنا جميعًا على مشاهدة مثل تلك الشخصيات، وهي قليلة ومتباعدة في الوقت الحاضر، لذلك كان الأمر كذلك، «دعونا نغوص عميقاً في أحد هؤلاء الرجال بطريقة حقيقية». لا أحد سيطير في فيلمه، ولن تنهار أي مبان، بل ستكون على الأرض، إذا جاز التعبير».
https://twitter.com/i/status/1179064087566618624
زلزال ثقافي و اجتماعي
تعيد الضجة التي رافقت عرض فيلم «جوكر» إلى الأذهان ما صاحب عرض فيلم «The Dark Knight»، والذي كان زلزالًا ثقافيًا عندما تم عرضه في عام 2008. فقد حصل على اعجاب واشادة قوية من النقاد، واستجابة لافتة من الجمهور، وحقق ما عن يزيد عن مليار دولار إيرادات في شباك التذاكر العالمي، أكثر من نصفهها في الولايات المتحدة. وكان هذا الفيلم، مع فيلم آخر صدر في نفس العام، وهو الجزء الأول من iron man «الرجل الحديدي» بداية لظهور سلسلة أفلام البطل الخارق، كأحداث سينمائية عادية ومحترمة، وإنجازات فنية طموحة يمكن أن تتنافس على الاحترام النقدي والجوائز.
علم نفس جوكر
وقال ترافيس لانجلي مؤلف كتاب «علم نفس جوكر» والأستاذ بجامعة هندرسون ستيت «إن جوكر شخصية قابلة للتحور والتكيف بشكل مثير للدهشة، وهو وجه يمكنك إبراز أي شي من خلال استغلاله. فيمكن مثلا استغلاله كوجه للإرهاب في العالم الحقيقي… بما في ذلك أولئك الذين يدفعون الناس إلى اتخاذ قرارات سيئة بسبب الخوف».
وبهذا المعنى، فإن فيلم «جوكر» ليس مجرد تتويج لاتجاهات هوليود السينمائية، بل قد يكون هذا هو المحصلة المنطقية لجميع الاضطرابات الاجتماعية والسياسية التي تحدث على أرض الواقع خارج الشاشة.
- تعريف بالكاتب: محرر بشبكة ان بي سي الإخبارية الأمريكية
Daniel Arkin
*هذه المادة مترجمة. يمكن مطالعة النص الأصلي باللغة الإنجليزية من هنا ?