إذا كان مصطفى باشا النحاس هو الزعيم الفعلي لحزب الوفد بعد وفاة زعيمه المؤسس سعد باشا زغلول، إلا أن قيادة «الوفد» الفعلية لفترة طويلة كانت لـ «المجاهد الكبير» مكرم باشا عبيد، الذي استحق هذا الوصف عن جدارة، فلم يكن سكرتير عام «الوفد» هو «دينامو» الحزب وخطيبه المفوه وصوته البليغ فحسب، بل كان من الناحية الفكرية هو المبشر لأفكار الوطنية والمواطنة والعدالة والمساواة في مجتمع كان لا يزال يبحث عن وضع أسس وقواعد الدولة الحديثة.
مكرم باشا عبيد، ومصطفى باشا النحاس
وبحسب ما أورده الكاتب الصحافي الكبير الأستاذ محمد حسنين هيكل في كتابه «كلام في السياسة»، فإن مكرم عبيد الذي رحل عن عالمنا في 5 يونيو عام 1961، «أخذ أقل مما يستحق في الاعتراف بدوره في تمتين رابطة الوطنية المصرية (وفي صميمها فكرة المواطنة) من حيث إنه المسيحي القبطي المتمثل لروح الحضارة العربية، الذي استطاع لسنوات طويلة من أواخر العشرينيات وطوال الثلاثينيات وحتى بداية الأربعينيات، أن يجعل من نفسه ومن دوره رمزًا بالغ الأهمية في الحياة السياسية المصرية».
محمد حسنين هيكل وكتابه “كلام في السياسة”
كان وجود عبيد على قمة الوفد في حد ذاته يغني عن اجتهادات كثيرة تثير بالطبيعة أسبابًا للاختلاف، وكان الأمل أن يظل الرمز قائمًا بدوره حتى تتمكن المفاهيم والمعاني من مد وتعميق جذورها، فالرجل كان من ناحية فكرية بحتة حتى قبل الناحية السياسية الأوسع، «تجسيدًا حيًا لتجاور دينين على أرض وطن واحد في ظروف لم يترسخ فيها بعد مفهوم الوطنية، ولم يتأكد فيها بعد معنى المواطنة»، يقول هيكل.
ويقف هيكل في كتابه أمام بوادر الشرخ الذي ضرب العلاقة بين النحاس ورفيق نضاله مكرم عبيد، والذي انتهى بانشقاق الأخير عن «الوفد» ومعه عدد من قادة الحزب «الأقباط» ليشكلوا فيما بعد «الكتلة الوفدية».
في السطور المقبلة نرصد دور أحمد حسنين باشا في تعميق الخلاف بين رفيقي النضال، وما هي الخطة التي وضعها رئيس الديوان الملكي الذي وصفه هيكل بـ «الكاردينال» لتصفية خصوم الملك فاروق، بعد أن أُجبر الأخير على القبول بتشكيل مصطفى النحاس للوزارة فيما عرف بحادث 4 فبراير 1942، وكيف ساهم الباشا في عملية «كسر الوفد»، والتي انتهت بخروج مكرم عبيد وعدد من القيادات القبطية وتشكيل «الكتلة الوفدية».
الملك فاروق، وأحمد باشا حسنين
سلطان زينب
يقول هيكل: كان مكرم عبيد وهو الشخصية النافذة في «الوفد» قد بدأ يحس بما طرأ على الحزب بعد زواج زعيمه مصطفى النحاس، وهو في الخامسة والخمسين من عمره بفتاة شابة جميلة في العشرين من عمرها عند إتمام الزواج، وفي أبسط الأحوال وأهونها فإن مكرم عبيد مع أنه من أكثر الساعين في زواج النحاس باشا وفي اختياره لشريكة حياته، بدأ يحس أن هناك تأثيرًا منافسًا له على وقت «الزعيم» واهتماماته، وكذلك فكره، ومع تزايد سلطان البيت فإن سلطان الحزب راح يتناقص، ومكرم عبيد بواقع الحال أول من حس بالتغيير.
مصطفى النحاس وزوجته زينب الوكيل
مع بداية الحرب العالمية الثانية شهدت الساحة السياسية في مصر تغيرات كبيرة، واشتد صراع الانحيازات بين فصائل ورموز المعادلة السياسية، فهناك من روج لفكرة دعم قوات المحور حتى تتخلص مصر من الاحتلال البريطاني وتنال استقلالها، بينما أعتقد البعض أن استبدال الإنجليز بالنازية والفاشية هو بمثابة الهروب من النار إلى الجحيم.
في تلك الأجواء عاد «الوفد» إلى الحكم في حادث 4 فبراير 1942، وكانت عودته «مأساوية» بحسب تعبير هيكل، ذلك أن «الوفد» عاد نتيجة لتدخل السفير البريطاني بحصار قصر عابدين بفصيل دبابات، وإبلاغ الملك فاروق أنه «إذا لم أعلم قبل الساعة السادسة مساءً بأن النحاس باشا قد دُعي لتشكيل الوزارة فإن الملك فاروق يتحمل تبعة ما يحدث».
حصار قصر عابدين 4 فبراير 1942
ويضيف هيكل: «كان على الملك فاروق أن يوقع بقبول الإنذار أو أن يتنازل عن العرش، وقد وضع الملك توقيعه على الإنذار بيد مرتعشة، ثم جاء الوفد وهو من الناحية الفعلية ممثل الأغلبية الشرعية إلى الحكم لكن بقوة الدبابات البريطانية، وكانت تلك هي المأساة».
لم يكن مكرم عبيد سعيدا بما جرى في 4 فبراير، كما لم يكن سعيدا بما طرأ على محيط النحاس باشا سواء بظروف زواجه، أو بالعناصر الاجتماعية المستجدة على الحياة الخاصة لزعيم الوفد مع أجواء الحرب.
شعر الملك فاروق بالمهانة بعد إجباره على توقيع الإنذار البريطاني، فرتب له رئيس ديوانه أحمد حسنين باشا خطة تمكنه من النيل من خصومه، وكان أسوأ هؤلاء الخصوم هو مصطفى النحاس باشا، «الذي لم يكتف بعداء قديم مع القصر، وإنما أُضيف إليه تأليف الوزارة على ظهر دبابة بريطانية متحديًا الملك مما ساعد على تحقيره أمام شعبه وجيشه وإذلاله حتى أمام نفسه وداخل قصره».
جزء من خطاب بصوت الملك فاروق الأول عقب حادث 4 فبراير 1942
خطة الكاردينال
ويروي هيكل تفاصيل خطة الانتقام التي وضعها حسنين باشا «قلد فيها عصور الكرادلة من ريشيليو إلى ماتزيني، وكلهم وقفوا وراء ملوك في الصبا وقاموا بالوصاية عليهم وعشقوا أمهاتهم وحاكوا الدسائس والمؤامرات في تصفية خصوم العرش أو خصوم الكرادلة بمعنى أصح».
كانت خطة «الكاردينال» أحمد حسنين باشا انتقامًا لكرامة الملك الصبي، الذي قام بنوع من الوصاية عليه تحت وصف أنه رائده وتزوج أمه سرا، خطة طويلة ومعقدة والبنود الرئيسية فيها كما يلي:
1- العمل على إنهاء خدمة اللورد كليرن السفير البريطاني، الذي قدم الإنذار في مصر، لكي لا يظل وجوده يذكر الملك بلحظة هوانه، وهو يريد أن ينساها.
2- القصاص من النحاس باشا الذي فُرض عليه قهرًا، والأفضل أن يكون القصاص تصفية جسدية لرئيس الوفد رميًا بالرصاص، وبالفعل جرت أكثر من محاولة لاغتيال النحاس قام بها ضباط من الحرس الحديدي.
3- إنزال العقاب بكل من ساعد في توثيق العلاقات بين السفارة البريطانية وزعيم الوفد، وأول هؤلاء أمين عثمان الذي جرى اغتياله بتوجيه من القصر.
4- كسر حزب الوفد، وهذا هو البند الأهم في تقدير هيكل، والتركيز على مكرم عبيد سكرتيره العام باستغلال ما طرأ على مشاعره في السنوات الأخيرة، سواء من إحساسه ببعد مصطفى النحاس عنه وعن الحزب، أو من ضيقه بمأزق عودة الوفد إلى الحكم نتيجة الإنذار البريطاني.
كان نجاح الكردينال أحمد حسنين في بند كسر «الوفد» بالتركيز على سكرتيره العام كبيرًا، فقد كان مكرم عبيد حتى من قبل فبراير 1942 متأزمًا، ثم زادته الظروف التي رافقت عودة الحزب إلى الحكم تأزمًا، لأن تكالب العائدين إلى السلطة بدا له مزعجًا، خصوصًا إن هذا التكالب كان يجد له سندًا داخل دوائر مؤثرة في الحزب أو عليه، بل أن هذا التكالب وجد منطقا يغطيه بادعاء أن البعد عن السلطة سنوات جعل الحلوق شديدة الجفاف بقسوة الظمأ.
https://youtu.be/ynzcAKUAUqI
خطاب نادر للزعيم مصطفى النحاس
يقول هيكل «عندما راهن حسنين باشا ضمن سياسة الانتقام للملك من خصومه، واستقر رهانه على كسر الوفد بانتزاع مكرم عبيد من صفوفه، فإن الرهان بدا جديًا وشبه موثوق بنتائجه لأسباب موضوعية ولأسباب ذاتية».
من الناحية الموضوعية فإن «الوفد» سنة 1942 لم يعد ذلك «الوفد» الذي ملأ الساحة المصرية في بداية العشرينيات من القرن، فالحزب لم يستطع أن يقدم شيئًا في قضية استقلال مصر سوى أنه رفع علمها وردد شعارها. فبعد عناء طويل وقع النحاس معاهدة سنة 1936، وهي وثيقة لا تختلف كثيرًا عما توصل إليه غير الوفديين في مفاوضاتهم مع الإنجليز.
ثم جاءت الورطة الكبرى بحادث 4 فبراير 1942، ومع أن النحاس من الناحية النظرية كان زعيمًا لحزب يمثل الأغلبية وهو مقصي من الحكم بتعسف ملكي، ألا أن ملابسات عودته إلى حقه الدستوري كانت بتعبير هيكل «عورة» لا سبيل إلى تغطيتها، «بدت العورة فاضحة عندما حُمل السفير البريطاني على أعناق الوفديين حين ذهب إلى مقر مجلس الوزراء غداة تشكيل الوزارة ليهنئ رئيسها مصطفى النحاس، وكانت صورة اللورد كليرن محمولا على الأعناق وصوت المتظاهرين يهتفون له إشهارا للفضيحة أكثر من تغطية عليها».
أما الأسباب الذاتية في رهان حسنين باشا لكسر «الوفد» والتي تخص مكرم عبيد، فأولها أن «المجاهد الكبير» عيار آخر غير عيار كل من سبقوه إلى الخروج من «الوفد». فهو بذاته- أي عبيد- روح الوفد السياسي ومدير شؤونه الذكي وصوته البليغ الناطق باستيعاب كامل الحضارة المصرية والعربية ومحتواها الإسلامي، وهو محرك تواجد «الوفد» وسط مواقع التأثير في الحياة العامة وأهمها تلك الأيام حركة النقابات المهنية، ثم هو المثقف الواعي اجتماعيًا الذي استطاع أن يقول في آخر ميزانية قدمها: «إننا حررنا المواطن المصري من استغلال الأجنبي، وآن أن نحرر المواطن المصري من الاستغلال المصري».
وأخيرا والأهم في نظر حسنين باشا، تقديره أن خروج مكرم عبيد سوف يضع الأقباط جميعًا أمام اختيار صعب، فمكان عبيد حيوي في «الوفد» ودوره الواسع مظلة فوق كثيرين، ووجوده في حد ذاته ضمانة وعلامة على أن «الوفد» هو الباب المفتوح بوعي لواحدة من الحقائق التاريخية الكبرى في مصر «شعب واحد ودينان».
https://www.facebook.com/Aswatonline/videos/941695882692893/?t=16
مكرم عبيد.. خطيب الأمة
«الكتاب الأسود» وكسر «الوفد»
«تردد مكرم عبيد في الشهور الأولى من سنة 1942 ثم غلبته هواجسه، وكان الرجل شأنه شأن كثير من المثقفين شخصية بالغة الحساسية شديدة التوتر سريعة التأثر ليس فقط بالوقائع ولكن حتى بالإشارات والتلميحات»، يضيف هيكل، مشيرا إلى أن أحمد حسنين استطاع أن يحقق هدفه، فخرج مكرم عبيد من الوفد وخرج معه جمع كبير من أقطاب الحزب، ولم يكن في مقدور أحد أن يتجاهل حقيقة أن الخارجين بينهم عدد ملحوظ من كبار الأقباط.
لم يخرج مكرم عبيد ساكتًا رغم قسوة الأحكام العرفية في زمن الحرب، وإنما خرج ومعه سجل حافل بما اعترض عليه من تصرفات زعامة «الوفد» ومحيطها- سماه «الكتاب الأسود.. للعهد الأسود». ومن المفارقات أن فصول الكتاب كانت تسلم فصلا بعد فصل إلى مندوب للقصر يحملها كي تحفظ في خزينة رئيس الديوان حتى يجيء أوان الطبع والتوزيع.
كانت تلك فترة الحيرة الكبرى لأقباط مصر منذ بدء انخراطهم في الحياة السياسية المصرية الحديثة بعد تشكيل الوفد، والمزعج أن أحمد حسنين باشا لم يكن غافلًا عما يفعل، فقد كان وهو يشق «الوفد» يغامر أيضًا في مجال العلاقة بين المسلمين والمسيحيين.
وطبقا لشهادة حسن يوسف باشا وكيل الديوان الملكي، فإن حسابات حسنين باشا في هذه النقطة الحساسة جرت في السياق التالي:
-إن خروج مكرم عبيد من «الوفد» سوف يؤدي إلى كسر تمثيله الشامل للأمة، وسوف يصل الأقباط فيه يومًا بعد يوم إلى الشعور بأنه لم يعد لهم مكان فيه.
-سوف يتأكد ذلك الشعور عندما يخرج أكبر عدد من الأقباط من الحزب لينضموا إلى مكرم، وهذا سوف يجعلهم ويجعل مؤيديهم في موقف معارضة «الوفد».
-إن القصر الملكي أخطأ ذات مرة في العشرينات أيام الملك فؤاد حين تصور إمكانية حصوله على خلافة المسلمين، ومن ثم أبعد عنه الأقباط، وقد حان الوقت الآن لكي يقوم فاروق بتصحيح خطأ والده ويقرب الأقباط منه.
– إن القصر سوف يكون في مقدوره إرضاء الأقباط، وإذا لم يستطع أن يضمن لهم أوضاعا مناسبة في المجال السياسي وظروفه، فإنه يستطيع تعويضهم عن ذلك بدفعهم أكثر في المجال المالي.
كسب حسنين باشا الرهان، وانشق مكرم عبيد عن «الوفد»، وخرج إلى النور «الكتاب الأسود للعهد الأسود» الذي حمل بين دفتيه ما وُصف بأنه فضائح حكومة النحاس، ورصد فيه سكرتير عام الحزب والذي كان يشغل حينها منصب وزير المالية، وقائع فساد وإهدار للمال العام، ومحاباة الحكومة للنحاس وزوجته الشابة فضلا عن الأهل والمحاسيب.
مكرم عبيد، وكتابه «الكتاب الأسود في العهد الأسود»
اعتقال مكرم عبيد
قدم عبيد عريضة مطولة إلى الملك فاروق تضمنت ما يتضمنه «الكتاب الأسود» من وقائع، كما تقدم بعريضة مماثلة في مايو 1943 على شكل استجواب لمجلس النواب، فثارت ثورة نواب «الوفد» بالمجلس وتقدم النائب الوفدي حسن ياسين باقتراح لإسقاط العضوية عن مكرم عبيد، ومررت الأغلبية الوفدية الاقتراح، وبعد أسابيع صدر قرار من الحاكم العسكري وهو رئيس الوزراء مصطفى النحاس، باعتقال مكرم عبيد وألقي القبض عليه وأودع السجن بمقتضى قانون الطوارئ.
ويذكر الدكتور يونان لبيب رزق، في كتابه «الوفد والكتاب الأسود»، جانب من الوقائع التي ذكرها مكرم عبيد في كتابه، منها قيام السفارة المصرية في لندن بشراء معطف فراء لقرينة رئيس حزب الوفد، وكذلك قبعات للرأس، فضلا عن فصل مئات الموظفين الذين صنفهم «الوفد» أنصارًا لخصومه مع تعيين آخرين موالين لهم من رجال الحزب.
وواجه «الكتاب الأسود» الذي شارك في إعداده الكاتب الصحفي جلال الحمامصي، النحاس باشا بثلاثين واقعة فساد منها؛ بيع منزل كان استأجره بالإسكندرية بمبلغ 500 جنيه وشراؤه 80 فدانًا من فؤاد سراج الدين وزير داخليته باسم حرمه بثمن أقل من الثمن الحقيقي، هذا إلى جانب شراء رئيس الوزراء سيارة موديل كوتسيكا بمبلغ 1500 جنيه في حين أنها كانت معروضة بـ 3000 جنيه.
وبحسب ما ذكر في كتاب «تاريخ الصحافة المصرية.. دراسة تاريخية ومعاصرة» للدكتورة عواطف عبد الرحمن والدكتورة نجوى كامل، فإن تحركات مكرم عبيد واتهاماته لرئيس «الوفد» قوبلت برفض جماهيري، وخرجت مظاهرات تهتف للنحاس وتدعمه.
أسس مكرم عبيد بعد ذلك حزبا أسماه حزب «الكتلة»، وكان المفروض أن يكون «الكتلة» بديلًا عن «الوفد»، لكن ذلك لم يحدث فلا «الكتلة» حلت محل «الوفد»، ولا «الوفد» احتفظ بـ«كتلة» ما كان يمثله، بحسب ما ذكر هيكل في «كلام في السياسة»، مشيرًا إلى أن «الوفد» بعد ذلك الانشقاق الكبير وملابساته لم يصبح بعدها نفس «الوفد» الذي كان قبلها.
لجأ حزب «الكتلة» بعد ذلك إلى التحالف مع القصر وأحزاب الأقلية لهدم «الوفد» ورئيسه مصطفى النحاس باشا، وتم إسناد منصب وزير المالية مرة أخرى لرئيس «الكتلة» بعد خروجه من السجن وسقوط الحكومة الوفدية في أكتوبر 1944، ألا أن العلاقات لم تستمر ودية بين «الكتلة» والقصر، ولم يتسن للحزب المشاركة في أي وزارة منذ عام 1946.
حاصر الاكتئاب مكرم عبيد بعد أن توالت الإخفاقات على حزبه الجديد الذي لم يستطع أن يجد له مكانًا على الساحة السياسية، وتداولت بعض الصحف حينها أنباء عن محاولات عبيد العودة إلى «الوفد»، ألا أن النحاس حسم الأمر وأصدر تصريحًا صحفيًا ينفي فيه تلك الأنباء، ليقطع خط الرجعة على خصمه ورفقيه القديم.
…………………..
المراجع:
«كلام في السياسة.. عام من الأزمات» الكتاب الثاني- محمد حسنين هيكل –دار الشروق
«تاريخ الصحافة المصرية.. دراسة تاريخية ومعاصرة»- د. عواطف عبد الرحمن – د. نجوى كامل – دار العربي للنشر
«الوفد والكتاب الأسود»- د.يونان لبيب رزق – مؤسسة الأهرام