وجبة كوميدية دسمة، تفتح شهية المشاهد منذ الدقيقة الأولى؛ حتى يفرغ منها وهو في قمة الرضا، عندما يتم إسدال الستار على الفيلم بظهور كلمة النهاية على الشاشة.
النجاح الكبير لفيلم “تسليم أهالي” يعود بصورة أساسية إلى البطولة الجماعية للعمل، والذي يضم بجوار دنيا سمير غانم، هشام ماجد وبيومي فؤاد والراحلة الكبيرة دلال عبد العزيز، التي قامت بتصوير المشاهد الخاصة بها في العمل، قبل وعكتها الصحية الأخيرة، التي فارقت على إثرها الحياة.
يحمل الفيلم رسالة وفاء إلى روح الفنانة الكبيرة دلال عبد العزيز، التي لعبت مع الفنان الراحل سمير غانم دورا كبيرا في رسم البسمة على شفاه الملايين في مصر والعالم العربي؛ لذا تظل ذكراها حاضرة في قلوب كل من عشقوا فنها الأصيل.
الفيلم يستطيع أن ينتزع المشاهد من الكثير من همومه، والضغوط التي تحاصره من كل اتجاه، حيث ينسي طوال مدة العرض الحافل بكم كبير من المفاجآت و”الإفّيهات” وردود الفعل الكوميدية – كل شيء تقريبا، ولا يستطيع أن يقاوم رغبته الشديدة في الضحك.
النجم الكبير نبيل الحلفاوي، هو أحد مفاجآت فيلم “تسليم أهالي” حيث نراه في مشهد كوميدي؛ يبتعد فيه كثيرا عن الأدوار الدرامية التي أعتدنا أن نراه فيها، سواء على شاشة السينما أو في الدراما التليفزيونية.
يبدأ الفيلم بمشهد لمواطن ذهب لمصلحة حكومية؛ من أجل إنهاء إجراءات نقل ملكية عداد كهرباء؛ ليجد نفسه في النهاية ضحية لقصة حب ملتهبة بين اثنين من الموظفين، يعملان في مكانين متباعدين، ويكتشف المواطن بعد سلسلة من المشاوير الماراثونية؛ أن الملف الذي يحمله متخم بالخطابات الغرامية بين الموظفَين اللذين يجعلان من الأرشيف موعدا للقاء بينهما.
يذهب المواطن بحسرته، بعد أن يتأكد من أن حلمه في نقل ملكية العداد قد تبدد إلى الأبد، وفي الوقت نفسه تتوجه دلال عبد العزيز إلى الأرشيف في الموعد المحدد وهى تحبس أنفاسها، خشية أن يقوم بيومي فؤاد بالاختباء لها في أحد الأماكن لإخافتها كما اعتاد أن يفعل؛ ولكنها تجد مفاجأة كبيرة في انتظارها.. لقد أعد لها احتفالا كبيرا بعيد ميلادها بحضور عدد كبير من الزملاء والزميلات في العمل، ولم تقف الأمور عند هذا الحد؛ بل إنه يعرب لها أمام الجميع عن رغبته في التقدم خطبتها؛ ليكلل قصة حبهما الملتهبة بالزواج.
لا تتوقف المفاجآت عند هذا الحد؛ حيث تصاب “زاهية” دنيا سمير غانم، بخيبة أمل كبيرة عندما تكتشف أن بيومي فؤاد جاء لخطبة أمها، ولم يأت من أجل خطبتها هي لابنه “خليل” هشام ماجد، في موقف من المواقف الدرامية القليلة في العمل تبدو دنيا سمير غانم وهي بملابس الزفاف في حالة انهيار كامل، عندما تكتشف أن حلمها في الزواج مثل صديقاتها قد تبدد مجددا، وأن عليها أن تواصل حياتها “سنجل” وتواجه وحيدة نظرات الشفقة من صديقاتها، وعلامات الاستفهام والتساؤلات التي لا تنتهي من المجتمع بسبب خطأ لم تقترفه في حق نفسها.
يجد الطبيب الشاب “خليل” الذي يحلم بالسفر إلى كندا – نفسه فجأة غارقا وسط مجموعة كبيرة من المفاجآت التي تتتابع في سياق كوميدي، كما تجمع الصدفة بينه وبين صديقة طفولته دنيا سمير، التي يبدو حلمها في الزواج مسيطرا عليها بصورة واضحة، في كل مشهد من مشاهد الفيلم الذي يعد شهادة نجاح كبيرة لخالد الحلفاوي مخرج العمل.
الفيلم يعد ثاني دويتو فني كوميدي يجمع بين دنيا سمير غانم وهشام ماجد بعد مسلسل “بدل الحدوته تلاته” والذي حقق نجاحا جماهيريا كبيرا، ويبدو التناغم بين النجمين واضحا بشدة في جميع مشاهد الفيلم الذي جاء كوميديا في أغلبه.
تصدر الفيلم شباك الإيرادات منذ اطلاقه في 4 أغسطس وحتى اليوم بـ 20 مليون جنيه، ليس مصادفة في ظل الحبكة الفنية وكوميديا المواقف البعيدة عن الإسفاف أو الافتعال، كما أن الأحداث تجري بصورة متسارعة بعيدا عن المط والتطويل، وهو ما يجعل المشاهد دوما في حالة ترقب لا يتطرق إليها الملل.