*كتب: دافيد شفارتز
*ترجمة وعرض: تامر الهلالي
سواء أكنت والدًا متساهلاً أمًا صارمًا، من المحتمل أن تكون قد قلت كلمة «لا» لطفلك كثيرًا. كم مرة يطلب الطفل شيئًا ما، أو يفعل شيئًا، أو يتصرف بطرق تحتاج إلى تصحيح؟
إذا فكرت في طفولتك، فربما تتذكر مرات عديدة كان يتم توجيه الكلمة لك بهدف الانضباط أو التوبيخ. والسؤال هو ما الذي يفعله هذا في الصحة النفسية للطفل؟ كيف يؤثر سماع هذه الكلمة على نموه الصحى؟ ومتى تصبح ضارة؟
غالبا ما يكون توجيه الأطفال الصغار والمراهقين ضروريًا للمساعدة في الحفاظ على سلامتهم، وأثناء نموهم والبدء في استكشاف عالمهم، تزداد وتيرة التوجيهات السلبية غالبًا.
يفرض الآباء قيوداً على التجول، وقيودا على مشاهدة التليفزيون أو تشغيل ألعاب الفيديو، وقيودا على وقت النوم، إلى غير ذلك.
ثم، وعندما يتحول الأطفال إلى مراهقين، يبدأون في اختبار حدود قواعد أسرهم المعيشية. إنهم يريدون تأكيد استقلالهم الذي يمكن أن يؤدي إلى احتكاكهم بالوالدين. ونتيجة لذلك، قد تزيد وتيرة استخدام كلمة «لا». ثم، مع مرور سنوات المراهقة، يمكن أن يؤدي استخدام كلمة لا بشكل أكبر إلى ردود سلبية أكثر.
لا تقل هذه الكلمات
وعلى الرغم من أن كلمة «لا» ليست مشكلة في حد ذاتها، إلا أن سماع الملاحظات السلبية باستمرار يمكن أن يضر بالنمو الصحي للطفل.فمع نمو الأطفال، يقومون باستمرار باستكشاف من هم واختبار حدودهم. إنهم يريدون أن يكونوا قادرين على فعل ما يريدون عندما يريدون. هذا يتجلى في طلبهم المزيد من الحريات، حتى الحريات التي قد لا يكونون مستعدين لها. فعلى سبيل المثال، قد يرغبون في النوم في منزل صديق، أو يشعرون بأن المدرسة مضيعة للوقت، أو يبدأون في التدخين.
يصبح التضييق على المسائل السلوكية للطفل خطرا، عندما يفوق التعزيز السلبي باستمرار الردود الإيجابية.عندما يتم إخبارهم باستمرار بأنهم مخطئون ولا يلبون توقعاتك، فهم لا يفهمون دائمًا أن نيتك هي مساعدتهم على القيام بعمل أفضل. وبدلاً من ذلك، يكون من السهل عليهم أن يفهموا أنك لا ترضى عنهم، أو حتى لا تحبهم. وقد يؤدي هذا إلى اعتقادهم بوجود شيء خاطئ بشكل أساسي يمكن أن يؤثر على صورتهم الذاتية.
وفي حين أن المراهقين يجيدون التظاهر بأنهم لا يستمعون، أو حتى يهتمون بما يقوله الكبار، فإن هذا ليس هو الحال في الغالب. فما يقوله الآباء ومقدمو الرعاية للأطفال يمكن أن يحمل وزناً كبيراً. إذ تتشكل قدرة الأطفال على استخدام حكمهم واتخاذ قرارات حكيمة في جزء كبير منها بواسطة صورتهم الذاتية عن أنفسهم، والتي تتكون في الغالب خلال هذه المرحلة عن طريق الآباء.
ولذلك، يمكن أن تُحدث طريقة توجيه الطفل أو تأديبه فرقًا كبيرًا في تقديره لذاته. فالتواصل الواضح يعمل بشكل رائع في هذا السياق. و في الواقع، فإن السلبية العامة، واستخدام جمل مثل «لا يمكنني الوثوق بك»، أو «لا يعجبني سلوكك»، يمكن أن تلتصق بالطفل، ويمكن أن تجعله يعتقد أنه ليس له قيمة.
وفي هذا السياق فإن التعليقات التي تتسم بالمبالغة السلبية حول مظهر الطفل أو طريقة تصرفه أو ذكائه، يمكن أن تسهم في تعزيز المعتقدات السلبية عن نفسه. وفي حين أن هناك قيمة كبيرة لمساعدة الأطفال والمراهقين على اتخاذ قرارات أفضل، فإن المشاكل تنشأ عندما تبدأ طريقة التربية في دفعهم للتراجع عن إيمانهم بأنفسهم.
يمكن أن يشعر الأطفال الذين يتلقون انتقادات مستمرة بأنه لا يمكنهم فعل أي شيء بشكل صحيح والاستسلام والكف عن المحاولة و يمكن أن يؤدي هذا بهم إلى محاولة الهروب من هذه المشاعر بسلوكيات خطيرة مثل تعاطي المخدرات أو إيذاء الذات. بينما يحتاجون إلى الحفاظ على سلامتهم وتصحيح سلوكهم عندما يشكل سلوك ما تهديداً لطريقة حياتهم.، فإنه من المهم للآباء أن يكونوا على دراية بأن الأطفال والمراهقين غالبًا ما يدمجون ما نقوله في طريقة نظرتهم إلى أنفسهم.
هذا هو السبب في أنه من المهم للغاية توخي الحذر في لغتنا و أن نكون واعين لآثار التعليقات السلبية. فما قد يبدو تعليقًا تقويمياً تربوياً صغيرًا لنا، قد يؤثر على الأطفال بقوة أكبر بكثير مما ندركه.
تعريف بالكاتب:
دافيد شفارتز: معالج نفسي متخصص في مشكلات الأسرة والأطفال والمراهقين
دافيد شفارتز
*هذه المادة مترجمة. يمكن مطالعة النص الأصلي باللغة الإنجليزية من هنا